اهتمام أمريكي غير مسبوق بالحل السياسي في سوريا.. وخياران أمام بشار الأسد..!
اهتمام أمريكي غير مسبوق بالحل السياسي في سوريا.. وخياران أمام بشار الأسد..!
طيف بوست – فريق التحرير
كثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الدبلوماسية بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة بشأن التوصل إلى حل سياسي للأوضاع في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
وأبدت واشنطن اهتماماً واضحاً باجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي ستنعقد في الرابع والعشرين من شهر أغسطس/ آب الجاري في العاصمة السويسرية جنيف.
ويأتي اهتمام الإدارة الأمريكية بالمسار السياسي بشكل كبير مؤخراً وسط عدم اهتمام يبديه نظام الأسد لهذا المسار، حيث أكد “بشار الأسد” في خطابه الأخير أمام أعضاء البرلمان أن التوصل إلى تسوية سياسية بموجب القرارات الأممية لا تعد سوى أوهام لن تحصل إلا في الأحلام.
وظهر إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على تحريك المياه الراكدة بما يتعلق بالحل السياسي في سوريا، من خلال عدة أمور من أبرزها التحركات الدبلوماسية التي يقودها المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري “جيمس جيفري” وتصريحاته الأخيرة بهذا الشأن.
ويضاف إلى ذلك التصريحات التي صدرت عن الخارجية الأمريكية وعدة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بخصوص عزم واشنطن على إجبار رأس النظام السوري “بشار الأسد” على التفاوض وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق بالتسوية السياسية في سوريا.
ويأمل “جيفري” من خلال حراكه الدبلوماسي الأخير أن يحقق أمرين، حيث صرح مؤخراً بأن بلاده تريد أن ترى تقدماً في أعمال لجنة إعادة صياغة الدستور السوري، مشيراً أن هذا الأمر مهم جداً بالنسبة للتوصل إلى الحل السياسي في البلاد.
وأوضح “جيفري” أن الأمر الآخر هو مساعي واشنطن للدفع باتجاه أن تنعقد اجتماعات اللجنة الدستورية لفترة طويلة وليس لعدة أيام، لافتاً أن الانتقال من نقاش المبادئ إلى الحديث حول التغييرات الدستورية هو التقدم الحقيقي التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقه في الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته، كان الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض وعضو اللجنة الدستورية “يحيى العريضي” قد رأى أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة كثيراً ولديها رغبة عارمة في التوصل إلى تسوية سياسية للملف السوري.
وأشار “العريضي” إلى التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية التي اعتبرت أن اللجنة الدستورية تشكل خارطة الطريق التي تفسح المجال أمام تنفيذ محاور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ولفت إلى أن الحراك الدبلوماسي الذي يقوده “جيفري” يوضح مدى اهتمام واشنطن بالمسار السياسي المتعلق بالملف السوري في الآونة الأخيرة.
اقرأ أيضاً: بطلب أمريكي.. لقاء مرتقب بين “جيفري” والمعارضة السورية في تركيا.. هذه أبرز محاوره..!
وفي ضوء ما سبق، لا يملك رأس النظام السوري “بشار الأسد” سوى خيارين اثنين، حيث يرى المراقبون أنه سيماطل كما جرت العادة سابقاً عند أي تحركات دولية بشأن إيجاد حل سياسي لما يجري في سوريا.
وقد استبق “الأسد” الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، مؤكداً على أنه لن يغير نهجه بشأن العملية السياسية، حيث اعتبر المساعي التي تقودها أمريكا بهذا الخصوص، ما هي إلا “خزعبلات سياسية” على حد تعبيره.
أما الخيار الثاني، فيرى محللون آخرون أن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، ربما سيجد نفسه مضطراً للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية وفقاً للقرارات الأممية، وذلك بضغط مباشر من القيادة الروسية.
وفي هذا الإطار، كانت روسيا قد أبدت رغبتها مؤخراً أكثر من أي وقت مضى بجني ثمار تدخلها لمساندة الأسد عبر الاستفادة من الاستثمارات المتعلقة بعملية إعادة إعمار سوريا التي أكدت واشنطن أن النظام السوري لن يحصل على التمويل لها إلا بعد حدوث انتقال سياسي حقيقي في البلاد.
ومن المؤشرات التي تدعم الخيار الثاني، هي ما صرح به “بشار الأسد” عندما التقى وفداً إيرانياً في دمشق برئاسة “علي أصغر خاجي” كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، حيث قال حينها أنه نظامه ماضٍ في المسار السياسي عبر اللجنة الدستورية.
اقرأ أيضاً: خطة مدروسة أم ضغط روسي.. بشار الأسد يُحضر لإجراء تغييرات على مستوى الوزراء في حكومته!
وجاء التصريح الأخير للأسد مناقضاً لما قاله في خطابه أمام أعضاء مجلس الشعب بشأن العملية السياسية، وهو ما فسره المحللون على أنه تغيير في نهج النظام السوري حيال المسار السياسي لم يكن ليأتي لولا تدخل روسيا ودفعها “الأسد” نحو هذا الاتجاه.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة المصغرة، ستنعقد يوم الغد في العاصمة السويسرية “جنيف” بحضور وفد عن النظام السوري ووفد ممثل للمعارضة السورية، ووفد آخر يمثل منظمات المجتمع المدني السوري.