أخر الأخبار

“الرجل الثاني في إيران”.. تعرف على “قاسم سليماني” ودوره في مواجهة الثورة السورية

أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بياناً صباح يوم الجمعة 3 كانون الثاني/ يناير 2020، أكدت من خلاله مقتل “قاسم سليماني” الذي كان يتولى قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقالت الوزارة في البيان أنه تم اغتيال “سليماني” في العاصمة العراقية بتوجيهات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أراد على ما يبدو أن يغيّر سياسته تجاه الملف الإيراني بشكل جذري حسب بعض المحللين.

ووجهـت وزارة الدفاع الأمريكية في بيانها أصابع الاتهام لـ “سليماني” بأنه كان يخطط لضرب المصالح الأمريكية وبعض دبلوماسيها وموظفيها في العاصمة العراقية ومنطقة الشرق الأوسط عموماً.

وبعد البيان الذي أكد مقتل “سليماني” تولت تصريحات الساسة الأمريكيين للتعليق على العملية، حيث علق عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، النائب في الحزب الديمقراطي “كريس ميرفي” بقوله: “سليماني كان من أخطر أعداء أمريكا”.

وتسأل “ميرفي” عن إمكانية أن تتطور الأوضاع في الشرق الأوسط بعد عملية اغتيال رجل بحجم “قاسم سليماني” الذي يعد من أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية، وهل من الممكن أن تؤدي إلى حرب مفتوحة كبيرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية؟

قاسم سليماني في سطور

قاسم سليماني من مواليد مدينة قم الواقعة في جنوب شرقي إيران، ولد عام 1955، وينحدر من أسرة تعمل في الزراعة، لكن “سليماني” لم يعمل بالزراعة، بل كان يعمل عاملاً في البناء.

أما بالنسبة لتحصيله العلمي فهو نال الشهادة الثانوية ولم يكمل تعليمه بعدها، بل عمل كموظف في البلدية بمنطقة كرمان في قسم دائرة المياه، وفي عام 1980 انضم إلى حرس الثورة الإسلامية بعد أن نجح الانقلاب على حكم الشاه الإيراني عام 1979.

كان له مشاركة في حرب إيران مع العراق بين أعوام 1980 – 1988، حيث كان يحمل صفة قائد عسكري في تلك الأثناء، وخلال الحرب أصبح من بين أهم القادة العسكريين الإيرانيين، إذ تمت ترقيته عدة مرات خلال فترة الثمانينيات.

بعد الحرب التحق “سليماني” بالحرس الثوري بعد تأسيسه لحماية حكم الخميني، وصد أي محاولات قد يقوم بها الجيش الإيراني للانقلاب على الحكم، وفي عام 1998 اسندت إليه مهمة قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وحصل في عام 2011 على ترقية خاصة إلى رتبة لواء.

سليماني.. “ثاني أقوى شخص في إيران”

يعتبر “قاسم سليماني” من بين أقوى وأهم الشخصيات العسكرية في إيران، وهو يقود فيلق القدس منذ أكثر من عشرين عاماً، ويحمل رتبة لواء منذ قرابة العشر سنوات.

ومن أبرز المهام التي كان يقوم بها فيلق القدس هو تنفيذ المهمات السرية خارج الأراضي الإيرانية، ومنذ بداية الألفية الثانية ويحاول “سليماني” أن يقيم ما يعرف بالهلال الشيعي الذي يهدف إلى ربط طهران ببيروت عبر السيطرة على بغداد ودمشق والوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، ونشر المذهب الشيعي بين في بلاد الشام عموماً.

وتقول الصحافة الغربية عن “سليماني” إنه الرجل الذي استطاع أن يضع كافة إمكانات دول شرق المتوسط تحت تصرف إيران والمصالح الإيرانية، وذلك عبر إنشاء تشكيلات عسكرية تعمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر في العراق وسوريا ولبنان، كما أنه على علاقة مباشرة بالحوثيين في اليمن.

قاسم سليماني وعلاقته بالملف السوري

قاسم سليماني أو رأس الحربة لإيران في المنطقة، ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011، بدأ يلعب دوراً هاماً في مجريات الأحداث في سوريا، وقد قاد بنفسه معارك كثيرة من أبرزها معركة القصير، وذلك وفقاً لتقارير نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية.

ووفقاً لبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية فإن “قاسم سليماني” قد شكل رأس الحربة في عملية الدفاع عن نظام بشار الأسد ومنع سقوطه منذ عام 2011 وحتى مقتله، إذ كان سليماني يشرف بشكل مباشر على الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري في العديد من المناطق على امتداد الجغرافية السورية.

ومن أبرز ما قام به “سليماني” في مواجهة ثورة الشعب السوري، هو جعل العراق جسراً لوجستياً لمد قوات الأسد بالعتاد والعنصر البشري، وسهّل عبور المعدات القادمة من إيران عبر الأراضي العراقية خلال السنوات الماضية، لأن بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا كان يعد من أهم الأجندات التي يلتفت لها سليماني من أجل نجاح مشروع الهلال الشيعي الذي قاده بنفسه خلال عقدين من الزمن. 

وقد قال “سليماني” بشكل صريح في عام 2013، في كلمة ألقاها بحضور مجلس الخبراء الإيراني، أن سوريا هي خط دفاع أول عن المقاومة، وأن هذا الأمر يعتبر من الحقائق التي لا شك فيها.

دوره في مواجهة الاحتجاجات الشعبية في العراق

وكان الدور الأخير الذي لعبه “سليماني” في المنطقة، هو مواجهته للمظاهرات الشعبية التي خرجت ضد نظام الحكم في العراق، حيث قام سليماني بزيارة العاصمة العراقية خلال الشهرين الماضيين كثيراً، وحاول أن يرسم سيناريوهات مواجهة الاحتجاجات وقمع المتظاهرين وإخماد الحراك الشعبي، وترسيخ السطوة الإيرانية على الأراضي العراقية والقرار السياسي لبغداد.

ولا يخفى على أحد الدور الذي كان يلعبه سليماني في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، إذ أسس ما يعرف بفيلق بدر وجيش المهدي، كما دعم حركة النجباء وعصائب أهل الحق وسهل عملية عبورهم إلى سوريا.

وانتهى به المطاف في بغداد صباح يوم الجمعة 3 كانون الثاني/يناير 2020، بعد ان استهدفته الطائرات الأمريكية المسيرة، حيث لقي مصرعه مع بعض القادة التابعين للحشد الشعبي العراقي من بينهم أبو مهدي المهندس، كما أعلنت وكالة “رويترز” أن من ضمن القتلى قياديين من ميليشيا حزب الله، دون الكشف عن هويتهم، بينما نفى زعيم ميليشيا حزب الله “حسن نصر الله” مقتل إلى شخص تابع للحزب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: