لأول مرة شمال سوريا.. ظاهرة جوية نادرة تشير إلى وصولنا لمرحلة متقدمة من التغير المناخي
“لأول مرة شمال سوريا” ظاهرة جوية نادرة تشير إلى وصولنا لمرحلة متقدمة من التغير المناخي
طيف بوست – فريق التحرير
تداول مختصون في متابعة الأحوال الجوية في سوريا ومنطقة بلاد الشام تسجيلاً مصوراً لتشكل ظاهرة جوية نادرة حدثت شمال سوريا خلال الساعات القليلة الماضية، منوهين إلى أن الظاهرة دليل على وصولنا إلى مرحلة متقدمة من التغيرات المناخية.
وأوضح المختصون أن ما ظهر في التسجيل المصور هو عبارة عن ظاهرة استوائية بحرية لا تحدث إلا في المناطق الاستوائية، حيث تحتاج إلى مسطح مائي من أجل أن تحدث.
وضمن هذا السياق، ذكر الراصد الجوي المهندس “أنس الرحمون” في منشور مطول له على معرفاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي أن حدوث الظاهرة ووصولها إلى شمال سوريا وتحديداً ريف حلب الشمالي يعد أمراً نادراً لعاملين اثنين.
وأشار إلى أن العامل الأول هي بعد المنطقة التي حدثت فيها الظاهرة عن المناطق الاستوائية، بينما تمثل العامل الثاني بأن حدوث الظاهرة يحتاج إلى وجود مسطح مائي حتى تحدث مثل وجود بحر أو بحيرة أو محيط، وهذا لا يوجد قرب المنطقة التي حدثت فيها الظاهرة الجوية.
وبالنسبة لتفسير حدوث الظاهرة النادرة شمال سوريا، نوه “الرحمون” إلى أن هذه الظاهرة تسمى ظاهرة “الشاهقة المائية” التي يطلق عليها حين تحدث قرب السواحل اسم “التنين البحري”.
وأضاف أن الظاهرة ناتجة عن مرور تيار هوائي بارد فوق مسطح مائي دافئ مترافق مع رياح علوية سريعة يكون اتجاهها عكس اتجاه الرياح السطحية وأقل سرعة منها، فحينها يتشكل عمود مائي يصل البحر بالغيوم، ومن ثم يبدأ بالسير والتحرك نحو اليابسة بسرعة 25 كيلومتر في الساعة وبقطر 50 متراً.
ولفت إلى أن العمود المائي عادةً ما يترافق مع رياح شديدة تصل سرعتها إلى حوالي 120 كيلومتر في الساعة، وغالباً ما تسبب أضرار كبيرة للمزروعات والأشجار التي يصادفها العمود المائي في طريقه نظراً لأنه يشبه الإعصار المصنف من الدرجة الأولى.
وأوضح “الرحمون” أنه نظراً لأن منطقة ريف حلب الشمالي لا يوجد فيها مسطح مائي كبير، فنحن أمام تفسيرين لا ثالث لهما لسبب تشكل الظاهرة النادرة في المنطقة.
وأفاد الراصد الجوي، أن التفسير الأول يتمثل بحدوث ظاهرة تنين بحري تشكلت فوق البحر وتحرك العمود المائي بسرعة باتجاه المناطق الداخلية ورصدها السكان في الشمال السوري قبل أن تضمحل.
ونوه إلى أن هذا الاحتمال ربما يكون مستبعد إلى حد ما، لأنه لو كان العمود المائي قد عبر من البحر ووصل إلى المناطق الداخلية لكان معظم الناس قد رصدوه وقاموا بتصويره أثناء عبوره من مناطقهم، بالإضافة إلى أنه كان ليسبب أضرار كبيرة في طريقه بشكل واضح.
اقرأ أيضاً: موضة جديدة تنتشر بين السيدات والفتيات في سوريا وتتحول إلى تجارة تدر آلاف الدولارات شهرياً (فيديو)
وبيّن “الرحمون” أن التفسير الثاني وهو الاحتمال الأرجح وفقاً لرؤيته، يتمثل بأن تشكل العمود المائي شمال سوريا حدث بفعل الرطوبة الجوية العالية كونها كانت في أجواء مشاريع زراعية مروية.
وأضاف أن تلك الرطوبة عملت عمل المسطح المائي، وخاصة أن قاعدة الشاهقة يبدو أنها متصلة بسحابة أخرى منخفضة، كما أظهر التسجيل المصور، ولدى عبور رياح القص الباردة تشكلت الظاهرة على شكل أنبوبة سحابية، مثلما هو واضح في الصورة المرفقة.
والخلاصة وفقاً للراصد الجوي المهندس “أنس الرحمون” أن حدوث الظاهرة في هذه المنطقة يدل على أننا أصبحنا في مراحل متقدمة من التغيّر المناخي.
وختم حديثه أن ما يشير إلى حدوث التغير المناخي، هو تكرار حدوث العديد من الظواهر الجوية النادرة في أماكن غير معتادة وأوان غير أوانها وظروف غير ظروفها الاعتيادية.