شاب سوري يروي قصة عودته من ألمانيا إلى الوطن وماذا حدث معه في مطار دمشق ويوجه رسالة ندم!
شاب سوري يروي قصة عودته من ألمانيا إلى الوطن وماذا حدث معه في مطار دمشق ويوجه رسالة ندم!
طيف بوست – فريق التحرير
روى أحد الشبان السوريين من الذين يعيشون في ألمانيا بصفة لاجئين، قصة عودته إلى الوطن بعد غياب طويل، حيث شرح بالتفصيل ما حدث معه بالتفصيل الممل، ابتداءً من لحظة وصوله إلى صالة الاستقبال في مطار دمشق الدولي وحتى وصوله إلى منزله.
واستهل الشاب حديثه بالقول: “قطعت تذكـ.ـرة لدمشق وكـ.ـان الشوق بداخلي، جهزت حقـ.ــائب السفر وأنا اعلم أن هذا القرار هو مـ.ـصيري ولا يمكن التراجع عنه”.
وأضاف: “كان كل ما يدور برأسي أنه أخيراً سأعود والتــقي بكــل من أحبهم.. سألتقي بأمـ.ـي بعد هذه السنـ.ـوات كنت خـ.ـائـ.ـف وبذات الوقت متـ.ـلـهف جدً إلى العودة”.
وفي خضم هذا الأفكار، أشار الشاب إلى أنه ذهب إلى المطار، لافتاً أن الحكاية بدأت من هنا على خلفية اتصال بعض أصدقائه به ليخبروه أن ما سيفعله هو شيء من الجنون أو الجنون بحد ذاته، حيث كانت الأحاديث كلها تدور في فلك العبارة التالية: “كيف تترك مستقبلك هنا وتذهب إلى مـ.ـصير مجهول..!؟”.
ونوه الشاب في سياق حديثه إلى أن بدأ يشعر بشيء من الارتباك أثناء تواجده في المطار، مضيفاً بالقول: “قد فات الأوان يجب العودة نفسي لم تعد تستطيع الصـ.ـبـ.ـر أكثر وآلـ.ـم الغربة قد مـ.ـزق داخلي ولم أعد استطيع التحمل أكثر”.
وأردف: “أخيرً الآن أنا داخل الطـ.ـائرة.. أجلس واستمع إلى تعليــ.ـمـ.ـات مضيفة الطيران وأنا ابتسم رغم خـ.ـوفي بعض الشيء من المصير الذي ينتظرني”.
وتزامناً مع هذه الأحاسيس المختلطة بين الشوق والحيرة والخوف، هبطت الطائرة في مطار دمشق الدولي، وهنا يقول الشاب: “حين هبطت الطائرة، ذهب الارتباك بشكل مفاجىء، خاصةً عندما رأيت أمي واحتضنتها لأكثر من نصف ساعة، حيث كانت الد.موع تنهمر وكأنها تتكام عن مدى الشوق والألـ.ـم في ذات الوقت”، وفق وصفه.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تفقد جزءاً كبيراً من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي وهذه أسعار الذهب محلياً وعالمياً!
وبعد وصول الشاب إلى منزله، أشار إلى أن التساؤلات بدأت تراوده.. أين أنا الآن ولماذا أنا هنا.. مبيناً أن القـ.ـلق والخوف والرهـ.ـبة من القادم بدأت تسطير على أفكاره، إلى أن قرر الذهب في جولة داخل الحي.
وأضاف: “أثناء تجولي في الحي، وقفت انظر إلى الأشخاص باستغراب.. الجميع قد تغير والناس لم يكونوا كما كانوا قبل هـ.ـجـ.ـرتي”.
وتابع قائلاً: “الشوارع متـ.ـغيرة جدران المدرسة والمنازل متهـ.ـالـ.ـكة.. هنا بدأت بالتفكير.. هل أنا من عـ.ـاش هنا..!؟.. هل أنا من درس هـ.ـنـ.ـا وترعـ.ـرع في يوماً من الأيام.. هل هذا فعلاً المكان الذي أمـ.ـضـ.ـيت به طفولتي ومراهـ.ـقـ.ـتي.. أين أنا بــ.ـحـ.ـق رب السماء”.
وبعد ذلك لفت الشاب أنه جلس على قارعة الطريق وبدأت عيناه تذرف بالدموع، منوهاً أنه في تلك الأثناء أيقن بأن الوطن هذا لا يمثله.. وبأنه بدأ يشعر بغربة أقسى بكثير من أيام الغربة التي كانت خارج الوطن.
اقرأ أيضاً: مصادر تتحدث عن لعبة خبيثة يلعبها البنك المركزي السوري تزامناً مع الهبوط القوي بقيمة الليرة السورية
وأشار الشاب حينها إلى أنه لم يتمكن من التألم مع الواقع الذي شاهده، لاسيما وأن ملامح الحـ.ـزن كانت واضحة جداً ومخيمة على وجوه الأشخاص الذين التقى بهم أثناء الجولة في الحي الذي نشأ وترعرع فيه.
وأردف بالقول: “هنا قررت العودة إلى منزلي وقلبي يكاد يـ.ـذرف الد.موع.. لا أريد أن أجعل أمي تشعر بأنني قد ندمـ.ـت أشد الـ.ـندم على قـ.ـراري الطائش والمتـ.ـهـ.ـور.. لا أريد أن أظهر خـ.ـيـ.ـبة أملي”.
ولفت الشاب إلى أنه كان يبتسم كل صباح ويبـ.ـكي في الليل حين يخلد إلى النوم وحيداً، وذلك نظراً لما شاهده من تردي في الأوضاع المعيشية والاقتصادية الكـ.ـارثية التي يعاني منها الناس في سوريا، لاسيما أولئك الأشخاص الذين كان يعرفهم قبل هجرته إلى ألمانيا وشاهد كيف تغيرت أحوالهم اليوم.
اقرأ أيضاً: مصادر تتحدث عن لعبة خبيثة يلعبها البنك المركزي السوري تزامناً مع الهبوط القوي بقيمة الليرة السورية
وأضاف بالقول: “عندما أجـ.ـلس مع أمي كانت تلك العـ.ـيون تقول لي لمـ.ـاذا عدت يا بني لماذا…؟.. كان الـ.ـخـ.ـوف يكبر في داخلي.. حينما يدق باب المنزل ابدأ بالتـ.ـخـ.ـيل أن الأمـ.ـن جاء لاعتـ.ـقـ.ـالي بسبب هجرتي والتهـ.ـمة جـ.ـاهزة بخـ.ـيـ.ـانة الوطن الذي تركت.. بدأ كل شيء أشـ.ـبـ.ـه بكـ.ـابوس”.
وأردف قائلاً: “كنت أريد العودة فقط العودة والـ.ـهـ.ـروب من هذا الواقع المشـ.ـؤوم.. وكانت جملتي اعيـ.ـدوني إلى ألمانيا.. أريد العودة هنـ.ـاك وطني.. اما هذا الوطن لا يمثلني لا يشبـ.ـهـ.ـني.. لكن كيف وأنا الذي قـ.ـررت من تلـ.ـقـ.ـاء نفسي العودة.. الآن قد فات الأوان”.
وختم الشاب السوري حديثه بالقول: “بعد كل هذا العنـ.ـاء.. أجد نفسي مستيقظاً داخل منزلي الصغير في برلين.. حمدت الله على نعـ.ـمـ.ـة الغربة التي رغم قسـ.ـوتها تبقى أرحم من ذاك الكـ.ـابـ.ـوس…الذي يدعى الوطن”.