أخر الأخبار

لم يثنيها التقدم بالعمر عن تحقيق حلمها.. طالبة سورية عمرها 79 عاماً على أبواب التخرج من الجامعة (صور/ فيديو)

لم يثنيها التقدم بالعمر عن تحقيق حلمها.. طالبة سورية عمرها 79 عاماً على أبواب التخرج من الجامعة (صور/ فيديو)

طيف بوست – فريق التحرير

في عالمنا الكثير من القصص لأشخاص يطلقون العنان لأحلامهم متجاوزين جميع الظروف المحيطة بهم التي غالباً ما تحول بينهم وبين تحقيق شغفهم والوصول إلى غايتهم المنشودة.

في السطور القادمة سنروي لكم قصة محفزة، لاسيما لأولئك الذين يضعون الأعذار والحجج الواهية بما يتعلق بمسألة إكمال تحصيلهم العلمي، حيث تكون حجة التقدم في العمر وعدم القدرة على الاستيعاب في غالب الأحيان في مقدمة تلك الأعذار.

السيدة “نجلاء برغل”  طالبة جامعية سورية تبلغ من العمر 79 عاماً، وتنتظر مع بداية دخولها عقدها التاسع التخرج من الجامعة، كما تطمح بمتابعة دراستها والحصول على درجة الماجستير أيضاً.

تقول “نجلاء” في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن تقدمها في السن لم يثنيها عن تحقيق حلمها بالتعلم والدخول إلى الجامعة، فهي الآن تدرس سنة رابعة (قسم المكتبات)، ومتبقي لها سنة واحدة للتخرج.

نجلاء برغل
نجلاء برغل على مقعد الدراسة

بدأت “نجلاء” تحقيق حلمها وشغفها بالتعلم عندما كانت في الرابعة والخمسين من عمرها، حينها تمكنت من الحصول على شهادة محو الأمية، وأصرت على إكمال تحصيلها العلمي لتنال شهادة التعليم الأساسي وهي في سن التاسعة والستين.

بعد ذلك قدمت امتحان الصف التاسع لعامين متتابعين دون تمكنها من النجاح، لكن ذلك كان دافعاً أكبر للمضي قدماً وتحقيق الحلم، على حد تعبيرها.

وبالفعل تمكنت “نجلاء” من النجاح في المرة الثالثة والحصول على الشهادة الإعدادية، وفي العام التالي قدمت امتحان المرحلة الثانوية ونجحت فيه، وحصلت على علامات تؤهلها لدخول الجامعة والتسجيل في قسم المكتبات الذي كانت ترغب به.

وحول ظروفها العائلية، قالت “نجلاء” أنها دائماً ما كنت تتلقى الدعم من زوجها الذي كان يشعر بالفرح والسعادة كلما نجحت في دراستها وتجاوزت مرحلة جديدة.

اقرأ أيضاً: مهرجان الطين في إدلب.. مبادرة لتسليط الضوء على حياة سكان المخيمات خلال فصل الشتاء (صور)

وتشير “نجلاء” إلى تعرضها في العديد من المرات للسخـ.ـرية من بعض الأشخاص الذين أسمعوها كلمات غير لائقة حول إصرارها على إكمال تعليمها والدخول إلى الجامعة وهي التي أكل الشيب شعرها، وفق ما قالت.

وتضيف: “رغم كل شيء لم أترجع عن هدفي المنشود، وعلى الرغم من أوضاعي المادية السيئة، إلا أنني كنت أعمل في جني الزيتون والليمون وغيرها من الأعمال من أجل إكمال تحصيلي العلمي”.

نجلاء برغل
نجلاء برغل في مكتبة الجامعة

وتؤكد “نجلاء برغل” أنها سعيدة جداً، فهي عندما تسير إلى الجامعة، تشعر وكأنها تذهب إلى المكان الذي لطالما عشقته وأحبته، وفق تعبيرها.

ولا يعكر صفو سعادتها أثناء الدراسة، سوى أنها تعـ.ـاني من بعض قلة الاستيعاب وبطئها في الكتابة، لكنها تستدرك ذلك وتتغلب عليه بالصبر والتمرين والمثابرة.

وحول مستقبلها بعد التخرج من الجامعة، تدرك “نجلاء برغل” أن عمرها وصحتها لن يسمحا لها بالعمل حتى وإن توفرت الفرصة.

أما عن سبب حبها واختيارها لدراسة تخصص “قسم المكتبات”، فتقول “نجلاء”: “أن المكتبات تعني الثقافة والعلم والتاريخ أيضاً، كما أنها تعني حلماً كبيراً بالنسبة لي، لذلك أعمل على تحقيقه بكل شغف”.

واختتمت نجلاء حديثها قائلة: “أحلامي لا تنتهي عندما أتخرج من قسم المكتبات، فأنا لدي طموح آخر بأن أكمل دراستي حتى أحصل على درجة الماجستير”.

وأضافت: “أنا مصممة على متابعة تحصيلي العلمي وتحقيق أحلامي وشغفي وحبي للعلم حتى آخر يوم في حياتي”.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: