أخر الأخبار

سفير روسيا السابق في دمشق: النظام السوري في أسوأ أحواله منذ 9 أعوام وموسكو وأنقرة تبحثان عن بديل للأسد

انتقد مركز الأبحاث الروسي “RIAC” المقرب من وزارة الخارجية الروسية، نظام الأسد بشدة، بعد التقارير الروسية التي تحدثت عن الفسـ.ـاد المنتشر على نطاق واسع في أروقة الحكومة السورية.

وأعد المركز الروسي المختص بالشؤون الدولية، والذي تلجأ إليه وزارة الخارجية الروسية من أجل أن يقدم لها استشارات سياسية، دراسةً وجه خلالها انتقادات لاذعة للنظام السوري بسبب تفشي الفسـ.ـاد على أعلى المستويات بين مسؤولي نظام الأسد، فضلاً عن تمسكه بالخيار العسكري.

ونشر المركز قبل عدة أيام الدراسة التي أعدها سفير روسيا السابق في دمشق “ألكسندر أكسينينوك”، والمطلع بشكل كبير على الأوضاع في سوريا، تطرق خلالها للحديث عن الوضع المتهـ.ـالك لنظام الأسد من كافة النواحي عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

وتحدث “أكسينينوك” خلال الدراسة عن أن نظام الأسد لا يحكم سيطرته بشكل كامل على المناطق التي يتواجد فيها، مشيراً إلى سهولة حصول اخترقات في بعض المدن والبلدات التابعة له.

وأكد السفير الروسي أن النظام السوري يعيش أسوأ أحواله على الإطلاق منذ 9 أعوام، موضحاً أن هذه المرحلة أخـ.ـطر على نظام الأسد من المراحل السابقة التي شهدت أعمال عسكرية ضده.

وأشار إلى وجود تحديات اقتصادية بالجملة تواجه نظام الأسد، وذلك بعد انخفاض الناتج المحلي، وخروج معظم البنى التحتية عن الخدمة على إثر الأعمال العسكرية، فضلاً عن نقص الكوادر في مختلف المجالات منها الطبية والتعليمية، بالإضافة لعدم وجود مسؤولين أكفاء من الممكن أن يتولوا مناصب حساسة.

وأوضح السفير الروسي السابق في سوريا أن ما حصل على الأراضي السورية خلال 9 سنوات ماضية، قد أنتج مؤسسات ومراكز نفوذ لا يهمها النهوض باقتصاد البلاد والعمل على تنميته.

وأضاف أن كبار رجال الأعمال والتجار السوريين، والمسؤولين في حكومة الأسد، قد ساهموا في انهـ.ـيار الاقتصاد السوري، بسبب الفسـ.ـاد المنتشر والرشاوى، وتحكم بعض الضباط من آل الأسد بالمعابر التجارية، الأمر الذي جعلهم يجمعون أموال طائلة خلال الفترة الماضية.

اقرأ أيضاً: أردوغان يتوعد نظام الأسد والجماعات الظلامية.. وهذا ما قاله بشأن الهدنة في إدلب

ولفت “أكسينينوك” إلى أن هناك عدة أشياء على نظام الأسد القيام بها من أجل أن ينهض بالاقتصاد السوري، لكنه لا يملك المقومات الأساسية لفعل ذلك، نظراً لعدم إمساكه بزمام الأمور في البلاد بشكل كامل.

وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول الخليج، تربط مساهمتها في عملية إعادة إعمار سوريا، بالبدء بعملية الحل السياسي في البلاد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي ينص على إجراء تعديلات دستورية تليها انتخابات رئاسية بإشراف الأمم المتحدة.

وحول الأوضاع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، ومحافظة إدلب بالتحديد، يرى “أكسينينوك” أن على الرغم من تقدم قوات نظام الأسد بدعم روسي في الشمال السوري، إلا أن الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، وضعت سقفاً للحدود التي لا يمكن تجاوزها.

وأشار إلى أن نظام الأسد تكبد خسـ.ـائر بشرية كبيرة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن الخسـ.ـائر في العتاد، لافتاً أن النظام السوري لم يعد بمقدوره متابعة الأعمال العسكرية، نظراً لنقص العنصر البشري، الأمر الذي كانت روسيا تقوم بتغطيته، من أجل مساعدة قوات الأسد على الثبات والتقدم.

وأوضح “أكسينينوك” إلى أن نية روسيا باستعادة محافظة إدلب، قد اصطـ.ـدمت بتصميم تركي كبير على عدم التفريط في المنطقة، وذلك من أجل استكمال مشروعها بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري.

وأضاف أن هدف تركيا في المرحلة الراهنة، هو السيطرة على المنطقة الممتدة من الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية، حتى الحدود التركية، وذلك عبر الاستعانة بالفصائل الثورية التابعة لها في إدلب.

اقرأ أيضاً: رسالة هامة حملها وزير الخارجية الإيراني إلى بشار الأسد.. ما مضمونها؟

وأوضح السفير الروسي أن ما حصل من تـ.ـوتر في العلاقات بين روسيا وتركيا أواخر شهر شباط/ فبراير الفائت، قد أظهر الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين البلدين، بما يتعلق في الملف السوري.

وأكد أنه آن الأوان لكل من موسكو أنقرة أن تبحثا عن حلول وسط ترضي الطرفين، مشيراً إلى أن هناك مساعي روسية تركية من أجل إيجاد بديل للأسد بعد أن أثبت أنه ضعيف وغير قادر ضمان المصالح الروسية في سوريا.

ولفت إلى أن هناك مشاورات على أعلى المستويات بين روسيا وتركيا من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة لمستقبل سوريا على الصعيد السياسي والاقتصادي.

اقرأ أيضاً: روسيا تواصل حملة انتقاد نظام الأسد.. ما القصة؟

يشار إلى أن وسائل الإعلام الروسية قد وجهت انتقادات لاذعة لنظام الأسد خلال الأيام القليلة الفائتة، حيث نشرت عدة تقارير تحدثت خلالها عن فشل النظام في إدارة البلاد، فضلاً عن الفسـ.ـاد المستشري في مختلف مفاصل الدولة بشكل كبير.

كما وجهت وسائل الإعلام الروسية الانتقادات لرأس النظام السوري “بشار الأسد” بشكل مباشر، لأول مرة منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وهذا ما فسره المحللون بأن الرؤية الروسية للحل في سوريا قد تغيرت، وأن روسيا قد تخلت عن تمسكها ببقاء الأسد على رأس السلطة في البلاد.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: