بيوت السوريين تتحول إلى مستودعات لجمع الأموال تزامناً مع تدهور الليرة السورية وخبير يوجه نداءً عاجلاً!
بيوت السوريين تتحول إلى مستودعات لجمع الأموال تزامناً مع تدهور الليرة السورية وخبير يوجه نداءً عاجلاً!
طيف بوست – فريق التحرير
فرض الانخفاض المستمر بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية على السوريين أن يلجأوا إلى طرق وأساليب مختلفة من أجل الحفاظ قدر المستطاع على قيمة ما بحوزتهم أموال دون أن تفقد قيمتها مع مرور الوقت.
ومن بين أكثر الأساليب المستخدمة في مثل هذه الظروف هي تحويل الأموال إلى العملة الصعبة، خاصة الدولار الأمريكي أو شراء الذهب الذي يعتبره كثيرون أنه من أفضل الملاذات الآمنة في الأزمات الاقتصادية.
لكن الوضع في سوريا بدا مختلف كلياً في الآونة الأخيرة، حيث أن الكثير من السوريين لجأوا مؤخراً إلى الاحتفاظ بما لديهم من أموال في منازلهم، إذ أكدت مصادر محلية أن المواطنين باتت لديهم قناعة بأن أموالهم ستحافظ على قيمتها في حال لم يتم إيداعها في البنوك العامة أو الخاصة.
وضمن هذا السياق، كتب الخبير في مجال الاقتصاد والوزير السوري السابق “حسام الأسود” منشوراً عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة مسلطاً الضوء على السياسيات المالية الخاطئة التي أدت إلى استمرار تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات في الفترة الماضية.
ووجه “الأسود” في مستهل منشوراً نداءً عاجلاً إلى المعنيين بالسياسة المالية في البلاد، مطالباً إياهم بضرورة قراءة الواقع الاقتصادي في سوريا واتخاذ إجراءات من شأنها إنعاش الاقتصاد المحلي وزيادة ثقة المواطنين بالجهات التي تدير الملف الاقتصادي في البلاد.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه وبعيداً كل ما يقال عن السـ.ـرقات التي تجري في سوريا وفي مختلف القطاعات، يجب أن نقف ملـ.ـياً ونفتح قلوبنا إلى صانـ.ـعي القرارات المالية، وفق تعبيره.
وأوضح “الأسود” في معرض حديثه إلى أن بيوت السوريين في الوقت الحالي تحولت إلى مستودع لجميع الأموال الشخصية، وذلك خوفاً من إيداع تلك الأموال في البنوك سواءً العامة أو الخاصة.
وأرجع الخبير الاقتصادي سبب خـ.ـوف السوريين من إيداع أموالهم في المصارف إلى السياسة التي ينتهجها حاكم بنك سوريا المركزي والتي تقوم على مبدأ أساسي وهو تجفيف السيولة من الأسواق بحجة أن هذا الأمر يساهم في ضبط انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار ومنع تدهورها.
ونوه أنه تلك الحجج عبارة عن أعذار واهية لا تمت للواقع بأي صلة، فهاهو سعر صرف الليرة السورية يتدهور دون قدرة البنك المركزي على ضبطه على الرغم من الاستمرار بشكل متشـ.ـدد في سياسة تجفيف السيولة من الأسواق خلال الفترة الماضية.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تهوي لمستويات قياسية جديدة مقابل الدولار وارتفاع كبير بأسعار الذهب محلياً وعالمياً!
وطالب “الأسود” حكومة البلاد بضرورة العمل في أسرع وقت ممكن على وضع سياسة مالية واقعية، مع ضرورة أن يتم منح البنوك حيزاً وهامشاً للتعامل مع عملائهم بأريحية وحرية كما كان الأمر في السابق.
وشدد الخبير في ختام حديثه على أنه بدون عودة ثقة المواطنين والتجار بالبنوك الوطـ.ـنية وعودة عجلة الاقتـ.ـصـ.ـاد للدوران وزيـ.ـادة ثقافة المـ.ـواطن وثقته بالبنوك وعدم اكتـ.ـنـ.ـاز الأموال والذهب والعملات الصعبة في البيوت، لا يمكن لليرة السورية أن تنتعش وتتنفس الصعداء من جديد.