“إيجاد مخرج للأسد”.. ترتيبات روسية بحثاً عن صيغة جديدة للحل في سوريا..!
تنحي بشار الأسد والحل السياسي في سوريا.. روسيا تبحث عن مخرج للأسد عبر تسوية سياسية بصيغة جديدة مفصلة على مقاس مصالحها..!
طيف بوست – متابعات
أكد المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية “يحيى العريضي” وجود مساعٍ روسية لإيجاد حل سياسي للوضع السوري عبر التواصل مع شخصيات سورية ذات تأثير.
وقال العريضي في تغريدة على حسابه ف موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إن “ما يُشاع حول أن الروس يتواصلون مع أشخاص ومكونات سورية للبحث في حل سياسي، أمر صحيح”، لكنه وجه انتقاداً لتلك المساعي الروسية.
وأوضح أن “الجدية بإيجاد مخرج لا تقتضي تفصيل حل نسخة عمّا فعله الأمريكي في العراق، أو ما كرّسه نظام الأسد في لبنان” داعياً إلى تطبيق القرار الدولي رقم 2254.
وأكد “العريضي” أن الحل السياسي الحقيقي في سوريا يكون بموجب قرار مجلس اﻷمن المذكور “الذي وافقت عليه روسيا ذاتها” مضيفاً أن أي خطوة غير ذلك هي “استمرار في الغوص بالمستنقع”، على حد تعبيره.
وكانت مجموعة من العلويين السوريين المعارضين لنظام اﻷسد في الخارج قد عقدت اجتماعاً مع السكرتير الأول للبعثة الروسية الدبلوماسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف “سيرغي ميتوشين” منذ أيام.
وناقش الطرفان خلال الاجتماع رؤيتهم للحل في سوريا، كما أكدا على ضرورة عمل “عقد اجتماعي جديد” من أجل التواصل إلى شامل ينهي معـ.ـاناة أبناء الشعب السوري.
وفي هذا السياق، نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً مطولاً تحدث من خلاله عن الحراك الدبلوماسي الروسي المكثف في الآونة الأخيرة لإيجاد مخرج للأسد، إلى جانب ترتيبات روسية بحثاً عن صيغة جديدة للحل في سوريا.
واستهل الموقع التقرير بالقول: “يبدو أن روسيا استشعرت فعلياً الخـ.ـطر المحدق بمصالحها في سوريا في حال أبقت على علاقتها مع النظام السوري بشكله الحالي، أو حتى النظام برمته، لا سيما مع سريان تنفيذ “قانون قيصر” الأميركي، الذي بات يحـ.ـاصر النظام من كل الجهات، المر الذي سيحد من تحركات حلفائه حوله لجهة تأمين مصالحهم في البلاد”.
وأضاف: “إن الروس الذين يتطلعون للبقاء في البلاد، محافظين على وجودهم العسكري من خلال القاعدة الجوية في حميميم على الأقل وبقائهم على شواطئ المتوسط في ميناء طرطوس بمواجهة الأساطيل الأميركية داخل البحر،
وتابع قائلاً: “لا شك أن روسيا تسعى للعب دور فاعل في عملية إعادة الإعمار، التي حسم الأميركيون الجدل فيها بشكل قاطع، على أنها لن تتم إلا عبر تنحي بشار الأسد وعدم وجوده على رأس السلطة في سوريا”.
اقرأ أيضاً: المرشح لرئاسة سوريا “فهد المصري”: بشار الأسد انتهى والوضع الآن أصبح مهيئاً لرحيله..!
واعتبر الموقع أن التحركات الدبلوماسية الروسية الأخيرة تندرج ضمن هذا الإطار، إذ تنشغل الخارجية الروسية بتحريك أذرعها للتواصل مع مكونات سورية مختلفة، معارضة أو محايدة، للتوصل إلى رؤية جديدة، يمكن زجها في طريق حلٍ سياسي بات من الواضح أنه لا بد منه في ظل الإصرار الأميركي والدولي عليه.
وأكد أن العنوان الأبرز لهذه التحركات الروسية كان لقاء ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية “ميخائيل بوغدانوف” بالمعارض السوري والرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة “معاذ الخطيب” في العاصمة القطرية الدوحة.
وأشار أن هذا اللقاء يعكس توجه الروس في التحاور مع شخصيات معارضة لا تحمل صفة رسمية حالية، ربما بادئ الأمر، في محاولة لاستشفاف المزاج وطرح المقترحات قبل إشراك المستويات الرسمية المعارضة في أي مباحثات أو لقاءات قادمة.
وتحدث الموقع عن ما تسرب عن لقاء الخطيب، وهو أن الروس طرحوا عليه رئاسة حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات (وليست كاملة)، مع بقاء بشار الأسد في الرئاسة وحق ترشيح نفسه للرئاسة لمرة واحدة فقط، وتمسكهم ببقاء الأجهزة الأمنية.
وهذا الطرح – بحسب التسريبات – رد عليه الخطيب وفريقه الحاضر للقاء من حركة “سوريا الأم” التي يقودها الخطيب، بأنهم لم يوافقوا على هذا الطرح بصيغته الحالية، وأن الخطيب قدم ملاحظات وطلبات لتدرس من الجانب الروسي، مع إمكانية الرد والتوضيح عن التفاصيل منه ومن فريقه إن ارتأوا ذلك “الروس”.
وفي هذا الصدد، لا يمكن أيضاً تخطي اللقاء الذي جمع البعثة الروسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف بشخصيات من الطائفة العلوية، لم تتم الإشارة إليهم، سواء كانوا من المؤيدين أو المعارضين للنظام، سوى بوصفهم أنهم “المؤثرين من العلويين في الشتات”
وأوضح الموقع أن الجهود الروسية باتت تتوزع في مساحات سياسية واجتماعية أكثر من المتوقع منها، في طريق البحث عن صيغة الحل، ولعل موسكو تيقنت أن هذه “الطبخة” السياسية والدبلوماسية لا يمكن أن تتم بمنأى عن وضع يد لأنقرة فيها بنسبة معقولة.
اقرأ أيضاً: نهاية العلاقة الغرامية بين روسيا وإيران في سوريا.. وأمريكا توجه رسالة حازمة للأسد وطهران
ولفت إلى أن المعلومات تشير إلى أن تأجيل زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى تركيا، والتي كانت مقررة في الـ14 من الشهر الحالي، ربما يعود فعلاً إلى عدم توافق بين أنقرة وموسكو على بنود في جدول أعمالها يخص الملف الليبي ضمن المباحثات.
وأشار إلى أن من ضمن الأسباب الرئيسية للتأجيل، ترك مجال للزج بالبحث عن صيغة الحل السياسي في سوريا عموماً، ليضاف إلى ملفي التطورات العسكرية في كل من ليبيا وإدلب، لتكون ضمن حزمة واحدة في المباحثات.
وأضاف إن ما يفسر ذلك المعلومات التي حصل عليها “العربي الجديد” من مصادر في الحكومة التركية، تفيد بزيارة رئيس الوزراء السوري الأسبق والمنشق عن النظام رياض حجاب إلى تركيا، ولقائه بمسؤولين حكوميين أتراك، من دون الإفصاح عن هوية من قابلهم حجاب في زيارته.
وكشف الموقع أن المصدر الذي نقل المعلومات حول زيارة حجاب إلى أنقرة، لفت أن حجاب زار تركيا عدة مرات في الفترة الماضية، كانت آخرها في وقت سابق من الشهر الحالي مع فريق مرافق له.
وأضاف المصدر، أن المسؤولين في أنقرة ينطلقون من دور بلادهم الفاعل والمؤثر في الملف السوري، وبالتالي المساهمة في صياغة الحل، على أن يضمنوا وجود من يمثل ويحافظ على المكتسبات السياسية والأمنية والاقتصادية.
كذلك نقل المصدر أن أنقرة تدعم العملية السياسية والتوافق على شخصيات من خارج النظام من أصحاب المؤهلات والخبرة والدراية، القادرين على الانخراط في العملية السياسية الجديدة والمرحلة القادمة، حيث تعتبر أنقرة أن رياض حجاب من أهم هذه الشخصيات.
وأشار المصدر إلى أن اللقاءات البينية للمسؤولين الأتراك مع حجاب تدخل ضمن هذا الإطار، مشيراً إلى أن أنقرة باتت ترى أن الأسد في أيامه الأخيرة بعد تطبيق “قانون قيصر”، ولذلك ستكثف حضورها ضمن التحركات السياسية الأخيرة وما سيتبعها.
ورأى الموقع أنه ومن ضمن كل هذه المعطيات، يحاول رأس النظام السوري “بشار الأسد” مساعدة الروس في طرح حلول، ربما غير مباشرة أو متفق عليها، تسهل عليهم مهمة الدفاع عن بقائه ولو بشكل مؤقت في الحكم.
واعتبر أن الروس يحاولون فعل ذلك عبر محاولة تقديم حزبه “البعث” إلى الواجهة. هذا الحزب المهـ.ـمل في المشهد السياسي السوري لصالح تفرد الأسد العسكري وجهازه الأمني في إدارة البلاد.
اقرأ أيضاً: إلهام شاهين تكشف تفاصيل لقائها مع بشار الأسد وتنتقد تركيا..! (فيديو)
وكان الأسد قد وجه رسالة لكوادر الحزب، في وقت سابق من هذا الشهر، انتقد فيها “الأخطاء التي أدت لتراجع دور الحزب في بعض المراحل، والإساءة إلى صورته في مراحل أخرى، كما أدت إلى عزوف البعض عن الانخراط في تحمل المسؤوليات الوطنية والحزبية وخسارة العديد من الكوادر الكفؤة”، على حد تعبيره.
ولا شك أن الأسد، وضمن محاولات التشبث والمراوغة، يسعى إلى إخراج “البعث” من القمقم، في مسعىً للاحتماء به كواجهة سياسية، والهـ.ـروب من توصيف نظامه لفترة قادمة بالأمني ذي العـ.ـصبية الطائفية.
وهذه ورقة يمكن تقديمها للروس للمساعدة في تثبيته، والمحاججة بهذه الورقة أمام الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، التي ألمحت إلى إمكانية القبول بتغيير سلوك النظام، وليس إزالته بالمطلق.
إلا أن تفسير هذا الطرح الأميركي يحتمل أوجهاً عدة، من بينها أن تغيير السلوك لا يمكن إلا بتنحية مؤثرين في بنية النظام، وعلى رأسهم “بشار الأسد”.
يُشار إلى أن الحديث عن تنحي بشار الأسد قد تم تداوله بكثرة في الأونة الأخيرة، خاصةَ بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، إذ وجد الروس والإيرانيين أنفسهم غير قادرين على تقديم أي نوع من أنواع الدعم للنظام السوري، إن كان على المستوى الاقتصادي أو العسكري.
كما أن وسائل الإعلام الروسية كانت قد بدأت بالتلميح خلال الفترة الماضية إلى أن تنحي بشار الأسد ليس أمراً مستبعداً، وأن القيادة الروسية لا تتمسك بشخص الأسد، وإنما تريد الحفاظ على بنية النظام في سوريا من أجل أن تضمن مصالحها التي كسبتها جراء تقديمها الدعم لهذا النظام منذ نهاية عام 2015 عندما تدخل الروس بشكل مباشر لمساندة نظام الأسد.