أسعار السيارات في سوريا تخالف كافة التوقعات وتسجل ارتفاعاً خيالياً وسط تناقض اقتصادي يعيشه السوريون!
أسعار السيارات في سوريا تخالف كافة التوقعات وتسجل ارتفاعاً خيالياً وسط تناقض اقتصادي يعيشه السوريون!
طيف بوست – فريق التحرير
يعيش السوريون حالة تناقض اقتصادي غير مسبوقة، حيث تنفرد سوريا بحدوث حالات نادراً ما تحصل في بقية دول العالم على الصعيد الاقتصادي، إذ أنه في الوقت الذي يتوقع فيه الجميع انخفاض سعر مادة أو خدمة ما، فإنها تسجل ارتفاعاً خيالياً بشكل مفاجئ.
وينطبق هذا الأمر بشكل واضح على الارتفاع الذي طال أسعار السيارات في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث توقع معظم الخبراء في مجال الاقتصاد أن تنخفض أسعار السيارات في البلاد نتيجة تصاعد أزمة الوقود، لاسيما البنزين والمازوت الذي أصبح سلعة نادرة لا يمكن للمواطن السوري الحصول عليها إلا بعد عناء طويل.
ورغم ما سبق، إلا أن أسعار السيارات في سوريا خـ.ـالـ.ـفت كافة التوقعات وشهدت ارتفاعاً كبيراً وبشكل يخالف معايير السوق، في حالة فريدة من نوعها لا تحصل إلا في الأسواق السورية.
وحول أسباب ارتفاع أسعار السيارات المستعملة في سوريا خلال الأيام الماضية، أشار بعض تجار السيارات إلى أن الأسباب لا تزال غريبة ومجهولة، لاسيما أن كافة المؤشرات تستدعي انخفاض الأسعار لا ارتفاعها، وفق وصفهم.
ويشيرون إلى أن ارتفاع أسعار الوقود يؤدي إلى زيادة مصروف السيارات وبالتالي انخفاض سعرها، وهذا الأمر معروف عالمياً، موضحين أن ما يحدث اليوم في الأسواق السورية أمر غريب وغير مفهوم.
ويرى محللون مطلعون على حركة سوق بيع وشراء السيارات في سوريا، أن ارتفاع الأسعار المبالغ فيه أدى إلى جمود كبير في حركة الأسواق في الآونة الأخيرة.
وبيّن المحللون أن سعر سيارة “كيو ريو” المنتشرة بكثرة لدى السوريين، وصل مؤخراً إلى أرقام خيالية، حيث عرضت للبيع بسعر 75 مليون ليرة سورية.
ولفت بعض تجار بيع وشراء السيارات إلى أن السوق في الوقت الحالي يشهد حالة فوضى عارمة في التسعير دون وجود أي جهة تستطيع وضع ضوابط للأسعار بالنسبة لسوق السيارات.
وضمن هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي “علاء الأصفري” في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية، إن أسباب ارتفاع أسعار السيارات في سوريا مؤخراً يعود لعدة عوامل.
ويتمثل العامل الأول وفقاً للخبير بالتضخم الحاصل، مشيراً إلى أن أسعار كافة المواد والسلع والخدمات ترتفع في الأسواق عند انخفاض قيمة الليرة السورية في الدول التي تقـ.ـارن عملاتها بعملات أخـ.ـرى كالدولار مثلاً بمـ.ـا في ذلك أسعار السيارات.
فيما يتمثل العامل الثاني بمنع استيراد السيارات بشكل نهـ.ـائي، الأمر الذي ينتج عنه عدم وجود معروض في السوق تزامناً مع ارتفاع الطلب بشكل كبير على السيارات، مشيراً أن الأمر يخضع لقانون العرض والطلب.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تتجه نحو مستويات قياسية في الانخفاض أمام الدولار وارتفاع ملحوظ بأسعار الذهب محلياً
وبحسب الخبير فإن العامل الثالث يتمثل بارتفاع عدد الأشخاص الذين أصبحوا يعملون في مهنة “تجارة السيارات” وسط تزايد معدلات البطالة في البلاد، الأمر الذي أدى إلى حدوث مـضـ.ـاربات كبيـ.ـرة في تـ.ـجـ.ـارة السيارات، مما دفع أسعارها نحو مزيد من الارتفاع.
تجدر الإشارة إلى أن سعر سيارة السابا القديمة اليوم في الأسواق السورية قد وصل إلى نحو 25 مليون ليرة سورية، فيما وصل سعر سيارات السيراتو وهونداي افانتي إلى قرابة الـ 75 مليون ليرة سورية.
