بفكرة عبقرية.. سيدة سورية تحول شغفها في الزراعة إلى مشروع مبتكر يدر عليها الملايين شهرياً
“بفكرة عبقرية” سيدة سورية تحول شغفها في الزراعة إلى مشروع مبتكر يدر عليها الملايين شهرياً
طيف بوست – فريق التحرير
أجبرت الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية في سوريا معظم السيدات السوريات على الدخول إلى سوق العمل سواءً من خلال العمل في أعمال حرة وشاقة أو من خلال ابتكار مشاريع خاصة من خلال المهارات التي يمتلكونها في بعض مجالات الحياة.
ومن بين قصص النجاح الملهمة، هي قصة السيدة السورية “كوثر صالح” التي تنحدر من قرى ريف مدينة مصياف وسط سوريا، حيث قادها شغفها وحبها في الزراعة إلى الإبداع وابتكار مشروع مميز بات يدر عليها الملايين شهرياً.
وبحسب تقارير محلية، فإن السيدة السورية ومن خلال فكرة عبقرية وعبر تتبع شغفها وحبها لزراعة الورد والعناية بها تمكنت من افتتاح مشروع بات اليوم يشكل مصدر رزقها الأساسي، حيث جمعت بين شغفها وعملها، فكانت النتيجة مثمرة.
وأوضحت التقارير أن “كوثر” أبدعت في مشروع صناعة المنتجات التي يتم استخلاص المواد الأساسي الخاصة به من الورود التي تزرعها في فناء منزلها، ومن ثم اعتمدت على براعتها في التصوير وتسويق منتجاتها، حيث لاقت منتجاتها إقبالاً كبيراً من قبل السكان في منطقتها ومن ثم اتسعت الدائرة لتصبح المنتجات الخاصة بها معروفة على نطاق واسع في سوريا.
وفي حديث لوسائل إعلام محلية، أشارت السيدة السورية إلى أن المشروع بدأ قبل نحو 5 أعوام بتشجيع من أفراد عائلتها كونها كانت تبدع في زراعة الورد، فسألت نفسها حينها لماذا لا تستفيد من حبها وشغفها وتحصل على مردود مالي جيد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد.
ونوهت إلى أن أحد أشقائها في العائلة يعمل في مجال التقطير بشكل عام، حيث اقترح عليها أن تستفيد من زراعة الورد، وبعد ذلك علمها كيفية التقطير.
وأشارت إلى أنها بعد ذلك بحثت بشكل أوسع عبر شبكة الانترنت وشاهدت الكثير من التسجيلات المصورة حول تقطير الورد والفوائد التي من الممكن تحقيقها، وبعد ذلك قام شقيها بصنع جهاز تقطير صغير الحجم، ومن هنا كانت البداية، وفق تعبيرها.
وأضافت أن الجهاز الصغير في بادئ الأمر كان ينتج كمية قليلة بالغرامات، حيث أن عملية تقطير الورد عبارة عن استخلاص الماء المقطر من الورود واستخدامها مع النباتات التي تتضمن زيوت طيّارة، كما أن الماء الذي يتم تقطيره من الورد يحتوي على المادة الفعالة في النبات.
وأفادت السيدة السورية أن بدايتها كانت في زراعة شتول في أرض تعود ملكيتها لعائلتها، وكانت تكلفة بداية المشروع في جهاز التقطير والغاز اللازم في عملية التقطير، حيث تحتاج العملية إلى نار ثابتة، إذ لا ينفع استخدام الحطب أو الوسائل الأخرى.
وبخصوص أفضل طريقة لتقطير الورود، أشارت إلى أن طريقة التقطير الأمثل يجب أن يتم الاهتمام خلالها بقطاف الورد في الصباح الباكر، وذلك لأن الورود في الصباح الباكر تحتفظ بخصائصها بعد القطاف مباشرةً في هذا التوقيت، حيث يمكن أن يتم صنع منتج طبيعي مئة بالمئة في حال كانت الورود محتفظة بخصائها.
ولفتت إلى أن عملية التقطير تحتاج فقط إلى ورد ونسبة معينة من الماء، مشيرة إلى أنها تقوم بتسويق المنتجات عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن إقبال الناس على شراء منتجاتها شجعها على توسيع مشروعها بشكل أكبر وزراعة كميات أكبر من الورود.
اقرأ أيضاً: لأول مرة في سوريا.. نجاح تجربة زراعة فاكهة استوائية نادرة باتت تدر الذهب على المزارعين (فيديو)
وذكر السيدة السورية أن توسيع مشروعها لم يقتصر على زراعة الورد بكميات لأكبر، بل بالبحث عن نباتات أخرى لزراعتها لتتضمن فوائد متنوعة، مثل تقطير اللافندر أو الياسمين، بالإضافة إلى الوردة الشامية، فضلاً عن استخلاص الزيوت العطرية من نباتات عشبية مهمة مثل إكليل الجبل.
وختمت السيدة حديثها مشيرة إلى أن المنتجات التي تصنعها من تقطير الورود والأعشاب العطرية المتنوعة، هي زيوت الشعر والصابون للشعر والبشرة، بالإضافة إلى ماء الورد للبشرة، فضلاً عن ماء الورد الذي يستخدم في صنع الحلويات لكن هذا النوع من ماء الورد يكون عادةً بتركيز أخف.