انتقادات تطال تعدد أسعار صرف الليرة السورية ودعوات لتقديم الدعم بشكل نقدي في سوريا
انتقادات تطال تعدد أسعار صرف الليرة السورية ودعوات لتقديم الدعم بشكل نقدي في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
مع وجود نحو 5 أسعار لصرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، خرجت العديد من الأصوات تنادي بأن هذا الأمر لا يعتبر صحياً ويؤثر بشكل سلبي على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، بالإضافة إلى تأثيره سلباً على قيمة العملة المحلية.
وضمن هذا السياق، أشارت وزيرة الاقتصاد السابقة في سوريا “لمياء عاصي” إلى أن تعدد أسعار الصرف يعد حالة غير صحية، منوهة إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في معدلات التضخم في البلاد.
وأوضحت أن حكـ.ـومة البلاد ومع ارتفاع معدلات التضخم تجد نفسها مضطرة لرفع أسعار المواد والخدمات في ظل وجود فارق كبير بين سعر صرف الليرة السورية في السوق الرسمية وسعر الصرف في السوق السوداء.
ونوهت “عاصي” إلى أن حجم الحوالات عبر القنوات الرسمية ما يزال ضعيفاً ومن غير المتوقع أن يتحسن في ضوء بقاء سعر الصرف في السوق الموازي أعلى بكثير من سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في النشرة الرسمية.
وبينت الخبيرة الاقتصادية أن المواطنين سيستمرون في إرسال حوالاتهم المالية عبر السوق الموازي، وذلك لأنهم المواطنين الذي يتلقون الحوالات لن يقبلوا أن يدفعوا الفارق الكبير بين السعرين مهما كانت الإجراءات الأمـ.ـنية أو العـ.ـقـ.ـوبات التي تنتظرهم، وفق قولها.
وانتقدت “عاصي” بشده تعدد أسعار الصرف وتعمد حدوث هذا الفرق غير المفهوم بين سعر صرف الليرة السورية الرسمي وسعر صرفها في السوق السوداء، مبينة أن انخفاض سعر الحوالات عبر القنوات الرسمية أدى إلى فقدان أحد أهم المصادر للحصول على القطع الأجنبي، فضلاً عن تأثير ذلك على جذب الاستثمارات.
وفي شأن ذي صلة، أكدت “عاصي” بأن قرار البنك المركزي برفع سعر صرف الدولار سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الأسواق المحلية، لاسيما تلك المواد التي يمولها البنك، مثل القمح وحليب الأطفال والأدوية.
ودعت الخبيرة الاقتصادية في معرض حديثها إلى استبدال الدعم الحالي بالدعم النقدي، مشيرة إلى أن هذا الأمر بات ضروريا ً في الوقت الراهن بعد استغـ.ـلال الكثيرين لمسألة رفع الدعم عن بعض شرائح السوريين مما فسح المجال للفساد وتشكيل سوق خاصة لبيع المواد المدعومة، وفق تعبيرها.
ويأتي ما سبق مع حالة من التخبط تعيشها الأسواق السورية بعد قرار مصرف سوريا المركزي الذي صدر في 19 من شهر أيلول الجاري، والذي رفع بموجبه سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية في نشرة المصارف والصرافة.
اقرأ أيضاً: حيتان المال يستغلون تأرجح الليرة السورية وحديث عن لعبة جديدة يلعبها البنك المركزي بالتعاون مع التجار!
وقد لاقى قرار البنك المركزي انتقادات واسعة من قبل الاقتصاديين السوريين الذين أشاروا إلى أن القرار سيكون مفيداً لفئات محددة فقط، في إشارة إلى حيتان المال وكبار التجار الذين سيحققون أرباحاً مضاعفة جراء ارتفاع أسعار مختلف المواد والسلع التي هي بالأصل موجودة لديهم ومخزنة في مستودعاتهم.
كما تحدثت بعض المصادر الصحفية عن لعبة يلعبها البنك المركزي بالتعاون مع التجار للحصول على القطع الأجنبي في ظل حاجة البنك الماسة للدولار في الوقت الحالي.