ما مصير مركز مدينة إدلب.. وهل ستنسحب قوات نظام الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي؟.. خبراء أتراك يجيبون
علق خبراء ومحللون أتراك على وثيقة الاتفاق الجديد بين روسيا وتركيا حول منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.
وأبدوا مخاوفهم حول القدرة على تطبيق الاتفاق ببنوده المعلنة، خاصة وأن العلاقات التركية الروسية قد شهدت توتراً كبيراً قبل القمة التي جمعت الرئيسين “أردوغان” و “بوتين” في موسكو
ورأى الكاتب والصحفي التركي “سيدات أرغين”، أن الاتفاق الجديد ولد كنتيجة طبيعة لانهيار اتفاق “سوتشي” إلى حد كبير، وذلك عقب التقدم الذي حققته قوات نظام الأسد مؤخراً في إدلب.
وذكر في مقال له على صحيفة “حرييت”، أن التوصل إلى الاتفاق الجديد تم على ضوء خطوط التماس الحالية في الشمال السوري.
وأشار إلى صعوبة العودة إلى حدود اتفاق “سوتشي” 2018، وبالتحديد بما يتعلق في المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد وسمحت له بالتحكم بالطريق الدولي “إم 5”.
وأوضح أن الحدود الجديدة كانت قد رسمتها تركيا، بعد أن أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى شمال غرب سوريا، وأقامت نقاط ومواقع جديدة بالقرب من نقاط التماس الحالية.
وأضاف أن أهم نقطة تم التوصل إلى تفاهم حولها في الاتفاق الجديد، هي “الممر الآمن”، ووضع آلية جديدة للتحكم بالطريق الدولي الاستراتيجي “إم 4” الذي يصل حلب باللاذقية.
اقرأ أيضاً: اتفاق مبهم بين روسيا وتركيا بعد قمة بوتين وأردوغان.. والغموض ما زال يلف مصير إدلب
ولفت إلى أنه وبالرغم من غموض الآلية التي سيتم فيها تنفيذ هذا البند، إلا أننا من الممكن أن نتوقع خلو المنطقة المحاذية للطريق الدولي “إم 4” من الأسلحة الثقيلة والمقرات العسكرية.
هل ستنسحب قوات نظام الأسد؟
وبما يتعلق بمسألة انسحاب قوات نظام الأسد من الطريق الدولي “إم 4″، أوضح الكاتب أن روسيا وتركيا سيضمنان أمن الطريق، كما يفعلان في مناطق عملية “نبع السلام” شمال شرق سوريا.
وأشار إلى أن نظام الأسد، سيصبح بإمكانه استخدام الطريق الدولي “إم 4” لأغراض مدنية وتجارية، دون تمكنه من التقدم نحو الطريق والسيطرة عليه عسكرياً.
وحول مصير مركز مدينة إدلب التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن الطرق الدولي “إم 4″، قال الكاتب إن الاتفاق يشير بشكل واضح أن إدلب “المدينة” ستبقى بيد المعارضة السورية، مضيفاً أن على نظام الأسد أن ينسى مسألة السيطرة على هذه المدينة.
أما بالنسبة لكيفية التعامل مع هيئة تحرير الشام، فرأى الكاتب أن الجانب الروسي قام بالتركيز مجدداً في وثيقة الاتفاق الجديد على التنظيمات الإرهابية.
وأكدت روسيا على عزمها مواصلة كفاحها ضد من وصفتهم بـ “الإرهابين”، والعمل على القضاء عليهم، مشيراً إلى تمكن بوتين من إضافة هذه الفقرة ضمن فقرات البروتوكول الإضافي المرفق بوثيقة الاتفاق الجديد.
ولفت إلى أن هيئة تحرير الشام تسيطر على مناطق واسعة بالقرب من الطريق الدولي “إم 4″، الأمر الذي يعني أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية ضد الهيئة في حال عدم انسحابها من الحدود المتفق عليها في الوثيقة الجديدة.
وأوضح أن الاتفاق الجديد نص صراحة أن على تركيا الوقوف في وجه هيئة تحرير الشام، والتعامل معها ومكافحتها في حال عدم قبولها تنفيذ ما جاء في الاتفاق الحالي، معتبراً أن هذه النقطة من أكثر النقاط التي تهدد مستقبل هذا الاتفاق.
اقرأ أيضاً: بوتين يعترف: نظام الأسد تعرض لخسائر فادحة في إدلب عقب “درع الربيع”!
من جانبه أشار جنرال تركي متقاعد إلى أن النقطة الثانية المهمة في وثيقة الاتفاق الجديد، هي أنها جنبت كل من تركيا وروسيا حدوث صدام مباشر بين الطرفين على الأراضي السورية.
وأضاف أن وقف إطلاق النار مع تثبيت خطوط التماس الحالية، يعني بما لا يدع مكاناً للشك أن قوات نظام الأسد ستبقى مكانها دون أن تتراجع إلى حدود اتفاق “سوتشي” 2018، كما كان يصر الجانب التركي.
كما أكد أن نقاط المراقبة التركية، والمواقع التي يتمركز فيها الجيش التركي في الوقت الحالي ستبقى في مكانها، حتى وإن لم تتم الإشارة إلى ذلك بوضوح في بنود الاتفاق الجديد.