روسيا تصفي حساباتها مع تركيا عبر التدخل في مناطق النفوذ التركي شمال سوريا.. وأنقرة ترد..!
تصفية حسابات بين روسيا وتركيا في سوريا..!
طيف بوست – فريق التحرير
من جديد عادت المناطق الشمالية من سوريا لتشكل مكاناً لتصفية الحسابات بين الروس والأتراك، حيث لا يخفى على أحد وجود اختلاف في وجهات النظر بين روسيا وتركيا بما يتعلق بمعالجة القضية السورية، وذلك على الرغم من اتفاقهما حول بعض الأمور الرئيسية.
وقد اتسعت الفجوة بين أنقرة وموسكو في الآونة الأخيرة وفق المحللين السياسيين والعسكريين، وذلك نظراً لوجود ملفات خلافية بين البلدين، أبرزها الملف الليبي إلى جانب ملف محافظة إدلب بطبيعة الحال.
وكانت أحدث نقطة خلاف بين البلدين، التقدم الذي حققته قوات حكومة الوفاق الليبية التي تدعمها أنقرة على حساب قوات اللواء “خليفة حفتر” المدعوم من قبل الروس.
ورافق عملية تقدم “الوفاق” وسيطرتها على عدة مواقع ومدن وبلدات كانت تحت سيطرة “حفتر”، بعض الأحاديث حول نية القوات المدعومة من قبل تركيا بالتقدم نحو مدينة “سرت” الاستراتيجية التي تعتبر قلب ليبيا النابض.
وفي ظل تواجد قوات الوفاق على أطراف مدينة “سرت” بانتظار إشارة بدء التقدم من الأتراك، عمدت موسكو على إيصال رسالة مبطنة لتركيا عبر استهـ.ـداف مدينة “الباب” في الشمال السوري، حيث تعتبر تلك المنطقة منطقة نفوذ تابعة لأنقرة بشكل مباشر.
ووفقاً لتقرير موقع “عنب بلدي”، فإن الحديث عن تبادل التأثيرات بين الملفين الليبي والسوري ليس جديداً، إذ يحاول كل طرف الضغط على الآخر بغية الحصول على مكاسب سياسية وعسكرية.
وأضاف الموقع أن المنطقة الشمالية من سوريا، وخاصة مناطق النفوذ التركي تعد واحدة من تلك الأوراق التي تحاول موسكو الضغط من خلالها على الأتراك.
وأشار إلى بعض التصريحات التي صدرت في الآونة الأخيرة عن مسؤولين في القيادة الروسية حول إمكانية إنهاء الاستقرار والهدوء في محافظة إدلب، وفعلاً عادت الطائرات الروسية بعد تلك التصريحات لاستهـ.ـداف منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي إلى جانب بعض المناطق في ريف محافظة اللاذقية الشمالي.
وبحسب الموقع فإن التطور الأهم والأبرز يبقى باستهـ.ـداف مناطق النفوذ التركي التي تعد خارج إطار أي حسابات أو تفاهمات مبرمة بين البلدين، حيث تعرضت مدينة “الباب” للاستهـ.ـداف المباشر من قبل الطائرات الروسية بشكل مفاجئ في السادس عشر من شهر تموز/ يوليو الجاري.
اقرأ أيضاً: مسؤول أمريكي: موقف روسيا تغير تجاه الحل في سوريا.. وهذه ملامح المرحلة المقبلة..!
وبالرغم من عدم صدور أي تصريحات رسمية من قبل الروس أو حتى الأتراك حول استهـ.ـداف مدينة الباب، لكن مراصد الطيران الموجودة في المناطق المحررة أكدت بشكل قاطع أن الطائرات الروسية هي التي استهـ.ـدفت المنطقة.
هل ردت أنقرة على استهـ.ـداف مناطق نفوذها شمال سوريا؟
بعد استهـ.ـداف روسيا لمدينة الباب بساعات قليلة، بدأت مسيرات وصفت بأنها مجهولة، باستهـ.ـداف تجمعات لقيادات وعناصر من القوات الروسية قرب مدينة “المالكية” في ريف محافظة الحسكة.
وأشارت عدة تقارير إلى أن تلك المسيرات تابعة لتركيا، وقامت بتلك العملية رداً على استهـ.ـداف الطائرات الروسية لمدينة “الباب”، فيما قالت مصادر أخرى أن الطائرات المسيرة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا تزال تبعية تلك المسيرات غامض ومجهولة حتى اللحظة.
وتبعها بعد ذلك أيضاً، استهـ.ـداف طائرات روسية مسيرة لشركة “وتد” في مدينة “سرمدا”، حيث أشارت مصادر في المعارضة السورية ما فعلته روسيا يندرج في إطار تصفية الحسابات مع تركيا بما يتعلق بالمقايضة بشأن الملفين السوري والليبي.
وقد أثار تعرض مدينة “الباب” للاستهـ.ـداف من قبل روسيا الاستغراب والتساؤل حول الأسباب التي دفعت موسكو لفعل ذلك، على اعتبار أن هذه المدينة تعد خارج حسابات التفاهم سياسياً وعسكرياً بين الروس والأتراك.
ونقل موقع “عنب بلدي” عن القيادي في المعارضة السورية “عبد السلام عبد الرزاق” قوله: “إن استهـ.ـداف مدينة الباب رسالة روسية مبطنة إلى تركيا، نظراً لأن المدينة تقع بشكل مباشر تحت النفوذ التركي.
واعتبر “عبد الرزاق” أن استهـ.ـداف مدينة الباب يتعلق بشكل أو بآخر بالملف الليبي، والتقدم الذي حققته حكومة الوفاق في ليبيا بعد تلقيها الدعم من قبل تركيا.
اقرأ أيضاً: “توم وجيري”.. قوات أمريكية تطارد دورية روسية شمال شرق سوريا (فيديو)..!
وأشار أن الرسالة الروسية المبطنة كانت عبر مناطق “درع الفرات” لأنها تقع ضمن المناطق الخارجة عن الحسابات والتفاهمات المبرمة بين الروس والأتراك في محافظة إدلب.
ورجح “عبد الرزاق” أن تصـ.ـعد روسيا مجدداً علمياتها في المنطقة الشمالية من سوريا في عدة اتجاهات، مستدركاً أنه لا يتوقع أن يكون التصـ.ـعيد الروسي عبر شن عمليات شاملة وواسعة النطاق مثل تلك العمليات التي شنتها خلال شهر فبراير/ شباط الفائت.