طقوس غريبة.. ماذا تعرفون عن “عيد القوزلة” الذي يحتفل به بعض أهالي قرى الساحل السوري؟
طقوس غريبة.. ماذا تعرفون عن “عيد القوزلة” الذي يحتفل به بعض أهالي قرى الساحل السوري؟
طيف بوست – فريق التحرير
يقيم بعض أهالي قرى الساحل السوري احتفالات جماعية بمناسية قدوم السنة الشرقية الجديدة، وذلك في الثالث والرابع عشر من شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام.
ويطلق الأهالي اسم عيد “القوزلة” على احتفالاتهم التي يقيمونها بطقوس غريبة، إذ يصادق رأس السنة الشرقية يوم الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير، أي بفارق ثلاثة عشر يوماً عن التقويم الميلادي الغربي الأكثر تداولاً حول العالم.
وحول معنى كلمة “القوزلة”، أشارت بعض المصادر نقلاً عن بعض الكتب التي تؤرخ عادات وتقاليد أهالي الساحل السوري، أن القوزلة هي اسم مشتق من فعل “قزل” الآشوري، ويعني “أشعل النـ.ـار”.
ويستخدم أهالي القرى الساحلية الذين يحتفلون بهذا العيد كلمة “قوزل” أي شارك بالاحتفال بمناسبة “عيد القوزلة”.
وتشير المصادر إلى أن الاحتفال بهذا العيد لا تربطه أي صلة بالعقائد الدينية، حيث يرجح معظم المؤرخين أن “عيد القوزلة” ربما يكون موروث من الحضارة الكنعانية.
في حين ذكرت عدة تقارير إعلامية أن تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة يعود إلى ما قبل الإسلام والمسيحية، إذ كانت القبائل والشعوب تحتفل بليلة رأس السنة الميلادية على التقويم الشرقي عبر إشعال النـ.ـار.
وبحسب التقارير فإن للاحتفال بهذه المناسبة طقوس خاصة، حيث تبدأ التحضيرات قبل أسبوع عبر حلقات الدبكة وقرع الطبول وغناء الأغاني الفلكلورية.
كما يتم تبادل الزيارات بين سكان القرى التي تحتفل بـ”عيد القوزلة”، مع فتح موائد تشمل الحلويات والفاكهة والتمر، بالإضافة ألى خبز “القوزلة” الذي يحضر خصيصاً لهذه المناسبة، ويخبز على التنور.
ويتم أيضاً صناعة الأقراص المحشوة باللحم والفطائر المحشوة بالفليفلة، فيما يتم تناول الحلاوة والدبس كحلويات يُفضل تقديهما بهذا العيد.
ومن الطقوس المتعارف عليها في عيد القوزلة هي نحـ.ـر الذبـائـ.ـح قبل يوم واحد من موعد العيد، حيث لابد لكل عائلة أن تربي جدياً يتم شراؤه قبل عدة أشهر وتربيته والعناية به خصيصاً من أجل أن يأكلوا اللحم في يوم الاحتفال بهذه المناسبة.
وقد تداولت عدة وسائل إعلام محلية صوراً نشرها بعض أهالي قرى الساحل السوري عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر احتفالهم بـ”عيد القوزلة” هذا العام، وإشعـ.ـالهم النـ.ـار.
وفي بعض القرى الساحلية عادةً ما تتواصل الاحتفالات بهذا العيد لمدة تتجاوز الثلاثة أيام، حيث يتبادل الأهالي ترديد عبارات مثل “قوزلة مباركة”، أو “عيد مبارك عليكم”.
اقرأ أيضاً: يستمر تميز السوريين حول العالم.. قصة نجاح فريدة بطلها “عمر الغبرا” الذي أصبح وزيراً للنقل في كندا
أما في الوقت الراهن، فلا تحتفل جميع أهالي قرى الساحل السوري بهذه المناسبة، وذلك نظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمرون بها.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار اللحوم بشكل كبير، الأمر الذي حـ.ــرم معظم العائلات من طقوس العيد هذا العام.