مسؤول أمريكي كبير يتحدث عن كواليس “خط أوباما الأحمر” وكيماوي بشار الأسد في سوريا
مسؤول أمريكي كبير يتحدث عن كواليس “خط أوباما الأحمر” وكيماوي بشار الأسد في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى معلومات وتفاصيل جديدة تظهر إلى العلن للمرة الأولى حول كواليس وطريقة تعامل الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” مع ملف استخدام رأس النظام السوري “بشار الأسد” للأسـ.ـلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا عام 2013.
وفي تقرير مطول كتبه “روبرت فورد” السفير الأمريكي السابق في سوريا، قدم المسؤول الأمريكي البارز وصفاً مفصلاً لما حصل في الغرف المظلمة وراء الكواليس في تلك الفترة الزمنية وعواقب “الخط الأحمر” الذي أطلقه “أوباما” بعد استخدام النظام السوري للكيماوي حينها.
واستهل “فورد” التقرير الذي جاء بعنوان: “تردد أوباما في سوريا: الخط الأحمر الذي لم يكن كذلك”، مؤكداً على أنه لا شيء يدل على عجز أمريكا عن الضغط على بشار الأسد والحد من الممارسات الوحـ.ـشية التي ارتكبها بحق شعبه أكثر من قصة “الخط الأحمر” للرئيس أوباما.
وأوضح “فورد” أن الرئاسة الأمريكية كانت على علم مسبق أن نظام الأسد كان ينقل أسـ.ـلحته الكيماوية قبل عام 2013، مشيراً إلى أن “أوباما” أكد في تلك الأثناء أنه في حال استخدم النظام السوري تلك الأسـ.ـلحة ضد المدنيين أو المعارضة فإن ذلك سيكون بمثابة الخط الأحمر الذي من شأنه أن يغير المعادلة والحسابات في سوريا بالكامل.
وبيّن المسؤول الأمريكي أن عدة تقارير وصلت إلى مكتب “أوباما” قبل نيسان من عام 2013، تشير إلى أن نظام الأسد استخدم الكيماوي فعلاً في عدة مواقع في سوريا، لكن اجتماعات مجلس الأمن القومي في أمريكا كانت تخلص حينها إلى نتيجة أن عدد الضـ.ـحايا في تلك الهـ.ـجمـ.ـات لم يتجاوز الخط الأحمر المرسوم.
وأضاف “فورد” أن نقطة التحول الكبيرة في قصة “الخط الأحمر” كانت في نيسان عام 2013 حين وصل تقرير من الاستخبارات الأمريكية إلى طاولة “أوباما” يؤكد استخدام النظام السوري لغاز السارين على وجه الخصوص في عدة مدن سورية، موضحاً أن التقرير لم ينتج عنه عمل عسكري لكنه دفع الرئيس “أوباما” حينها إلى تغيير سياسته المتبعة حيال الملف السوري بالكامل.
ولفت “فورد” إلى أن البيت الأبيض قرر في شهر حزيران من عام 2013 زيادة الدعم المقدم لفصائل المعارضة رداً على استخدام النظام السوري للكيماوي، إلا أن هذا زيادة الدعم لم تردع نظام الأسد، وفق وصف المسوؤل الأمريكي.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن نقط ة الفصل كانت عودة نظام الأسد إلى استخدام الكيماوي خلال شهر آب من عام 2013 ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، الأمر الذي شكل علامة فارقة، لأن الأمر يعتبر تجاوزاً للخطوط الأمريكية الحمراء التي رسمها أوباما.
وأشار “فورد” إلى أن القيادة الأمريكية أجرت العديد من الاجتماعات حينها، كان القرار السماح لفريق تحقيق من الأمم المتحدة بالوصول إلى الغوطة الشرقية مع استمرار التفكير بطريقة الرد المناسبة.
اقرأ أيضاً: تحول جذري في المواقف تجاه بشار الأسد وتطورات كبرى يشهدها الملف السوري!
ونوه إلى أن الرئيس الأمريكي بدى حائراً بعد ذلك ومتخبطاً في اتخاذ القرار، الأمر الذي شكل صدمة للكثير من المسؤولين سواءً في أمريكا أو في بعض الدول الأوروبية.
وختم “فورد” حديثه مشيراً إلى أن “أوباما” طلب تفويضاً من الكونغرس لشـ.ـن ضـ.ـربات ضد نظام الأسد، إلى أن المسألة بعد ذلك وصلت إلى طريق مسدود بعد عدة اجتماعات للتصويت جرت ضمن مجلسي الشيوخ والكونغرس.