أرقام صادمة لأسعار العقارات في سوريا.. كم عام يحتاج الموظف توفير راتبه كاملاً ليتمكن من شراء منزل؟
أرقام صادمة لأسعار العقارات في سوريا.. كم عام يحتاج الموظف توفير راتبه كاملاً ليتمكن من شراء منزل؟
طيف بوست – فريق التحرير
شهد الاقتصاد السوري تضخماً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أدى ذلك إلى اتفاع أسعار كافة السلع والمواد والخدمات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العقارات بشكل عام، لاسيما أسعار المنازل في الوقت الذي لا يزال فيه راتب الموظف السوري لا يشتري سوى وجبتي عشاء.
وضمن هذا السياق، تحدثت مصادر اقتصادية محلية عن أرقام صادمة لأسعار العقارات في سوريا في النصف الأول من عام 2024، حيث ارتفعت أسعار المنازل في سوريا بشكل غير مسبوق مؤخراً رغم وجود حالة ركود في سوق العقارات في البلاد.
وأشار الخبير الاقتصادي “شفيق عربش” في حديث لوسائل إعلام محلية أن شريحة كبيرة من السوريين غير قادرين مطلقاً على التفكير مجرد تفكير بشراء عقار أو منزل.
ولفت إلى أن الشريحة المقتدرة التي تشكل نحو 12 بالمئة من سكان سوريا، هي الشريحة الوحيدة التي بإمكانها شراء منزل أو عقار في ظل ارتفاع أسعار العقارات في سوريا بشكل مبالغ فيه وبعيد كل البعد عن الأسعار الواقعية.
ونوه الخبير إلى أن الموظف السوري يحتاج توفير راتبه بالكامل دون أن يصرف منه ليرة سورية واحدة لمدة 500 عام حتى يتمكن من شراء منزل في سوريا.
وأرجع “عربش” سبب ارتفاع أسعار العقارات والمنازل في سوريا في الآونة الأخيرة بشكل يتناقض مع الواقع لعدة عوامل وأسباب، من أهمها أن سوق العقارات أصبح وسيلة لغسل الأموال، بالإضافة إلى أن سوق العقارات في سوريا منذ أكثر من أربعين سنة لا تحكمه أي ضوابط أو قوانين وتسير الأمور ضمن هذا القطاع على مبدأ بائع ومشتري ومكتب وسيط.
وأشار الخبير إلى أن مسألة “غسل الأموال” تتم من خلال إخفاء العائدات التي يتم الحصول عليها بطرق غير قانونية عبر شراء عقارات وتسجيلها بأسماء أشخاص موثقين لفترة قصيرة وشرائها لاحقاً، حيث يتم بهذا الأسلوب تنظيف الأموال من أصولها القديمة.
ووفقاً للخبير فإن هناك عوامل أخرى أدت إلى ارتفاع أسعار العقارات في سوريا خلال الفترة الماضية، من ضمنها انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات، بالإضافة إلى وجود مضاربة في السوق.
اقرأ أيضاً: المنحة المالية “عيدية أم ضحك على اللحى”.. ماذا يشتري مبلغ 300 ألف ليرة سورية اليوم في سوريا؟
وانتقد “عربش” وصول أسعار المنازل في بعض المناطق في سوريا إلى أرقام خيالية، مثل منطقة يبرود التي وصل فيها سعر المنزل إلى مليار ليرة سورية أي ما يعادل 70 ألف دولار، حيث كان سعر المنزل في هذه المنطقة في السابق لا يتعدى الـ 25 ألف دولار في أحسن الأحوال، منوهاً أن سعر المنزل في حي التجارة في دمشق وصل إلى 12 مليار ليرة سورية أي ما يعادل 800 ألف دولار، مؤكداً أن هذه الأرقام مبالغ فيها بشكل كبير.
وكانت العديد من التقارير الإعلامية قد أشارت في وقت سابق إلى أن سعر المنزل في سوريا أو في مدينة دمشق وتحديداً في حي أبو رمانة قد أصبح في الوقت الحالي يساوي سعر منزل يطل على برج إيفيل في العاصمة الفرنسية باريس.