لماذا ينقل نظام الأسد قواته إلى البادية وما الرسائل الروسية الجديدة بشأن إدلب؟
لماذا ينقل نظام الأسد قواته إلى البادية وما الرسائل الروسية الجديدة بشأن إدلب؟
طيف بوست – فريق التحرير
واصل نظام الأسد خلال الأيام القليلة الماضية عملية نقل عدد من قواته من خطوط التماس مع المعارضة السورية شمال غرب سوريا إلى منطقة البادية السورية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن النظام السوري يسعى من خلال هذا الإجراء إلى تأمين الطرق الرئيسية في تلك المنطقة، خاصةً بعد تزايد نشاط تنظيم “الدولة” هناك”.
وأشارت المصادر أن نقل النظام لقواته يعزز الاعتقاد بأن محافظة إدلب لن تكون في المدى القريب مسرحاً لأي عملية عسكرية واسعة النطاق.
فيما نقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر في المعارضة السورية تأكيدها أن عناصر تابعين للفرقة الرابعة التي يقودها “ماهر الأسد” شقيق رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد أخـ.ـلوا مواقعهم جنوب إدلب وشمال حماة، متجهين نحو تدمر وباديتها في ريف حمص الشرقي.
وبينت المصادر أن تحركات قوات النظام في الآونة الأخيرة تدل أن من أولوياتها حماية الطرق في البادية، لاسيما الطريق الآتي من محافظة الرقة إلى مدينة سلمية على تخـ.ـوم البادية.
في غضون ذلك، رأى المحلل العسكري، العميد “أسعد الزعبي” أنه وبالرغم من تحرك النظام نحو البادية إلا أن محافظة إدلب تبقى الهــ.ـدف الأهم لروسيا ونظام الأسد.
وأشار في حديثه للموقع أن نقل النظام لقواته إلى البادية السورية ربما يأتي في إطار خــ.ـشية نظام الأسد من سيطرة إيران على كامل تلك المنطقة، الأمر الذي يدفعه لتعزيز تواجده هناك.
فيما اعتبر العقيد “أحمد رجب”، وهو قيادي في فصيل “حركة وطن” التابع للمعارضة السورية، أن هدف نظام الأسد الأساسي من وراء نقل القوات إلى البادية يندرج في سياق محاولته إيهـ.ـام العالم أنه يواجـ.ـه الإرهـ.ـاب المتمثل بتنظيم “داعـ.ـش”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه روسيا إرسال المزيد من الرسائل لكل من تركيا والمعارضة السورية بشأن الأوضاع الميدانية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وتمثلت الرسائل الجديدة بتصـ.ـعيد روسي جديد عبر استهــ.ـداف بلدة “بسنقول” الحيوية التي تقع على الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية مروراً بريف إدلب الجنوبي والغربي.
وبحسب المحللين فإن مفاد الرسائل الروسية الموجهة لتركيا والمعارضة هو أن الروس مازالوا راغبين بالسيطرة على ذلك الطريق، وأن الوصول إليه هو هــ.ـدف روسي استراتيجي.
اقرأ أيضاً: جيفري يتحدث عن أجواء إيجابية وتنسيق عالي المستوى بين تركيا وأمريكا بشأن إدلب والملف السوري!
تجدر الإشارة إلى أن المعطيات في محافظة إدلب وما حولها مازالت غامضة إلى حد كبير، وعـ.ـصية على الفهم، وذلك بالرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده تلك المنطقة منذ الإعلان عن اتفاق التهدئة بين روسيا وتركيا مطلع شهر آذار/ مارس من عام 2020.
وضمن هذا السياق، يرى معظم المحللين أن روسيا قد تتجه لعمليات عسكرية محدودة جنوب إدلب، مؤكدين عدم قدرة موسكو ونظام الأسد على شن عملية موسعة في المنطقة، وذلك نظراً لوجود اعتبارات سياسية ودولية تؤكد أن لإدلب و ما حولها وضع خاص مغاير عن بقية مناطق خفض التصـ.ـعيد التي سيطرت عليها روسيا في وقت سابق.