عزل إدلب عن منطقة عفرين.. وحصر التواجد التركي قرب الشريط الحدودي.. هذا ما تسعى روسيا لتحقيقه في الأيام المقبلة
واصلت قوات النظام السوري تقدمها حتى أصبحت على مقربة من مدينة “دارة عزة”، وذلك عقب السيطرة على الفوج 111 قرب بلدة الشيخ سليمان الواقعة في الريف الغربي لمحافظة حلب.
ومع التقدم المستمر الذي تحققه قوات نظام الأسد أصبح معبر “الغزاوية” الذي يصل مناطق درع الفرات وغصن الزيتون بمنطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، تحت مرمى نيران مدفعية قوات النظام السوري.
هذا الأمر يعني أن روسيا ونظام الأسد أصبح بمقدورهم قطع الطريق أمام النازحين الذين يرغبون بالنزوح نحو مناطق عفرين واعزاز والباب وجرابلس، وبأن المنطقة قد تشهد حصاراً مشابهاً لحصار مدينة حمص والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي ومدينة حلب.
وقد أعلنت روسيا عن أهدافها التي تسعى لتحقيقها عبر الحملة العسكرية المستمرة على المناطق المحررة في الشمال السوري بطريقة غير مباشرة من خلال المباحثات التي جرت يوم أمس في موسكو بين الوفدين الروسي والتركي.
وعرضت روسيا على الوفد التركي أن يتم حصر تواجد القوات التركية قرب الشريط الحدودي شمال محافظة إدلب، وبعمق لا يتجاوز 16 كيلو متراً، وذلك مع سيطرة القوات التابعة لروسيا على المعابر بين إدلب ومناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
اقرأ أيضاً: أردوغان: العملية العسكرية ضد نظام الأسد في إدلب باتت وشيكة.. وروسيا تعتبر التدخل التركي “أسوأ سيناريو”!
من جهتها رفضت تركيا العرض الروسي جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أن المقترحات الروسية بشأن المنطقة لا تنسجم مع الرؤية التركية، وبعيدة كل البعد عن المطالب التركية.
وشمل العرض الروسي على خرائط وبنود جديدة لمنطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، الأمر الذي رفضته أنقرة، حيث أعلن الرئيس التركي اليوم تمسك بلاده باتفاق “سوتشي”.
يأتي ذلك في ظل تجاهل روسيا ونظام الأسد لتهديدات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، واستمرارهم في الحملة العسكرية والتقدم نحو مناطق سيطرة المعارضة.
وقد أمهل الرئيس التركي قوات الأسد حتى نهاية شهر شباط من أجل التراجع والانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية المتمركزة في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.
ويخشى السوريون في إدلب من أن يتمكن النظام السوري من إطباق الحصار على محافظة إدلب، وعزل المنطقة بشكل كامل عن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون خلال الأيام القادمة، وقبل نهاية مهلة الرئيس التركي.
وتجدر الإشارة إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة على ريف حلب الغربي قد أدت إلى نزوح أكثر من مئتي ألف مدني من المنطقة، حيث اتجه معظمهم نحو الحدود التركية، فيما تمكن قسم منهم من العبور نحو مناطق عفرين وإعزاز والباب وجرابلس.