سوريا.. حديث عن زيادة كبيرة قادمة على الرواتب تزامناً مع استمرار تدهور الليرة السورية أمام الدولار
سوريا.. حديث عن زيادة كبيرة قادمة على الرواتب تزامناً مع استمرار تدهور الليرة السورية أمام الدولار
طيف بوست – فريق التحرير
أثار تقدير الحد الأدنى لصدقة الفطر في سوريا والتي بلغت 10 آلاف ليرة سورية جدلاً واسعاً خلال الساعات القليلة الماضية بين المواطنين والأوساط الاقتصادية في البلاد، وفتحت الباب أمام العديد من التساؤلات والتكهنات بما يخص ملف الرواتب والأجور.
وضمن هذا الإطار، قارن خبراء في مجال الاقتصاد بين حاجة المساكين في البلاد وأجور الموظفين الحكـ.ـوميين، مشيرين إلى أن تقدير صدقة الفطر بعشرة آلاف ليرة السورية تمثل إطعام مسكين ليوم واحد تعني أن هذا المسكين يحتاج إلى نحو 300 ألف ليرة شهرياً.
وأوضح الخبراء أن العائلات السورية تتكون عادةً من 5 أشخاص (مساكين)، وبذلك سيحتاجون في الشهر الواحد إلى نحو1.5 مليون ليرة سورية، مشيرين إلى أن ذلك يتزامن مع بقاء رواتب الموظفين بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، اعتبر الخبير الاقتصادي “عمار يوسف” أن حكـ.ـومة البلاد فشـ.ـلت في إيجاد حلول وبدائل لمعضلة الأجور والرواتب.
وطالب “يوسف” بزيادة كبيرة على الرواتب تزامناً مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية، مشيراً إلى أن الزيادة الكبيرة على الرواتب أصبحت حاجة ملحة، لافتاً أنه من غير المقبول أن يكون راتب الموظف نحو 150 ألف ليرة سورية وحاجته تتخطى الـ 1.5 مليون ليرة في الشهر الواحد.
ونوه الخبير الاقتصادي في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية إلى أن البلاد تفتقر في الوقت الحالي للكفاءات التي بمقدورها إيجاد مقاربات تخفف من الحـ.ـالة العـ.ـامة التي وصل لها الاقتصاد السوري.
ودعا “يوسف” في ختام حديثه للصحيفة إلى إمكانية أن تتم الاستعانة بالتجارب المشابهة للحالة القائمة في سوريا، والاستـ.ـفادة من الحلول التي تـ.ـم العمل بها.
من جانبه، أكد عضو برلمان النظـ.ـام “محمد زهير تيناوي” على ضرورة أن تتجه حكـ.ـومة البلاد لرفع الرواتب، وذلك نظراً لوجود تناقض كبير بين الأجور وأبسط متطلبات العيـ.ـش اليومي.
وطالب “تيناوي” بزيادة كبيرة على الرواتب، مشيراً إلى أن هذا الأمر بات يمثل ضرورة، مشدداً على أهمية إيجاد مقاربة جدية وحقيقية للأجور والرواتب من أن تعـ.ـود الحكـ.ـومة لاسترداد أي زيادة محتملة على الأجور عبر رفع أسعار بعض المواد والسلع.
وبحسب “تيناوي” فإن وزارة الأوقاف مطالبة اليوم بعد إقرارها بحاجة المسكين لطعام بقيمة 10000 ليرة سورية في اليوم الواحد بالمساهمة في نقاش هذا الأمر مع بقية الفـ.ـريق الحكـ.ـومي المعني بتعديل وتصحيح الأجور والرواتب التي باتت منفصلة ولا تمـ.ـت للواقع بأي صلة، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: خبراء يتحدثون عن انعكاسات إعلان إفلاس لبنان على الاقتصاد السوري ويتوقعون هبوطاً مدوياً بقيمة الليرة السورية
ويأتي ما سبق في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات معظم السوريين مطالبين بضرورة إقرار زيادة كبيرة على الرواتب، مؤكدين أن رواتبهم الحالية لم تعد تكفيهم سوى لخمسة أيام وسط استمرار ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية لليرة السورية.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2009 كان راتب الموظف حوالي 15 ألف ليرة وكانت قيمة صدقة الفطر نحو 40 ليرة سورية، أي ما يعادل 0.2 بالمئة من الأجر الشهري.
بينما في عام 2022، الراتب حوالي 120 ألف ليرة وقيمة صدقة الفطر 10 آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 9 بالمئة من الأجر الشهري للموظفين.