صحيفة: سوريا أصبحت في حالة “ستاتيكو”.. ومخطط روسي جديد تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد..!
مخطط روسي جديد في سوريا تحضيراً لمرحلة ما بعد الأسد
طيف بوست – فريق التحرير
نشرت صحيفة “القبس” الكويتية تقريراً سلطت من خلاله الضوء على الخيارات المطروحة أمام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بما يتعلق بالملف السوري في ظل التطورات والمستجدات الأخيرة على الساحة الدولية.
وأفادت الصحيفة في تقريرها أن الروس باتوا يسابقون الزمن من أجل تنفيذ مخططاتهم في سوريا من أجل الحفاظ على المكتسبات والمصالح الروسية قبل نهاية العام الجاري.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن موسكو تبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، على أن تكون التسوية مفصلة على مقاس المصالح الروسية قبل نهاية العام الجاري، أي قبل وصول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض.
وأشارت المصادر أن روسيا تعد الآن الخاسر الأكبر من الناحية الاقتصادية بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ مؤخراً، وأنها تريد ضمان حصولها على عائدات ضخمة جراء تدخلها المباشر لمساندة نظام الأسد.
وأوضحت “القبس” أن سوريا أصبحت الآن في حالة “ستاتيكو” هذا المصطلح الذي يعرف بأنه قانون لإبقاء على الأوضاع الراهنة في مكان جغرافي محدد على ما هو عليه، ومحاولة عدم إجراء أي تغييرات تذكر من كافة النواحي إن كان على المستوى الميداني أو السياسي.
وأضافت أن روسيا تحاول أن تبقي الوضع في سوريا على ما هو عليه، وذلك في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية التي سيكون لها دور كبير في حسم الأمور بما يتعلق بالتفاهمات حول الملف السوري.
أما بالنسبة للخطط الروسية، تحدث مصدر سوري معارض لصحيفة “القبس” قائلاً: “إن روسيا تحاول أن تلتف على قانون قيصر من البوابة الجنوبية لسوريا، فالقانون يضر بموسكو بشكل كبير، لذلك تعمل على عدة أصعدة من أجل أن تضع بأيديها ورقة تفاوضية رابحة في الفترة المقبلة”.
وأضاف المعارض السوري، أن الروس يحاولون تثبيت نفوذهم العسكري جنوب سوريا، في درعا والسويداء من أجل أن تخلق مناطق استراتيجية خاصة بها، كون المناطق الأخرى تقع إما تحت سيطرة واشنطن أو أنقرة أو طهران أو قوات سوريا الديمقراطية أو فصائل المعارضة أو قوات نظام الأسد.
أقرأ أيضاً: اندبندنت: توافق “أمريكي ــ روسي ــ تركي” على إخراج إيران من سوريا.!
وفي هذا الصدد اعتبر الكاتب السياسي “خضر الغـ.ـضبان” في حديث مع صحيفة “القبس” أن موسكو ترغب بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا، خاصة بعد أن نجحت بالوصول إلى المياه الدافئة عبر إنشاء قاعدة “طرطوس” البحرية.
ورأى أن “بوتين” حقق مكتسبات جيواستراتيجية بفضل التدخل الروسي في سوريا، موضحاً أن القيادة الروسية أصبحت مدركة أن كل تلك الانتصارات الميدانية يجب أن تترجم إلى مكاسب وامتيازات تحصدها روسيا في الأيام القادمة.
مخطط تقسيم سوريا
وفي هذا السياق يقول مصدر سوري معارض في حديث مع “القبس” أن اللقاءات التي جرت مؤخراَ بين مسؤولين روس ورئيس الائتلاف الأسبق “معاذ الخطيب” في الدوحة، جاءت في إطار محاولة روسيا إقناع الخطيب بالانخراط بتشكيل حكومة يكون صلبها المعارضة المعتدلة لإدارة المناطق الجنوبية من سوريا حتى لا تشملها العقـ.ـوبات الأمريكية.
ولفت المصدر أن هناك تحضيرات روسية لمرحلة ما بعد الأسد، مشيراً أن المسؤولين الروس اجتمعوا مع أكثر من 10 شخصيات معارضة وليس “الخطيب” وحده، وذلك من أجل التوصل إلى رؤية واضحة بشأن عملية التسوية السياسية في البلاد بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وحول الأحاديث المتداولة عن تخلي روسيا عن بشار الأسد يرى “الغـ.ـضبان” أن النظام السوري أصبح شكلياً، وأن الروس ينتظرون التسوية على أساس “الحل السياسي مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار”، مشيراً إلى أن بوتين مستعد للتفاوض بهذا الشأن.
وأضاف: “إن القيادة الروسية متمسكة برأس النظام السوري بشار الأسد فقط كواجهة من أجل أن تستمد روسيا شرعية تواجدها في سوريا”، موضحاً أن الروس يدركون جيداً أن الحل في سوريا مرتبط بشكل كامل بتنفيذ القرارات الأممية بموجب مسار جنيف واللجنة الدستورية.
اقرأ أيضاً: روسيا تبيع بشار الأسد وتشتريه.. هذا ما تنتظره موسكو للتخلص من نظام الأسد..!
وبحسب “الغـ.ـضبان” فإن نجاح ما تسعى روسيا لتحقيقه في جنوب سوريا، يتوقف على عدة عوامل من أهمها قدرة القيادة الروسية على جمع أكبر عدد من الشخصيات المعارضة حول الطرح الروسي الجديد.
كذلك هناك مساعي روسية لتأمين دعم عربي وإقليمي للمبادرة الروسية الجديدة، حيث تنتظر موسكو كيفية تعاطي الإدارة الأمريكية معها، فنجاح المبادرة يتعلق بعدة أمور سياسية من أهمها وجود من يدعم ومن يشارك ومن يغطي هذا الطرح الروسي.