ارتفاع قياسي بمعدلات التضخم في سوريا وحديث عن انخفاض كبير قادم بقيمة الليرة السورية
ارتفاع قياسي بمعدلات التضخم في سوريا وحديث عن انخفاض كبير قادم بقيمة الليرة السورية
طيف بوست – فريق التحرير
سجلت معدلات التضخم في سوريا ارتفاعاً قياسياً خلال الربع الأول من عام 2022، حيث بلغت نسبة ارتفاعها نحو 140 بالمئة خلال الثلاثة أشهر الماضية، الأمر الذي زاد من تعقيدات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد بشكل غير مسبوق مؤخراً.
وتزامن هذا الارتفاع في معدلات التضخم مع ارتفاع جنوني بأسعار معظم المواد والسلع الأساسية في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية.
ويرى خبراء مختصون في مجال الاقتصاد أن المخاوف الاقتصادية عالمياً ومحلياً في ضوء تأزم الوضع في أوكـ.ـرانيا قد ألقت بظلالها بشكل مباشر على الليرة السورية والاقتصاد المحلي، لاسيما أن سوريا تعتمد بشكل رئيسي وشبه كامل على روسـ.ـيا بمسألة استيراد أهم المواد،وعلى رأسها الذرة والقمح.
وأكد الخبراء أن الأسعار المرتفعة التي حدثت في الأسواق منذ بداية الغـ.ـزو الروسي لأوكـ.ـرانيا أصبحت عاملاً يثير القلق بالنسبة للمواطنين، خاصةً في ظل عدم وجود استقرار بالأسعار مطلقاً، إذ تشهد أسعار حركة تصاعدية مستمرة دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا الأمر.
ويوضح المحللون بالقول: “صحيح أن هنـ.ـاك تأثيراً على الأسواق نتيجة الـ.ـحـ.ـرب في أوكـ.ـرانيا وتـ.ـأثرت معظم دول العـ.ـالم نتيجة هذه الـ.ـحـ.ـرب، لكـ.ـن ليس بالشكل الفلكي الذي حدث ويحدث فـ.ـي الأسواق السورية”.
ويؤكد الخبراء أن ارتفاع الأسعار أصبح غير منطقي بالمطلق ويثقل كاهل المواطنين بشكل كبير، لاسيما أن ذلك يتزامن مع تدني مستوى الرواتب وضعف القدرة الشرائية لدى معظم السوريين.
وضمن هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي “قاسم زيتون” الذي شغل منصب مدير المصرف الصناعي سابقاً، أنه لا توجد خيارات أمام حكـ.ـومة النظـ.ـام سوى التوجه نحو معالجة الرواتب.
وأوضح الخبير أن معالجة رواتب السوريين يجب أن يتم بشكل يضمن الحد الأدنى من تأمين متطلبات العائلات الأساسية وبأي شكل.
ولفت “زيتون” في منشور له على صفحته الشخصية في موقع “فيس بوك”، إلى أنه لا بد من معالجة الرواتب حتى ولو كان ذلك عبر زيادة الإصدار النقدي.
وبيّن أن معالجة الرواتب عبر زيادة الإصدار النقدي يتضمن مخـ.ـاطر وعيوب أقل بكثير من العيوب والمخـ.ـاطر الناتجة عن تدني مستوى الرواتب في وضعها الحالي.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي يطالب فيه العديد من السوريين بزيادة كبيرة على الرواتب، مؤكدين أن رواتبهم الحالية لم تعد تكفي لمدة أسبوع واحد في ظل ارتفاع الأسعار التي تزامن مع تفاقم معدلات التضخم بشكل كبير مؤخراً.
اقرأ أيضاً: “حقيقة أم مجرد أوهام”.. سوريا تستعد لتقديم الدعم الاقتصادي لروسيا وسط ترنح الليرة السورية
كما يترافق ذلك مع حديث عن انخفاض كبير قادم في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية.
ويشير المحللون إلى أن الليرة السورية مقبلة على تسجيل انخفاضات قياسية خلال الشهرين المقبلين، موضحين أن ذلك يعود إلى أن البنك المركزي السوري اضطر مؤخراً لضـخ قسم كبير من احتياط النقد الأجنبي المخصص للأزمات بعد بدء العمـ.ـلية الروسـ.ـية ضد أوكـ.ـرانيا وما رافقها من تداعيات على الاقتصاد المحلي والعالمي.