مجلة أمريكية: صراع على الغنائم داخل عائلة بشار الأسد والأرض باتت تهتز تحت قدميه..!
صراع على الغنائم داخل عائلة بشار الأسد.. مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تتحدث خلافات داخل الطائفة العلوية وعائلة الأسد تحديداً
طيف بوست – متابعات
تحت عنوان “الحـ.ـرب وصلت إلى داخل عائلة الأسد” نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً أعدته “أنشال فوهرا” قالت فيه إن الديكتاتور السوري ربما سحــ.ـق الانتفاضة ولكن الأرض باتت تهتز من تحت قدميه.
وبدأت فيه بالقول إن علي سليمان الوحـ.ـش نال لقب “الأسد” في العشرينات من القرن الماضي لأنه ناشد الفرنسيين حماية الطائفة العلوية في سوريا ذات الغالبية السنية.
وقرر اتخاذ لقب “الأسد” بدلاً من اسم العائلة الوحـ.ـش، ولم يكن يعرف أن أبناءه وأحفاده سيحكمون يوما سوريا بل وسيختلفون على غنائم الدولة.
وكان الصدع في العائلة واضحاً في الثمانينات من القرن الماضي عندما حاول رفعت الأسد الإطاحة بشقيقه “حافظ” الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب قبل عقد من الزمان.
واستطاع حافظ تهميش شقيقه وعلم ابنه بشار كيفية قمـ.ـع التمـ.ـرد في مهده، عائلياً كان أم غير ذلك. وتعلم بشار الدرس كما يظهر من طريقة قـ.ـصفه للمدن السورية وقتـ.ــله وتشـ.ـريده الملايين من شعبه الذين وقفوا ضده، وفعل نفس الأمر مع عائلته، أبناء العم والخال، حيث شدد قبضته عليهم من خلال حوافز مالية أو التـهـ.ـديد.
وفي الشهر الماضي حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد تحدى رامي مخلوف، ابن خال الرئيس وأغنى رجل في العائلة، الرئيس الذي طالبه بدفع 230 مليون دولار عن ضرائب متأخرة بشكل مزق مظهر التضامن داخل العائلة، ومنذ ذلك الوقت صدرت أصوات من داخل العائلة تثير أسئلة حول فعالية حكومة نظام الأسد، موجهين أسهم النقد وإن بطريقة غير مباشرة له.
ويعتبر نقد مخلوف لنظام الأسد نقطة محورية، لأن بشار لو خسر دعم وتضامن عائلته وأبناء طائفته فهناك أسئلة حول قدرته على النجاة والبقاء في الحكم.
وفي الوقت الذي تعامل فيه مخلوف مع طلب دفع أموال كاستـ.ـفزاز نظر إليه الأسد عبر منظور تبادل المصالح. فثروة مخلوف التي تقدر بـ 5 مليارات دولار وتضم شركات كبرى مثل سيرياتل لم يكن ليحصل عليها لولا علاقته مع النظام ومباركته.
وتواجه سوريا اليوم أوضاع اقتصادية خــ.ـانقة حيث هبط سعر الليرة السورية من 50 ليرة للدولار قبل عام 2011 إلى 3.000 ليرة للدولار عام 2020. وتبلغ نسبة السكان الذين يعيشون في الفـ.ـقر 90%، والدولة والحالة هذه بحاجة إلى مساعدة من مخلوف، إلا أن هذا المنطق لم يكن مقنعاً له.
ففي أيار/مايو نشر عدداً من لقطات الفيديو على صفحته في “فيس بوك” والتي وإن كانت حافلة بالمجاملات إلا أنها حذرت من خسارة الأسد قطاعاً واسعاً من أبناء الطائفة العلوية، بما في ذلك الميليـــ.ـشيا التي يدفع لها رجل الأعمال.
وحاول مخلوف استغـ.ـلال خطوط التـ.ـوتر الطائفي من خلال التلميح لوجود صدع مع زوجة الرئيس، أسماء، والذي لمح إلى أنها تحاول سـ.ـرقة أموال الطائفة العلوية، بشكل شكك من التزام الرئيس بحماية الطائفة.
ومن هنا منح الخـ.ـلاف أملاً لمعارضي الأسد داخل النظام الذين يأملون أن يخرج ضعيفاً من المواجـ.ـهة داخل العائلة والنظام، حتى لو قاوم الأسد أي تحد له بالقوة.
اقرأ أيضاً: أمريكا تعلن رسمياً بدء تطبيق قانون قيصر.. و”رويترز” توضح تأثيرات القانون على نظام الأسد والمواطن العادي
وتشير الكاتبة إلى ريبال الأسد، 45 عاماً، وهو ابن رفعت الأسد، الذي دخل عام 1994 بمواجـ.ـهة مع بشار أمام فندق شيراتون. وطلب منه والده مغادرة البلاد. وعندما حاول ركوب الطائرة أوقفه رجال مسـ.ـلحون و احتجزوه لساعة أو أكثر وأفرج عنه بعد تهــ.ـديد رفعت شقيقه حافظ أنه سيدخل معه معـ.ـركة شوارع لو “مس شعرة من رأس ابنه”.
ويعيش ريبال في إسبانيا اليوم ووصف لقطات فيديو مخلوف بأنها مجرد “حيلة تهــ.ـديد” وضحك عندما شاهدها. وقال: “أعرف شخصياً رامي، فهو جبـ.ـان ولن يواجه النظام وهو لا شيء بدون بشار” و”يمكنك خسارة حياة بطريقة أقل علاوة على تحدي بشار عبر منصات التواصل، هذا مجرد عرض.
ويحاول بشار استخدام رامي لكي يخبر الروس أنه سيخسر الدعم داخل العلويين وستؤثر على مصالحهم في المناطق الساحلية حيث تقع قاعدتهم البحرية والجوية”، وذلك حسب ما ترجم موقع صحيفة “القدس العربي“.
وتذكر ريبال أحداث 20 تشرين الأول/أكتوبر 1999 عندما تعرض بيت عائلته في اللاذقية لهـ.ـجوم عسكري، وذلك للتأكد من خلافة بشار لا رفعت لحافظ الأسد.
وقال: “كان عمي حافظ مريضاً وخلافته مسألة وقت. وكان النظام يريد تمرير الحكم لبشار والتأكد من عدم وجود معارضة له وسـ.ـحق أي شخص يعارضه، ولهذا السبب هاجـ.ـموا بيتنا وأنصارنا”.
ويرى بسام بربندي، الدبلوماسي السابق المقيم في أمريكا، أن جرأة دريد تحمل مصالح خفية “فهذه الصراحة لا يمكن التسامح معها”. و”الآن يتحدى دريد بشار بوضوح لكي يقدم والده، رفعت، كبديل.
اقرأ أيضاً: قبل ساعات من تطبيقه.. أمريكا تنشر تعليمات توضيحية حول “قانون قيصر”..!
ولو لم يكن يعرف أن الطائفة غير غــــ.ـاضبة من الأسد لما تجرأ على هذا”. وتعلق فوهرا هنا بالقول إن ريبال ودريد، في جزء من معارضتهما للنظام، مدفوعان بمزاعم عائلتهما في الزعامة السياسية.
أما العائلة الأخرى التي تحاول العودة فهي عائلة وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس. وكان ابنه مناف من دائرة بشار المقربة قبل انشقاقه عن النظام. وهو يقيم الآن في باريس. وأشار مناف في تصريحات لصحف روسية إلى أن هناك بدائل عن الأسد لو كانت موسكو مهتمة.
ويعتقد فراس طلاس، رجل الأعمال المقيم في الإمارات العربية المتحدة، أن شقيقه هو بديل عن بشار ولكنه لن يعود إلى سوريا إلا “عندما يغادر بشار”. وفي الوقت الحالي تبدو روسيا مهتمة بالسيطرة على بشار لا استبداله. ومن السهل عليها السيطرة عليه في قابل الأيام أكثر من قدرته على التحكم بالبلاد.
المصدر: القدس العربي