أزمة البنزين في سوريا تتحول إلى فرصة وتجارة رابحة تدر ملايين الليرات على بعض السوريين
أزمة البنزين في سوريا تتحول إلى فرصة وتجارة رابحة تدر ملايين الليرات على بعض السوريين
طيف بوست – فريق التحرير
في العرف السائد لدى معظم الشعوب حول العالم، فإن جميع الناس يسعون إلى تحويل النقمة إلى نعمة يستفيدون منها، لكن في الحالة السورية لاسيما الاقتصادية، فالأمر مختلف إلى حد كبير، حيث دائماً ما نجد أشخاصاً يحوّلون النقمة إلى نقمة أكبر.
ما سبق يحدث مع كل أزمة اقتصادية تتفاقم في سوريا بدءاً من الأزمات التي تتعلق بارتفاع الأسعار مروراً بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وصولاً إلى أزمة البنزين والمحروقات التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي.
فعند الحديث عن ارتفاع الأسعار وتقلباتها، نجد أن التجار عند تحسن قيمة الليرة السورية لا يخفضون أسعار السلع، لكنهم عند انخفاض قيمة الليرة ولو بضع دولارات، فإنهم يسارعون إلى رفع الأسعار على الفور.
وبالانتقال للحديث عن المسألة التي تشغل بال السوريين في الوقت الحاضر والمتعلقة في تفاقم أزمة البنزين والمحروقات في سوريا بشكل أكبر، نجد أن الأزمة تحولت إلى فرصة وتجارة رابحة تدر ملايين الليرات على بعض السوريين.
وبحسب تقارير محلية، فإن بعض السوريين يحوّلون نقمة نقص المشتقات النفطية في البلاد إلة نقمة أكبر، إما من خلال رفع الأسعار في السوق السوداء بشكل مبالغ فيه، أو من خلال بيع دور التعبئة على البطاقات الممنوحة التي تحدد مخصصات كل سيارة سواءً عامة أو خاصة.
وأوضحت التقارير أن العاملين في بيع البنزين في السوق السوداء باتوا يحصلون على أرباح هائلة جداً يومياً مع وصول سعر لتر البنزين في السوق السوداء في سوريا اليوم إلى مستويات أعلى من حدود الـ 30 ألف ليرة سورية للتر الواحد.
ونوهت أنه بالإضافة إلى ارتفاع سعر اللتر في السوق السوداء، فإن معظم البنزين الذي يباع في هذه السوق يكون في معظم الأحيان مغشوشاً، إما عن طريق إضافة بعض الزهورات مع الماء أو أنه يكون في الأساس من نوعيات رديئة.
وبالتزامن مع ما سبق شكلت أزمة البنزين في سوريا فرصة لتحقيق عوائد مالية للأشخاص الذين يبيعون بطاقة الدور المخصصة لتعبئة الوقود، حيث تحول الأمر إلى تجارة رابحة تدر مبالغ مالية كبيرة على من يبيعون دورهم.
وبحسب مصادر محلية، فإن بيع بطاقة الدور المخصصة لتعبئة الوقود يتم من خلال منشورات على مجموعات مخصصة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل مجموعة “وين عبيت” التي نالت شهرة واسعة مؤخراً مع تفاقم أزمة المحروقات في البلاد.
اقرأ أيضاً: آلية جديدة لتوزيع المحروقات على وسائل النقل في سوريا تزامناً مع ارتفاع الأسعار وتخفيض المخصصات
وبينت أن الشخص الراغب في شراء بطاقة الدور ينشر على المجموعة أنه يريد شراء بطاقة دور مع تحديد المحافظة والمنطقة، ليرد عليه الراغبين ببيعها مع ذكر السعر الذي يناسبهم، ومن ثم يتم الاتفاق بين الطرفين عبر الرسائل.
كما أن الأشخاص الراغبين في بيع دور تعبئة البنزين ينشرون على المجموعات أيضاً مع تحديد السعر والمنطقة، ويتواصل معهم الأشخاص الراغبين بشراء الدور.
ويتراوح سعر بطاقة دور تعبئة البنزين في سوريا حالياً بين 200 وصولاً إلى 300 ألف ليرة سورية، وذلك وفق ما رصد موقع “طيف بوست” بعد متابعته للعديد من المجموعات السورية على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة.