أخر الأخبار

كاتب تركي: روسيا تعمل على إخراج إيران من سوريا.. والترتيبات بدأت لمرحلة ما بعد الأسد

نشرت الصحف الدولية في الآونة الأخيرة العديد من التقارير سلطت الضوء من خلالها على ما يحصل في سوريا بين “رامي مخلوف” ونظام الأسد من جهة، وعلى عملية التسوية السياسية وبدء انسحاب إيران من الأراضي السورية من جهة أخرى.

كذلك تحدثت الصحف عن مرحلة ما بعد رأس النظام السوري “بشار الأسد”، إذ أشار العديد من المحليين إلى أن الملف السوري سيشهد مستجدات هامة وأحداث كبيرة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

في هذا الصدد، قال الكاتب والإعلامي التركي “محمد كوجاك” في مقال له نشرته صحيفة “يني عقد” التركية، أن النظام السوري يمر في أصعب مرحلة منذ عام 2011، وذلك على إثر الاضطرابات الداخلية والضغوطات الخارجية التي يتعرض لها في الوقت الراهن.

وبحسب الكاتب فإن  نظام الأسد يعاني من ضغوطات كبيرة بسبب تواجد إيران وحزب الله على الأراضي السورية، معتبراً أن روسيا وضعت النظام السوري على المحك، مخيرة إياه بينها وبين التواجد الإيراني.

وأشار “كوجاك” إلى تصريحات القيادة الإسرائيلية مؤخراً التي هـ.ـددت إيران وحزب الله، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها في سوريا حتى إخراج القوات الإيرانية والجماعات التابعة لإيران من الأراضي السورية.

وقد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي “نفتالي بينيت” مطلع الشهر الحالي، بمواصلة العمليات في سوريا، مضيفاً أن العمليات لن تتوقف طالما إيران لها موطئ قدم هناك بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وأوضح “كوجاك” عدم تطرق الرئاسة الروسية أو الصحف الروسية للتعليق على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، ربما يعطي مؤشرات على دعم روسيا لفكرة خروج إيران من سوريا.

ولفت أن الولايات المتحدة، تشعر بالسعادة جراء مواجهة روسيا وإسرائيل للنظام السوري عبر التصـ.ـعيد ضد تواجد القوات الإيرانية في سوريا.

واعتبر الكاتب أن طهران بدأت تجني ثمار اتباعها سياسات خاطئة بما يتعلق بالملف السوري، والملفات في منطقة الشرق الأوسط عموماً.

اقرأ أيضاً: ردح فيسبوكي متبادل بين رامي مخلوف ونظام الأسد

وأضاف في السياق نفسه، أن إيران وحزب الله قد تكبدا خسائر كبيرة جراء سياستهما القائمة على تقديم دعم مذهبي وطائفي للنظام السوري، لافتاً إلى ارتكابهما ممارسات وحـ.ـشـية وغير إنسانية في سوريا خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن تلك الممارسات قد كلفتهم خسارة قادة كبار مثل “قاسم سليماني” الذي كان هدفه توسيع النفوذ الإيراني في منطقة شرق المتوسط عبر تجنيد وتدريب ميليـ.ـشيات شيعية في كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن، هو مدى إمكانية خضوع إيران أمام الضغوطات التي تتعرض لها بشأن الانسحاب من سوريا.

ورأى في هذا الشأن، أن إيران تعاني من ضغوطات داخلية وخارجية كبيرة، فمن الداخل تواجه مشكلة تردي الأوضاع الاقتصادية وتربص المعارضة بها، وخارجياً لا يخفى على أحد تأثرها بالعقـ.ــوبات الأمريكية.

علاوة على ذلك ينظر غالبية الشعب الإيراني إلى أن حكومة بلادهم قد أهدرت مليارات الدولارات لأهداف توسعية في الخارج، وخاصة بما يتعلق بسياستها تجاه الملف السوري.

وأضاف الكاتب: “تلك التطورات على الساحة الإيرانية، أجبرت نظام الأسد على الشعور بالخـ.ـوف من إمكانية أن تنسحب إيران، خاصة أنه على علم بأن العلاقات بينه وبين الروس ليست على ما يرام في الآونة الأخيرة”.

وحول بدء الترتيبات لمرحلة ما بعد الأسد، قال “كوجاك”، إنه لم يعد يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا يستعدون وقد بدأوا حقاً بالاستعداد لإيجاد علاقات جديدة ومغايرة بشأن مستقبل سوريا.

وتابع قائلاً: “موسكو تسعى في المرحلة الراهنة إلى الحفاظ على المكتسبات التي حققتها جراء تدخلها في سوريا نهاية عام 2015، إذ باتت تدرك تماماً أنه لا مهـ.ـرب من قبول وجود إدارة تشارك فيها جميع أطياف المجتمع السوري”.

ولفت إلى نتائج استطلاع الرأي الذي نشرته الصحف الروسية مؤخراً، إذ أكد الاستطلاع على أن نسبة فوز “بشار الأسد” في انتخابات الرئاسة السورية التي ستجري منتصف العام المقبل لن تتخطى الـ 30 بالمائة.

اقرأ أيضاً: “بوتين” و”أردوغان” يبحثان الملف السوري والأوضاع في إدلب.. وإيران تعلق على أنباء انسحاب قواتها من سوريا

واختتم الكاتب مقاله بالقول: “بحسب التقارير المتداولة في الإعلام الروسي، فإن القيادة الروسية ممثلة بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” باتت مقتنعة بعدم وجود قاعدة شعبية لنظام الأسد في سوريا”.

وأضاف: “فيما يبدو فإن بوتين قد أعطى تعليماته للمقربين منه حول بحث آلية العمل المشترك مع كل من واشنطن وأنقرة بشأن المرحلة المقبلة بما يتعلق بالملف السوري”.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: