“رقم مرعب”.. أين ذهبت الأموال التي تم توفيرها من عملية إعادة هيكلة الدعم “الفاشلة”؟
“رقم مرعب”.. أين ذهبت الأموال التي تم توفيرها من عملية إعادة هيكلة الدعم “الفاشلة”؟
طيف بوست – فريق التحرير
مرت عدة أشهر على القرار الذي اتخذته حكـ.ـومة النظـ.ـام بإعادة هيكلة الدعم، حيث تمثلت الخطوة الأولى في إعادة الهيكلة برفع الدعم عن نحو 600 ألف عائلة سورية، وذلك من أجل تحقيق العديد من الأهداف، وفي مقدمتها التخفيف من عجز الموازنة.
وكان العديد من المسؤولين في حكـ.ـومة البلاد قد زعموا أن قرار إعادة هيكلة الدعم سيساهم بشكل كبير في دعم العملية الإنتاجية وتحسين القدرة الشرائية لدى المواطنين عبر الأموال التي سيتم توفيرها جراء عملية رفع الدعم عن أكثر من نصف مليون عائلة سورية.
ورغم مرور وقت طويل على تلك الإجراءات إلا أن ما وعد به المسؤولين بقيّ حبراً على ورق، حيث تفاقمت المشكلات بشكل أكثر وباتت المواد التي كانت توزع كل شهر على العائلات، توزع كل 3 أشهر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية.
ما سبق فتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول الجهات المستفيدة من وفرات الدعم، وأين ذهبت الأموال التي تم توفيرها جراء رفع الدعم عن عدد كبير من العائلات السورية قبل عدة أشهر.
وضمن هذا الإطار، قال عضو البرلمان التابع للنظام “محمد عبد الكريم” في حديث لتلفزيون “الخبر” المحلي: “حين رفعت الحكـ.ـومة الدعم قبل 3 أشهر عن شريحة واسعة من السوريين، قدمت وعوداً بأن ذلك سيكون مقابل تأمين المواد المدعومة للمواطنين الأشد حاجة، لكنها لم توفر المواد المدعومة ولا قامت بزيادتها” وفق وصفه.
وأضاف: “من حــ.ـق المواطن أن يتساءل أين الكميـ.ـات التي وفرتها الحـ.ـكـ.ـومة من العائلات التي رفـ.ـع الدعم عنها، وهـ.ـو رقم لا يستهان بـ.ـه؟ وأين حـ.ـصـ.ـص الأسر التي لا تزال مستـ.ـهـ.ـدفة بالدعم؟”.
وكان العديد من الخبراء قد أكدوا في وقت سابق أن حكـ.ـومة البلاد وفرت مبالغ مالية مرعـ.ـبة تصل إلى نحو 1.5 مليار ليرة سورية في العام جراء عملية رفع الدعم عن نحو 600 ألف عائلة سورية.
ونوه الخبراء إلى أن وفرات الدعم تذهب بشكل مباشر إلى المكتب الاقتصادي في القصر الجمـ.ـهوري والذي تشرف عليه أسماء الأسد بشكل مباشر.
من جهته، قال أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة تشرين “أحمد أديب أحمد” في حديث لتلفزيون “الخبر”: “بعد أشهـ.ـر من رفـ.ـع الدعم الذي قامت به الحـ.ـكـ.ـومة عن مئات الآلاف يحق لنا أن نتساءل: أين ذهبت فـ.ـروقات الدعم بعد رفعه عن شريحة واسعة؟ أيـ.ـن أنفقتها الحـ.ـكـ.ـومة؟ وكيف انعكست على الاقتصاد والمستوى المعيشي للسكان؟”.
من ناحية أخرى، لفت “أحمد” إلى أن المبالغ التي صرحت الحكـ.ـومة بأنها قامت بتوفيرها جراء رفع الدعم، لم توضع في مكان ينهض بالمستوى المعيشي للمواطنين.
وأضاف: “الرواتب لم تزيد ولم يتم إنشاء مشاريع إنتاجية جديدة، ولم تقوم الحكـــ.ـومة بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
اقرأ أيضاً: مصادر تتحدث عن مشروع جديد لتحويل المعونات الأممية العينية داخل سوريا إلى مساعدة مالية قريباً!
وختم “أحمد” حديثه قائلاً: “هذا يعـ.ـني أن فائـ.ـض الدعم إما أنه لم يكن بالمستوى الذي صـ.ـرحـ.ـت عنه الحـ.ـكـ.ـومة أو أنه يُـ.ـسـ.ـرق”.
وأوضح أنه يمكن ترجيح أي من الاحتـ.ـمـالين طالما لا توجد وثـ.ـائـ.ـق أو تصريحات رسمية، ولا شفـ.ـافـ.ـية من قبل الحــ.ـكـ.ـومة لتبيان أين هي آثـ.ـار رفع الدعم، وفق تعبيره.
