أخر الأخبار

عفيفة إسكندر.. شحرورة العراق ومطربة الملوك التي يحتفي غوغل كل عام بيوم ميلادها.. فمن هي؟

يحتفي محرك البحث “غوغل” كل عام بذكرى ميلاد الفنانة العراقية الشهيرة “عفيفة إسكندر”، ويزين الشعار الخاص به على صفحة البحث الرئيسية بصورة تعبيرية لمطربة العراق الأولى التي أدت أكثر من 1500 أغنية بأساليب وألوان ومقامات عراقية مختلفة.

“عفيفة إسكندر” من مواليد 10 ديسمبر عام 1921 في مدينة الموصل العراقية، والداها عراقي مسيحي، ووالدتها يونانية، سكنت في بغداد، وبدأت الغناء وهي في سن الخامسة، وأحيت أولى حفلاتها سنة 1935، وتوفيت في 22 أكتوبر سنة 2012 عن عمر ناهز 91 عاماً، لتوارى الثرى في العاصمة العراقية بغداد.

أطلق عليها عدة ألقاب منها شحرورة العراق ومطربة الملوك والمنلوجست لقدرتها على الغناء بمختلف الألوان والمقامات العراقية.

حياتها العائلية

تنحدر المطربة والفنانة العراقية الراحلة من عائلة مهتمة بالفن والثقافة الفنية، حيث كانت والدتها “ماريكا دمتري” تتقن العزف على 4 آلات موسيقية مختلفة، كما أنها تتقن الغناء ولديها صوت لا يقل جمالاً عن صوت ابنتها، إذ لعبت “ماريكا” دوراً هاماً في تشجيع “عفيفة” وتقديم النصح لها حتى لا يغريها عالم الشهرة وتصاب بالغرور الذي من شأنه أن يؤدي إلى وأد الموهبة والفن.

تزوجت “عفيفة إسكندر” في سن مبكرة عندما كانت في الثانية عشر من عمرها، حيث تزوجها الرجل العراقي الأرمني الذي يحمل اسم “إسكندر اصطفيان” ومنه أخذت لقب “إسكندر”، وكان مثقف فنياً ويجيد العزف على عدة آلات موسيقية.

مسيرتها الفنية

كان ظهورها الفني الأول على خشبة المسرح في أحد الأندية الصغيرة في مدينة أربيل في بدايات الثلاثينيات، وكان يطلق عليها اسم “جابركلي” ومعنى الاسم (المسدس سريع الطلقات)، حيث حصلت على هذا اللقب نتيجة سرعتها في أداء الأغاني بسبب عمرها الصغير في ذلك الوقت، إذ غنت أولى أغانيها في مدينة أربيل وهي في عمر الثماني سنوات تقريباً، وكانت الأغنية تحمل اسم “زنوبة”.

وانطلقت “عفيفة إسكندر” نحو الغناء في النوادي الكبيرة في العاصمة العراقية في أواسط الثلاثينيات، حيث أصبح لها جمهور واسع في الأماكن الراقية، كما تمكنت من التأقلم مع مختلف الأجواء الفنية بفضل ذكائها وفطنتها، وكانت سريعة التعلم، فتحولت بسرعة البرق إلى عالم النجومية، وأصبحت من أهم وأشهر المغنيات العراقيات عبر التاريخ. 

كما استطاعت أن تجمع حولها العديد من الشخصيات المهمة التي تتمع بمكانة اجتماعية مرموقة، وكانت تغني لهم المونولوج بلغات متعدد منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية، وشاركت مع المطربة “منية الهوزوز” والمغنية “فخرية مشتت” في العديد من الأعمال.

سفر عفيفة إسكندر إلى مصر

غادرت الفنانة العراقية “عفيفة إسكندر” بغداد متجهة نحو العاصمة المصرية في عام 1938، حيث عاشت في القاهرة وغنت فيها، وعملت لفترة طويلة مع فرقة الراقصة والممثلة المصرية الشهيرة “بديعة مصابني”، كما أنها عملت مع فرقة “تحية كاريوكا”. 

وقد كان لها دور في فيلم “يوم سعيد”، حيث مثّلت مع الفنان الكبير الراحل “محمد عبد الوهاب”، والفنانة فاتن حمامة، وأدت أغنية في هذا الفيلم لكنهالم يكتب لها الظهور في الفيلم عند عرضه، إذ تم حذف الأغنية أثناء عرض الفيلم حتى لا يصبح طويلاً ويتجاوز مدة ساعتين.

وشاركت كذلك بالتمثيل في عدد من الأفلام في لبنان وسوريا ومصر، من أبرزها فيلم (القاهرة – بغداد) الذي أخرجه أحمد بدرخان، وفيلم (ليلى في العراق) الذي انتجه استديو بغداد وأخرجه المخرج أحمد كامل مرسي، وعادت إلى العراق لتستقر فيها عام 1950.

عفيفة إسكندر وعلاقتها بالسياسة

تعتبر “عفيفة إسكندر” المطربة العراقية الأولى في العهد الملكي، وكانت تلقب بـ “مطربة الملوك” إذ أعجب بصوتها وأدائها كبار المسؤولين والسياسيين والقادة والوزراء في العراق آنذاك، وكان صوتها شجياً يطربهم ويجبرهم على حضور حفلاتها.

ومن بين الملوك الذين أعجبوا بسحر صوتها الملك “فيصل الأول”، كما أن رئيس الوزراء العراقي السابق “نوري السعيد” كان من الذين يعشقون صوتها وأدائها للمقامات، إذ دأب على حضور حفلاتها، وكان لا يغيب عن حفلات المقام التي كانت تحييها يوم الاثنين من كل أسبوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: