ترتيبات جديدة في إدلب.. حل عقدة “هيئة تحرير الشام” وتشكيل مجلس عسكري موحد.. ما موقف روسيا وتركيا..؟
ترتيبات جديدة في إدلب.. حل عقدة “هيئة تحرير الشام” وتشكيل مجلس عسكري موحد.. ما موقف روسيا وتركيا..؟
طيف بوست – فريق التحرير
تداول ناشطون سوريون معلومات تفيد بأن فصائل “الجـ.ـبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام”، قد أجروا مؤخراً ترتيبات جديدة في إدلب من شأنها أن تؤدي إلى حل عقدة “الهيئة” وتسهم في دفعها نحو مزيد من التناغم مع الرغبات التركية بخصوص المنطقة.
ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصادره الخاصة، بأن الفصائل الثورية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بصدد تشكيل مجلس عسكري موحد تم الاتفاق على تأسيسه بعد موافقة كافة الأطراف.
وأضافت المصادر أن المجلس العسكري الجديد سيتولى مهمة تنظيم نشاط الفصائل العاملة في محافظة إدلب، إلى جانب الإشراف على تدريب وإعداد العناصر ضمن معسكرات مخصصة لذلك.
وبحسب الاتفاق فإن المجلس العسكري الموحد سيكون برئاسة لجنة ثلاثية مؤلفة من 3 قيادات بارزة وهي “أبو حسين 600 قائد الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”.
والقائد الثاني هو النقيب أبو المنذر رئيس الجناح العسكري في “أحرار الشام”، أما القيادي الثالث فهو “حج محمد حوران” قائد غرفة عمليات “الجبـ.ـهة الوطنية للتحرير”.
ووفقاً لما جرى الاتفاق عليه بين مختلف الأطراف، فإنه سيتم تشكيل ما يتراوح بين 30 إلى 40 لواء عسكري يكون قوامه من مختلف الفصائل الثورية العاملة في المنطقة.
ونقلت المصادر أن كل لواء سيكون مؤلفاً من وحدات نخبة وقوات مشاة وآليات وقطاعات مـ.ـدفعية، على أن تشرف اللجنة الثلاثية التي ترأس المجلس العسكري على المعسكرات التدريبية المركزية.
ويعد “حج محمد حوران” من أبرز قادة فصيل “فيلق الشام” الميدانيين، كما أنه المسؤول الميداني المباشر لغرفة عمليات فصائل “الجـ.ـبهة الوطنية للتحرير”، وذلك منذ عام 2019 وحتى اللحظة.
أما “أبو منذر” فهو نقيب منشق عن قوات نظام الأسد، تم تعيينه مؤخراً رئيساً للجناح العسكري ضمن فصيل “أحرار الشام”، ثم تم اختياره ليكون رئيساً لأركان فصيل “الجـ.ـبهة الوطنية للتحرير” عند تشكيل الفصيل.
في حين يعتبر ” أبو حسن 600″ من أبرز القيادات المؤثرة في “هيئة تحرير الشام”، حيث شغل منصب قائد الجناح العسكري في الهيئة، وهو ينحدر من بلدة “حلفايا” في ريف حماة الشمالي.
وفي السياق ذاته، هناك مساعي تقودها “هيئة تحرير الشام” باتجاه تأسيس ممثلية سياسية للفصائل الثورية العاملة ضمن محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وتشير المصادر أن الممثلية السياسية ستكون برئاسة قائد حركة أحرار الشام السابق “حسن صوفان”، حيث سيقع على عاتقها تمثيل فصائل “هيئة تحرير الشام” و”الجبـ.ـهة الوطنية للتحرير” في الخارج.
اقرأ أيضاً: روسيا ترسل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى دير الزور.. وزيارة مفاجئة لسهيل الحسن إلى الرقة.. ما القصة؟
ويعتبر “صوفان” من أكثر الشخصيات التي رغبت بتأسيس مجلس عسكري موحد لجميع الفصائل في محافظة إدلب، وذلك عندما كان قائداً عاماً لفصيل “أحرار الشام”، وقد أدى تبنيه لفكرة تأسيس المجلس الموحد إلى خـ.ـلافات بينه وبين قيادة “أحرار الشام” أسفرت في نهاية الأمر إلى الإطاحة به.
وأفاد موقع “تلفزيون سوريا” أن مصادر مطلعة على أروقة صنع القرار داخل “هيئة تحرير الشام” قد أكدت أن قيادة الهيئة لن ترفض في المستقبل التنسيق والعمل مع الائتلاف الوطني عبر الممثلية السياسية التي سيتم تشكيلها في وقت لاحق.
وأوضحت المصادر أن “الهيئة” ستكون منفتحة على فكرة إلغاء مسمى “حكومة الإنقـ.ـاذ”، وذلك إذا ما تمت عملية إعادة هيكلة الحكومة السورية المؤقتة بما يراعي كوادر “الإنقـ.ـاذ” في محافظة إدلب.
ترتيبات جديدة في إدلب .. ما موقف روسيا وتركيا..؟
وحول موقف روسيا وتركيا من الترتيبات الجديدة في محافظة إدلب، لم يبدِ الأتراك أية معارضة للطرح الجديد حتى الآن، بل إن المؤشرات تدل على رغبة أنقرة باستثمار المشروع المطروح من أجل حل عقدة “هيئة تحرير الشام” التي لطالما كانت روسيا تتخذها كحجة لشن عمليات عسكرية على المناطق المحررة شمال سوريا.
وفي هذا الإطار بذلت تركيا في وقت سابق جهود كبيرة من أجل دمج الفصائل الثورية العاملة في محافظة إدلب، ضمن كتل عسكرية موحدة يرأسها قادة سوريون معتدلون، أي من غير المصنفين دولياً على لوائح الإرهـ.ـاب، لكن “هيئة تحرير الشام” رفضت المقترح التركي سابقاً بشكل تام.
اقرأ أيضاً: بشار الأسد يعين مديراً جديداً لمكتبه الخاص.. والمعارضة تستعد لاجتماعات اللجنة الدستورية..!
ويبدو أن المشروع الجديد المطروح سيشكل فرصة لأنقرة من أجل استكمال جهودها لحل “هيئة تحرير الشام” دون أي مواجـ.ـهات عسكرية بين الطرفين، حيث أن تشكيل مجلس عسكري موحد سيؤدي بطبيعة الحال إلى دفع “الهيئة” نحو مزيد من المرونة في مسألة إعادة هيكلة التنظيم.
يُشار إلى أن روسيا لم تعلق حتى اللحظة على المقترح الجديد وسط مخـ.ـاوف تركية متواصلة بشأن احتمال انقلاب موسكو في أي وقت على التفاهمات حول إدلب، لهذا فإن أنقرة تتحرك بحـ.ـذر بالنسبة عندما يتعلق الأمر بملف “هيئة تحرير الشام”.