أخر الأخبار

الغارديان: رهانات تركيا مرتفعة وأردوغان لا يخشى شيئاً ومستعد للمغامرة

أردوغان لا يخشى شيئاً ومستعد للمغامرة.. ورهانات تركيا مرتفعة في الوقت الذي بدأت فيه مياه البحر المتوسط تسخن

طيف بوست – مترجم

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً، سلطت من خلاله الضوء على أبرز إنجازات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا خلال الفترة الماضية ضد قوات “خليفة حفتر” الجنرال المتمـ.ـرد شرق البلاد.

وجاء في مقدمة تقرير الصحيفة الذي نشرته تحت عنوان “من إدلب إلى طرابلس: تركيا تأخذ زمام المبادرة في ليبيا”، حوار مع الشاب السوري “وائل عمرو” حول رحلته من إدلب إلى الأراضي الليبية.

وقال “عمرو” للصحيفة إن رحلته عبر الطائرة من إدلب إلى الأراضي الليبية لم تكن جميلة ومريحة مثل ما شاهد الرحلات عبر الطائرات في الأفلام.

وبدل أن تكون رحلة من أجل السياحة أو الزيارة كانت رحلة إلى ليبيا للمشاركة في الأعمال القتـ.ـالية، هذا ما قاله الشاب السوري “وائل عمرو” لصحيفة “الغارديان” حول رحلته من إدلب عبر تركيا وصولاً إلى ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن “عمرو” قوله :” أخبروني بأنني سأكون في خط دعم الوحدات الطبية في مقابل الحصول على مبلغ جيد من المال، لكنني اكتشفت أن القـ.ـتال هنا أسوأ من أي شيء جربته في سوريا، هنا القتـ.ـال عن قرب في شوارع ضيقة”.

وأضاف: “بعض الشباب السوريين قدموا إلى ليبيا من أجل الحصول على المال، وآخرين قالوا أنهم جاؤوا إلى هنا لمساندة أبناء الشعب الليبي ضد الطغاة”، وفق تعبيره.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد اتخذ في نهاية عام 2019 قراراَ جريئاً بتقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف دولي.

وأوضحت أن “أردوغان” وعندما شعر أن قوات “خليفة حفتر” ربما اقتربت من الدخول إلى طرابلس، قرر التدخل هناك، بعد أن وقع مع حكومة الوفاق عدة معاهدات حول الحدود البحرية ودعم تركيا لقوات الحكومة عسكرياً، الأمر الذي أزعج خصـ.ـوم تركيا في المنطقة.

وفي هذا الصدد يقول “أنس الغماطي” مدير معهد الصادق في طرابلس: “كانت حكومة الوفاق تفتقد الدعم العسكري والدبلوماسي ولكن ليس أموال النفط بعد”.

وأضاف: “تحرك تركيا كان ذكياً جداً، فعبر الدعم المقدم لحكومة الوفاق تتطلع أنقرة للحصول على مليارات الدولارات في مشاريع الإنشاءات، حيث ستكون في مقدمة الدول التي ستستفيد من عملية إعادة الإعمار في ليبيا مستقبلاً”.

اقرأ أيضاً: بعد سوريا.. أنظمة الدفاع الجوي الروسية تتهاوى أمام المسيرات التركية في ليبيا

ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى دور الطائرات التركية المسيرة في قلب موازين القوى، مشيرةً إلى النجاح الباهر الذي حققته طائرة “بيرقدار” في تعديل الكفة لصالح قوات حكومة الوفاق، في الوقت الذي تتراجع فيه قوات “حفتر” وتخسر الموقع تلو الآخر خلال الأيام القليلة الماضية.

وأشارت إلى أن روسيا لم تعد راضية عن أداء “خليفة حفتر” بعد الانسحابات الأخيرة، مؤكدة أنه في المقابل توجد لدى تركيا رهانات تبدو مرتفعة وليس من السهل التخلي عنها.

كما يوضح تقرير “الغارديان” أن ذكريات المواجهة بين روسيا وتركيا في إدلب مع بداية العام الحالي لا تزال في حسبان الطرفين.

وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الذي يحكم تركيا منذ 17 عاماً لم يعد يخشى شيئاً، لافتة أنه مستعد للمغامرة في الوقت الذي بدأت فيه مياه البحر المتوسط تزداد سخونة، على حد تعبير “الغارديان”.

وأوضحت أن “حفتر” أجبر على الانسحاب الجزئي من عدة مناطق قرب طرابلس، أما بالنسبة لجانب الحدود البحرية من المعاهدة بين تركيا وحكومة الوفاق فقالت الصحيفة، إن هذا الجانب أزعج اليونان لأنه يقطع المياه البحرية لها.

وأشارت إلى أن الدول الأوروبية هددت تركيا بعقـ.ـوبات جديدة بسبب العمليات التركية بالقرب من شواطئ قبرص.

اقرأ أيضاً: تركيا تنشر منظومة دفاع جوي في مطار “تفتناز”.. والجيش التركي يرسل تعزيزات كبيرة إلى عمق إدلب

ورأت أنه حتى في حال رفض المحاكم الدولية للاتفاق المبرم بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية، إلا أن تركيا نجحت بفضل هذا الاتفاق بتأخير مشاريع التنقيب المشتركة التي أعلنت عنها بعض الدول التي تنافس أنقرة على المشاريع مثل اليونان وقبرص وإسرائيل.

وفي هذا الشأن قال “مصطفى كارهان” مدير شركة استشارات الطاقة “دراغون كونسالتنسي” إن حصول تركيا على الغاز من البحر المتوسط لا يعتبر مشروعاً اقتصادياً، حيث أن إمدادات الغاز ليست ضرورة مالية ملحة لأنقرة في الوقت الراهن.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: