لوموند الفرنسية: الأقليات تنتفض بوجه نظام الأسد في سوريا..!
لوموند الفرنسية: الأقليات تنتفض بوجه نظام الأسد في سوريا..!
طيف بوست – مترجم
نشرت صحيفة “اللوموند” الفرنسية تقريراً مطولاً سلطت الضوء من خلاله على انتفاضة الأقليات في سوريا ضد نظام الأسد على خلفية دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، وما رافقه من تردي للأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي جاء بعنوان: “غـ.ـضب الأقليات تجاه نظام الأسد”، أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” كان يأمل في الاحتفال بالذكرى العشرين لوصوله إلى سدة الحكم بطريقة مختلفة تماماً للوضع الحالي القائم في البلاد.
وأضافت: إن “ما يحدث في عدة مناطق في سوريا جعل بشار الأسد يعيش حالة قــ.ـلق شديدة، بعد أن انقلب عليه سكان أكثر المناطق تأييداً له في الساحل السوري ومحافظة السويداء”.
وأوضحت أن “سيد دمشق” قدم نفسه خلال 20 عاماً من رئاسته للبلاد على أنه حامي الأقليات من الأغلبية السنية، لكن الوضع تغير منذ مطلع الشهر الحالي، وكان عنوان المرحلة “الأقليات تنتفض بوجه نظام الأسد”، الأمر الذي جعل النظام في حيرة من أمره.
وأشارت إلى أن نظام الأسد وعلى الرغم من أنه قدم نفسه خلال السنوات الماضية على أنه الضامن الحقيقي للأقليات في سوريا، إلا أنه كان يخـ.ـنق أي أصوات معارضة بين العلويين أو الطوائف الأخرى.
ولفتت أن النظام السوري كان يصف أي معارض ينتمي إلى الأقليات بالعـ.ـميل والخـ.ـائن، موضحة أنه كان يحـ.ـرض البيئة الاجتماعية المحيطة بالمعارضين على كراهـ.ـيتهم حتى يجعلهم منبـ.ـوذين ضمن أقربائهم ومعارفهم.
وأوضحت الصحيفة أن تحول ثورة السوريين من حالة مدنية إلى حالة أصولية، قد قدمت خدمة كبيرة لنظام الأسد، حيث تخـ.ـوفت الأقليات من ردة فعل المكون السني، ووجدت نفسها مضطرة لتأييد النظام الذي استـ.ـغل الموقف وسوق لنفسه على أنه الضامن الوحيد لهم ولبقائهم.
وتحدثت عن التدهور الاقتصادي بشكل متسارع في سوريا، بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي، مشيرة أن الخـ.ـلافات بين رامي مخلوف وبشار الأسد قد ساهمت أيضاً بانخفاض الليرة السورية إلى مستويات قياسية.
اقرأ أيضاً: عائلة الأسد وقطيع الأغنام.. هكذا تفاعل السوريون مع الصورة.. وفيصل القاسم يعلق..!
وبحسب الصحيفة فإن الأقليات في سوريا وأمام الواقع الجديد الذي جعلهم يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية، لم يبقى أمامهم سوى الخروج بوجه نظام الأسد من أجل الخروج من الوضع الحالي قبل أن يأكلهم الجـ.ـوع.
وأضافت أن هؤلاء الأقليات لم يعودوا يصدقوا ما يروج إليه نظام الأسد من خطابات الصمود وما إلى ذلك، لهذا رأيناهم خرجوا إلى الشوارع مرددين عبارات تدعو إلى إسقـ.ـاط النظام، في تطور جديد ولافت بشأن علاقة الأسد بجمهور الموالين.
وركزت الصحيفة على مسألة ازدهار الشعارات المناهضة للأسد ونظامه على جدران مدينتي اللاذقية وطرطوس، مشيرة إلى وجود قواعد عسكرية روسية في تلك المدينتين.
وأشارت “لوموند” أن القيادة الروسية أبدت مخـ.ـاوف كبيرة من الاحتجـ.ـاجات في مدن الساحل السوري، نظراً لكونها المكان الذي تتخذه روسيا منطلقاً لبقاء طويل الأمد في البلاد.
وأوضحت أن عدم الاستقرار بالقرب من قواعد روسيا الجوية والبحرية في مدينتي طرطوس واللاذقية يشكل قلـ.ـقاً عميقاً للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والمسؤولين الروس.
ولفتت أن نظام الأسد قام بترتيب مظاهرات مضـ.ـادة في عدة مدن سورية، تنـ.ـديداً بالعقـ.ـوبات الأمريكية، إلا أنه لم ينجح بإسكات أصوات الأقليات في السويداء وبعض القرى والبلدات على الساحل السوري.
اقرأ أيضاً: بينما يتضور السوريون جوعاً.. بشار الأسد يرتدي حذاءً بقيمة مجموع رواتب 10 موظفين..!
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: “إن ما يجري في سوريا الآن ما هو إلا امتداد للمعادلة الأساسية التي تفاقمت على أثرها الأوضاع في البلاد خلال السنوات الماضية، حيث لا يزال حكم الأسد معتمداً على تأييد الأقليات بالدرجة الأولى”.
في حين تـ.ـراهن المعارضة السورية على نجاح المظاهرات التي خرجت مؤخراً في المناطق التي ينتمي سكانها إلى الأقليات لتغيير المعادلة في سوريا ضد نظام الأسد.