روسيا تراهن على استعادة سراقب قبل لقاء أردوغان وبوتين.. والمعارضة تفتح جبهة اللاذقية
هاجمت قوات نظام الأسد بغطاء جوي روسي مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، بهدف استعادة السيطرة عليها بعد أيام من خسارتها لصالح فصائل المعارضة السورية.
وزعمت مواقع تابعة لنظام الأسد صباح اليوم الاثنين، أن قوات النظام السوري تمكنت من بسط سيطرتها على المدينة الاستراتيجية مجدداً.
فيما نفت المعارضة السورية سيطرة قوات نظام الأسد على المدينة، مشيرة إلى أن ما يروج له النظام السوري يندرج في إطار الحرب النفسية، واللعب على العامل المعنوي.
وأشار ناشطون معارضون إلى أن الصفحات الموالية لنظام الأسد، تلجأ لنشر صور قديمة تظهر تواجد قوات النظام داخل مدينة سراقب، وذلك من أجل رفع معنويات جنودهم بعد الانهيارات الأخيرة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي.
وتؤكد مصادر في المعارضة أن مواجهات عنيفة اندلعت طوال الليلة الماضية بين الفصائل الثورية، وقوات نظام الأسد التي تحاول التقدم والسيطرة على المدينة في ريف إدلب الشرقي.
في حين أفادت وسائل إعلام تابعة للمعارضة أن المعارك انتقلت صباح اليوم من أطراف المدينة إلى داخلها، حيث تدور معارك وحرب شوارع في الأحياء الشرقية من مدينة سراقب.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن قوات نظام الأسد قد دخلت مدينة سراقب بعد مواجهات عنيفة مع من وصفتهم “بالإرهابيين” المدعومين من قبل تركيا.
وقد تمكنت قوات نظام الأسد من الدخول إلى مدينة سراقب الاستراتيجية في وقت سابق بتاريخ 7 شباط الفائت، ونجحت فصائل المعارضة باستعادة السيطرة عليها يوم 27 من شهر شباط المنصرم.
اقرأ أيضاً: الدفاع التركية تنشر مشاهد جديدة لقصف الطائرات المسيرة مواقع عسكرية لنظام الأسد (شاهد)
وتعد مدينة سراقب من أبرز وأهم المدن في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، نظراً لموقعها على نقطة التقاطع بين الطريقين الدوليين “إم 5″ الذي يصل حلب بدمشق، و”إم 4” الذي يصل حلب باللاذقية.
ومن هنا تكمن أهمية المدينة التي أصبحت هدفاً لكل من فصائل المعارضة وتركيا من جهة، ونظام الأسد وروسيا من جهة أخرى.
وتراهن روسيا على استعادة السيطرة على مدينة سراقب قبل اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين”، ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان”، المزمع عقده يوم الخميس المقبل.
وتعود رغبة روسيا وتركيا بالسيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية قبل اللقاء بين رئيسي البلدين، على اعتبار أن الطرف المسيطر على المدينة سيحمل بيده ورقة ضغط قوية أثناء المباحثات التي ستجري بين الجانبين في موسكو يوم 5 آذار/ مارس الحالي.
ويرجح المحللون أن تسفر المباحثات بين الرئيسين الروسي والتركي عن تفاهمات جديدة بخصوص منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، بالإضافة لرسم خريطة جديدة للمنطقة، وفق توزع السيطرة.
اقرأ أيضاً: بين تمسك روسيا بخيار الحسم العسكري ورغبة تركيا بفرض واقع جديد.. إدلب إلى أين؟
وهذا ما يفسر سبب اشتعال الجبهات على امتداد حدود منطقة خفض التصعيد بين فصائل المعارضة وقوات نظام الأسد.
ويريد كل طرف السيطرة على مناطق جديدة من أجل تقوية موقفه في العملية التفاوضية، وتحقيق مكاسب لاستخدامها كورقة ضغط على الطرف الآخر.
المعارضة تفتح جبهة اللاذقية
في سياق متصل، وسعت الجبهة الوطنية للتحرير المنضوية تحت راية الجيش الوطني السوري المعارض من نطاق عمليتها العسكرية في ريف اللاذقية.
وأصدرت “الجبهة الوطنية” بياناً قالت فيه أنها قامت باستهداف مواقع وتجمعات عناصر قوات نظام الأسد في محور بلدة “سلمى” الواقعة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
ويتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع التركية بدأ عملية “درع الربيع” ضد مواقع قوات نظام الأسد في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.
وتمكنت القوات الجوية التركية يوم أمس من إسقاط طائرتين حربيتين تابعتين لنظام الأسد من طراز “سوخوي 24” في أجواء المنطقة الشمالية الغربية من سوريا.
في حين تستمر الطائرات المسيرة التركية باستهدافها للآليات العسكرية التابعة للنظام السوري، حيث أعلن وزير الدفاع التركي يوم أمس عن تدمير أكثر من 100 آلية وعربة مدرعة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب.
اقرأ أيضاً: معركة في سماء إدلب.. تركيا تسقط طائرتين حربيتين لنظام الأسد (فيديو)
كما أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن عملية الرد التركي على مقتل 36 جندي تركي على يد قوات نظام الأسد، قد أسفرت عن قتل أكثر من 2100 عنصر من عناصر النظام السوري.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يحسم ملف محافظة إدلب خلال اللقاء الذي سيجري بين الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان”، ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” يوم الخميس القادم في العاصمة الروسية “موسكو”.