ذهب سوريا الجديد.. شجرة مميزة تنتج مادة تباع بآلاف الدولارات وتعد كنز اقتصادي للسوريين (فيديو)

ذهب سوريا الجديد.. شجرة مميزة تنتج مادة تباع بآلاف الدولارات وتعد كنز اقتصادي للسوريين (فيديو)

طيف بوست – فريق التحرير

تشكل بعض أنواع الأشجار كنز اقتصادي وثروة مهمة لسكان المناطق التي تنمو فيها، حيث تكمن أهمية تلك الأنواع من الأشجار في ثمارها التي تنتج مواد وزيوت باهظة الثمن تباع بآلاف الدولارات نظراً لكثرة الطلب عليها من الشركات العالمية الكبرى.

ومن بين أهم أنواع الأشجار التي كانت مهملة إلى حد ما في سوريا وعاد الاهتمام بها من قبل السوريين في الآونة الأخيرة، هي شجرة “النارنج” التي تعتبر رمز مهم من رموز مدينة دمشق وعدة مدن سورية تزرع فيها.

وبحسب مؤرخين فإن الموطن الأصلي لهذه الشجرة هو الصين، ومن ثم انتقلت إلى عدة بلدان آسيوية، من بينها سوريا حتى ارتبط اسم شجرة “النارنج” تاريخياً باسم دمشق عبر التاريخ كما هو الحال مع الورد الدمشقي والياسمين.

وحول مواصفات شجرة النارنج المميزة، أشار خبراء في مجال الزراعة إلى أنها من تصنف من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ولها أوراق جلدية لونها أخضر غامق وأزهار بيضاء ذات رائحة عطرية مميزة جداً وفواحة.

ويطلق على هذه الشجرة في بعض البلدان اسم “شجرة الذهب الشفاف”، وذلك نظراً للمادة السائل التي تستخرج من أزهارها عن طريق التقطير، حيث تعتبر هذه المادة السائلة من المواد باهظة الثمن.

وتعد أزهار شجرة النارنج ذات قيمة اقتصادية كبيرة، حيث تنتج أزهارها زيت يسمى “زيت النيرولي” الذي يصل سعر الكيلو غرام الواحد منه إلى حوالي 5000 دولار أمريكي في الأسواق العالمية.

ويستخدم هذا الزيت في صناعة أفخم أنواع العطور في العالم، حيث يصنف على أنه سر فخامة العطور في كبرى شركات صناعة العطور العالمية.

اقرأ أيضاً: لأول مرة في سوريا.. نجاح زراعة سلالة مبشرة من نبتة الذهب الأبيض ستوفر مليارات الليرات (فيديو)

وبحسب خبراء سوريين في مجال الزراعة، فإن الشركات الكبرى حول العالم بدأت تستورد الكميات القليلة التي يتم إنتاجها من هذه المادة الزيتية في سوريا، وذلك بعد أن كان هذا الزيت الذي تركب منه عطور أزهار النارنج يستورد من دول شمال إفريقيا، لاسيما تونس.

وأشار الخبراء، أن عودة السوريين إلى الاهتمام بأشجار النارنج، يجعل من هذه الشجرة “ذهب سوريا الجديد”، وذلك نظراً لأهميتها من الناحية الاقتصادية.

تجدر الإشارة إلى أن العطور الذي يتم تركيبها في دمشق عبر أزهار النارنج يطلق عليه اسم “زهرة الشام”، إذ يطمح السوريون في المستقبل أن يتم إنتاج عطر عالمي بالاعتماد على  الزيت الذي يتم تصديره من دمشق إلى شركات العطور العالمية وأن يحمل العطر اسم “زهرة الشام”.

كما يطمح السوريون بالاستفادة من فوائد شجرة النارنج وفوائد ثمار النارنج، لاسيما الفوائد الطبية المتوفرة في أزهار النارنج، حيث تحتوي ثمارها وأزهارها على أنواع متعددة من الزيوت والمركبات المهمة مثل “الهسيبرين” و”الأيسوهيبرين” و”البكتين”، حيث تستخدم هذه المركبات في علاج العديد من الأمراض، بالإضافة إلى استخدامها بشكل واسع في الكثير من مستحضرات التجميل.