أخر الأخبار

من بينها مصالحة بين السعودية وقطر.. الشرق الأوسط مقبل على تغييرات جذرية

نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريراً تحدثت خلاله عن منطقة الشرق الأوسط والتغييرات الجذرية والتطورات الغير مسبوقة التي ربما تشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة.

وركزت الصحيفة على تسليط الضوء بشكل مباشر على العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، لاسيما علاقة قطر بكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

واستهلت تقريرها بالقول: “مرت حوالي 3 أعوام على قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بعد اتهامها بتمويل جماعات إرهـ.ـابية، والعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة”.

وأضافت الصحيفة: “يوم الاثنين الفائت خرجت بعض الشائـ.ـعات تفيد بحدوث محاولة انقـ.ـلاب في دولة قطر، هذه الحالة تذكرنا بأن منطقة الشرق الأوسط ربما بإمكانها التغلب على تفشي فيروس كورونا، لكنها ليس من السهل أن تتغلب على وباء التضليل الإعلامي في المنظور القريب”.

وأوضحت أن مقاطعة عام 2017 على قطر (أو الحـ.ـصار كما يطلق عليه القطريون)، كان نتيجة ثانوية عن المشهد الذي تجسد في المنطقة على خلفية ثورات الربيع العربي.

وأشارت إلى أن دول الخليج رفضت الدعم الإيديولوجي والسياسي والاقتصادي الذي تقدمه قطر للجماعات الإسلامية، لافتة أن الدوحة واضحة في دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وتنفي نفياً قاطعاً مساعدتها لجماعات متشددة أو مرتبطة بالقاعدة.

ولفتت إلى أن احتواء فيروس كورونا وقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على مواجهته وإمكانية نهوض الصين بعد فترة وجيزة، من الممكن أن يجبر دول الخليج على التكيف مع واقع جديد.

وكشفت الصحيفة نقلاً عن مصادرها الخاصة في دول الخليج بأن المحادثات بين قطر والسعودية قد اشتدت مؤخراً عبر قنوات خلفية، مؤكدة أن مصالحة بين الدولتين تلوح في الأفق، ومن المتوقع أن يسبق ذلك وقف القـ.ـصف الإعلامي المتبادل بين الطرفين”.

وحول العلاقات القطرية الإماراتية قالت الصحيفة إن الدولتين كانتا على خـ.ـلاف إيديولوجي منذ زمن، وفي الفترة الأخيرة أصبحت الدبلوماسية الطبية طريقة العمل الأولى في معـ.ـركة النفوذ بين البلدين.

أما بما يتعلق بالدول التي تشهد صراعات متواصلة، فترى “إندبندنت” أن الخـ.ـوف من انتشار فيروس كورونا في تلك البلدان قد أجبر الدول المتنافسة ووكلائها على الهدوء قليلاً، حيث أصبحت الشحنات القادمة إلى تلك الدول تحمل الأقنعة الطبية بدلاً من البنـ.ـادق والذخـ.ـائر.

اقرأ أيضاً: حقيقة بدء انسحاب القوات الإيرانية من سوريا.. مسؤولون إسرائيليون يوضحون!

وأكدت الصحيفة أن المتاعب الاقتصادية جراء انتشار فيروس كورونا بدأت محسوسة بالفعل، في العديد من الدول الخليجية، مشيرة على أن انخفاض أسعار النفط قد شكل اختباراً آخر لقوة الاقتصاد في دول الخليج.

وأضافت أن الركود الاقتصادي الحاصل بسبب تداعيات انتشار الفيروس التاجي، من المؤكد أنه سيخلق فرصاً لحدوث تطورات غير مسبوقة في المنطقة، موضحة أن الشرق الأوسط مقدم على تغييرات جذرية، قد تكون في مقدمتها مصالحة تاريخية بين السعودية وقطر.

وأشارت إلى أن السعودية عليها أن تتعامل بشكل أو بآخر مع قلة الاستثمارات الأجنبية في المرحلة القادمة، وذلك على المدى القريب، خاصة بعد انخفاض أسعار النفط والركود الاقتصادي.

أما على المدى البعيد فقالت الصحيفة، إن استقرار البلاد سيعتمد بالدرجة الأولى على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي ستطبقها في منطقة الشرق الأوسط مستقبلاً، خاصة مع اشتداد المنافسة مع الصين.

وأوضحت أنه في ضوء ما سبق فإن المملكة العربية السعودية في وضع يمكنها من قبول انفراج علاقاتها مع قطر، مشيرة إلى أن ولي العهد “محمد بن سلمان” قد أكد في أكثر من مناسبة أن المشكـ.ـلة مع قطر صغيرة جداً.

واعتبرت الصحيفة في الوقت نفسه أن تداعيات انتشار فيروس كورونا قد أثرت بشكل كبير على أقطاب المنطقة “السعودية وتركيا وإيران”، لافتة أنهم سيخرجون عقب احتواء الفيروس بكـ.ـدمات شديدة.

اقرأ أيضاً: خطة لتنظيم الجيش الوطني السوري بإشراف تركيا.. وأمريكا أبلغت روسيا والأسد بضرورة خروج إيران من سوريا

ولفتت أن ذلك سيكون عاملاً رئيسياً في إعادة ترتيب الأوراق من جديد في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها أشارت إلى إمكانية أن تستمر القطيعة بين قطر والإمارات على الرغم من كل ماسبق.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: “أن تداعيات انتشار فيروس كورونا قد رسمت خطوطاً جديدة لحقبة ما بعد ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط”، مؤكدة أن الفترة الجديدة ستبدأ قريباً.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: