شاب سوري يصنع سيارته بنفسه بسبب ارتفاع أسعار السيارات (صور)
شاب سوري يصنع سيارته بنفسه بسبب ارتفاع أسعار السيارات (صور)
طيف بوست – فريق التحرير
لطالما كانت حاجة الإنسان تشكل دافعاً كبيراً للابتكار والتفكير بأسلوب مختلف من أجل تحقيق الأهداف، وكما يقول المثل تبقى “الحاجة أم الاختراع”.
ومن المعروف أن امتلاك سيارة في زماننا هذا أصبح من الحاجات الضرورية للإنسان خاصة في حال كانت تلزمه في مهنته، كوضع الشاب السوري “عمار الجعفر” ابن محافظة الرقة شمال شرق سوريا.
ولأن اقتناء سيارة جديدة كانت أو مستعملة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر فيها البلاد، قد أصبح أمراً أشبه بالمستحيل لدى شريحة واسعة من السوريين، نظراً لارتفاع أسعار السيارات بشكل لا يتناسب مطلقاً مع دخل الأفراد، كان لابد من أن يفكر “عمار” خارج الصندوق.
يعيش “عمار” في محافظة الرقة التي يعتمد فيها غالبية أصحاب الدخل المحدود على الدراجات النـ.ـارية في تنقلاتهم وأعمالهم اليومية وقضاء حوائجهم.
ولكن بعد أن حظـ.ـرت الإدارة الذاتية الكردية قيادة تلك الدراجات قبل نحو سنة ونصف لأسباب أمنية، ازدادت الأعباء الملقاة على عاتق الكثيرين، خاصة أولئك الذين يعتمدون عليها في أعمالهم، حيث لا يمكنهم الاستغناء عن وجود وسيلة نقل.
“عمار الجعفر” الذي يبلغ من العمر 34 عاماً أحد هؤلاء الذين تعتمد أعمالهم على وجود آلية، حيث كان يملك دراجة نـ.ـارية، وحين تم حظـ.ـر استخدام الدراجات، أصبح مجبراً على تحمل تكاليف إضافية يدفعها للمواصلات من أجل تسيير أعماله.
ولم يكن “عمار” يملك مبلغاً كافياً من المال لشراء سيارة، الأمر الذي دفعه لإيجاد حل مبتكر، حيث قام بتصنيع سيارة بسيطة بتكلفة منخفضة وفعلاً تكللت فكرته بالنجاح، وتمكن من صنع سيارته بنفسه.
وقد تمكن “عمار” من صناعة السيارة عبر تجميع قطعها ابتداءً من العجلات والمكابح والمقود والمحرك وغيرها من القطع الأساسية التي تدخل في صناعة السيارات.
وكما قال “عمار” في حديث لراديو “روزنة” الذي استضافه عبر برنامج “همسات سورية”، إن خبرته في مجال ميكانيك السيارات قد ساعدته بشكل كبير في تصنيع سيارته الخاصة.
وأضاف: “أنا لدي مطعم ووجود وسيلة نقل هو شيء أساسي لاستمرار عمل المطعم، وبعد قرار منـ.ـع الدراجات، أصبحت أدفع يومياً أكثر من 5 آلاف ليرة سورية أجور مواصلات فقط لتسيير عملي”.
وتابع قائلاً: “جاءت فكرة تصميم وسيلة نقل من أجل أن نمشي بها أمورنا”، مضيفاً أن ما دفعه إلى ذلك هو غلاء أسعار السيارات، حيث قال: “السيارة القديمة الآن التي كانت قيمتها لا تسوى ليرة، الآن ثمنها أربع أو خمس ملايين ليرة سورية”.
اقرأ أيضاً: معبر جرابلس يفتح أبوابه أمام السوريين الراغبين بالعودة إلى تركيا ضمن إجراءات وشروط محددة!
وتحدث “عمار” عن عدم قدرته على شراء سيارة بسبب الظروف المعيشية الصعبة، الأمر الذي جعله يفكر بتصنيع آلية لها أربعة عجلات غير ممنوعة في المنطقة التي يعيش فيها.
“عمار” صنّع المركبة الخاصة به في غضون نحو 30 يوماً، وبتكلفة لا تتجاوز 300 دولار أمريكي، وأصبحت تخدمه في تسيير أعمال المطعم الذي يملكه.
