لا مؤشرات تدعم حدوث انفراجة قريبة للأزمة الاقتصادية وتوقعات بانخفاض متسارع بقيمة الليرة السورية
لا مؤشرات تدعم حدوث انفراجة قريبة للأزمة الاقتصادية وتوقعات بانخفاض متسارع بقيمة الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
يستمر فشل حكـ.ـومة النظـ.ـام بتأمين حاجة المواطنين في البلاد من المواد والسلع الأساسية وسط عجز تام عن القدرة على ضبط الأسعار في الأسواق المحلية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع جنوني شهده أسعار أبرز المواد مؤخراً نتيجة ارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية.
وفي ضوء ما سبق يؤكد خبراء في مجال الاقتصاد أن المرحلة المقبلة ستكون من أسوأ المراحل الاقتصادية في تاريخ السوريين، مرجحين أن ترتفع الأسعار بشكل يثقل كاهل المواطنين.
وينوه المحللون إلى عدم وجود أي مؤشرات تدعم إمكانية حدوث انفراجة للأزمات الاقتصادية التي تعـ.ـصـ.ـف بالبلاد، لا بل على العكس فإن هناك حالة شبه إجماع لدى الخبراء المختصين في مجال الاقتصاد على وجود مؤشرات تدعم إمكانية أن يتعرض اقتصاد البلاد لمزيد من الركود والانهيار.
كما يشير الخبراء إلى أن الواقع الاقتصادي في سوريا خلال المرحلة الماضية قد أدى إلى القـ.ـضاء بشكل شبه كامل على الطبقة الوسطى في البلاد، وذلك بعد أن كانت هذه الطبقة تشكل نسبة كبيرة من شرائح المجتمع في سوريا قبل عام 2011.
ولفت المحللون إلى أن الفـ.ـقر والجوع أصبحا على مقربة من شريحة واسعة من السوريين في الآونة الأخيرة، خاصةً في ظل الفرق الكبير بين الأجور والرواتب وبين المتطلبات الأساسية التي يحتاج الفرد وتحتاجها العائلات السورية.
وأوضح الخبراء أن الرواتب والأجور في الوقت الحالي لا تتعدى الـ 100 ألف ليرة سورية شهرياً في المتوسط، بينما تحتاج الأسرة المكونة من 5 أفراد إلى نحو 1.5 مليون ليرة سورية شهرياً بالحد الأدنى لتغطية المصاريف الضرورية فقط.
ويرى المحللون أن هذه الفجوة التي تزداد يوماً بعد يوم بين الرواتب والأجور من جهة، وبين المصاريف والاحتياجات من جهة أخرى، ستؤثر بشكل سلبي على القدرة الشرائية للمواطنين السوريين، وبالتالي ستنعكس سلباً على سعر صرف الليرة السورية في قادم الأيام.
وحول مستقبل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، فإن المحللين يؤكدون أن كافة المؤشرات على الساحة الاقتصادية في البلاد تدعم أن تشهد العملة السورية مزيداً من الانخفاض بقيمتها في قادم الأيام.
وبشكل مبدئي يتوقع الخبراء والمختصون في مجال الاقتصاد أن يصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات الـ 5 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد خلال النصف الثاني من عام 2022.
ويوضح المحللون أنه في ضوء مؤشر الأسعار في الأسواق السورية حالياً، فإن سعر صرف الليرة السورية يجب أن يتراوح بين مستويات الـ 4750 والـ 5350 ليرة للدولار الواحد.
اقرأ أيضاً: الطلب على الدولار يرتفع لأعلى مستوى منذ أشهر طويلة تزامناً مع أنباء عن هبوط كبير ستسجله الليرة السورية
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء سجل اليوم أرقاماً بين مستويات الـ 3940 والـ 3970 ليرة سورية أمام الدولار.
وكان سعر صرف الليرة قد وصل الأسبوع الماضي إلى مستويات أعلى من الـ 4000 ليرة لكل دولار في أسواق العاصمة السورية دمشق.