ظاهرة الودق النادرة تحدث لأول مرة شمال سوريا وترسم مشهد غريب في سماء وأرض المنطقة (فيديو)
ظاهرة الودق النادرة تحدث لأول مرة شمال سوريا وترسم مشهد غريب في سماء وأرض المنطقة (فيديو)
طيف بوست – فريق التحرير
تداول أهالي وسكان المنطقة الشمالية من سوريا، وتحديداً في بلدة “أخترين” بريف حلب الشمالي تسجيلات مصورة توثق تعرض المنطقة لظاهرة جوية نادرة الحدوث، حيث لم يشاهدها السكان هناك من ذي قبل على الإطلاق، وفقاً لروايات كبار السن من سكان البلدة.
ووفقاً للتسجيلات المصورة المتداولة فإن الظاهرة الجوية رسمت مشهداً غريباً في سماء وأرض المنطقة، حيث تشكلت غيوم بطريقة غير مسبوقة، ومن ثم هطلت أمطار غزيرة أدت إلى تشكل سيول جارفة تسببت بأضرار مادية، لاسيما بالنسبة للمحاصيل الزراعية في المنطقة.
وبحسب مختصين في متابعة الأحوال الجوية في سوريا والمنطقة، فإن الظاهرة التي تعرضت لها منطقة “أخترين” في الشمال السوري، هي ظاهرة جوية تسمى “الودق” أو الانفجار المطري”.
وضمن هذا السياق، أشار الراصد الجوي المهندس “أنس الرحمون” إلى أن الصور التي وردته من منطقة أخترين تبين أن المنطقة تعرضت يوم الجمعة لظاهرة جوية نادرة، هي ظاهرة “الودق”.
وأوضح أن تفسير حدوث الظاهرة من وجهة نظره، هو أن المنطقة قد تعرضت لأجواء مشمسة صباح اليوم الذي حدثت فيه الظاهرة، وتزامن ذلك مع مرور تيارات هوائية باردة ورطبة أثناء فترة الظهيرة، الأمر الذي أدى إلى تشكل تيار هوائي دافئ رطب صاعد.
وأضاف أنه على أثر ذلك تشكلت سحب ركامية عملاقة كما هو موضح في التسجيل المصور المرفق أدناه، مشيراً أنه مع استمرار حقن التيارات الصاعدة لطبقات الجو السطحية بالرطوبة، تشكلت كتلة بخار ماء ضخمة جداً، وتحديداً عند الساعة الخامسة والنصف تقريباً بعد عصر يوم الجمعة.
ولفت إلى أن التيارات الصاعدة حين باتت غير قادرة على حمل بخار الماء ضعفت ومن ثم انهارات، الأمر الذي أدى إلى حدوث ظاهرة “الودق” لأول مرة شمال سوريا وفي منطقة أخترين تحديداً الواقعة في ريف حلب الشمالي.
اقرأ أيضاً: لأول مرة شمال سوريا.. ظاهرة جوية نادرة تشير إلى وصولنا لمرحلة متقدمة من التغير المناخي
ونوه “الرحمون” إلى أن الظاهرة حدثت حين انفجرت كتلة الماء الضخمة جداً بسرعة هائلة باتجاه الأرض، الأمر الذي أدى إلى حدوث سيول وفيضانات مع رياح هابطة قوية بجميع الاتجاهات.
وكانت منطقة شمال سوريا قد تعرضت قبل يومين لظاهرة جوية نادرة أخرى، هي ظاهرة الشاهقة المائية التي لا تحدث عادةً إلا في المناطق الاستوائية، حيث يحتاج حدوثها لوجود مسطحات مائية، لكنها حدثت في المنطقة دون توفر تلك الشروط.
وقد أشارت المواقع المتخصصة في متابعة الأحوال الجوية في المنطقة إلى أن حدوث مثل هذه الظواهر الجوية النادرة في أماكن جديدة دون توفر شروط حدوثها، يعتبر مؤشر ودلالة على أننا وصلنا لمرحلة متقدمة من التغيرات المناخية في المنطقة.
وتوقعت المواقع تكرار حدوث مثل هذه الظواهر الجوية في مناطق جديدة سواءً في سوريا أو منطقة بلاد الشام خلال السنوات المقبلة في ظل استمرار التغيّر المناخي الملحوظ على مستوى العالم أجمع.