النفط مقابل الحليب.. معادلة جديدة يفرضها الواقع الاقتصادي في سوريا
“النفط مقابل الحليب” معادلة جديدة يفرضها الواقع الاقتصادي في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
فرض الواقع الاقتصادي الذي تشهده سوريا في الآونة الأخيرة معادلات جديدة، لاسيما بالنسبة للتعاملات التجارية غير المشروعة مع الدول المجاورة سواءً بخصوص نقل الدولارات والعملات الأجنبية أو بما يخص السلع والمواد الغذائية الضرورية.
وبحسب تقارير محلية سورية فقد نشطت التعاملات التجارية غير المشروعة بين الأراضي السورية واللبنانية مؤخراً بشكل غير مسبوق، لاسيما نقل الحليب من سوريا إلى لبنان.
ولفتت التقارير إلى أن المعادلة الجديدة التي فرضت نفسها في التعاملات هي نقل الحليب إلى من سوريا إلى لبنان وفي خط الرجعة يتم نقل المشتقات النفطية، خاصةً البنزين وأسطوانات الغاز المنزلي من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية.
ونوهت إلى أن ما سبق قد أدى بشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار مشتقات الألبان في الأسواق السورية نتيجة نقل كميات كبيرة من الحليب يومياً إلى لبنان، بينما لم يؤثر نقل المشتقات النفطية إيجاباً على أسعار البنزين والغاز المنزلي في سوريا، وذلك يعود لأن هذه المواد تباع في السوق السوداء بأسعار مضاعفة عن الأسعار في السوق الرسمية أو السعر المدعوم.
وأضافت أن السوريين هم الخاسر الأكبر من وراء عمليات نقل المواد الغذائية، لاسيما الحليب من سوريا إلى لبنان، حيث أنهم لا يستفيدون من هذه المعاملات التجارية غير المشروعة، إذ تستفيد فقط الجهات القائمة على تلك المعاملات، وغالباً ما تكون جهات نافذة لها صلة وثيقة بمركز صنع القرار في دمشق.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الأعمال تؤثر بشكل مباشر على أسعار المواد والسلع الغذائية في سوريا، لاسيما أسعار الألبان والأجبان التي بدأت مؤخراً تشهد ارتفاعاً تدريجياً، وذلك في الوقت الذي يزداد فيه ضعف القوة الشرائية لشريحة واسعة من السوريين.
اقرأ أيضاً: طباعة “دولار سوري” وتطبيق التجربة الصينية لتحسين دخل الفرد في سوريا ورفع قيمة الليرة السورية
وكانت العديد من التقارير المحلية قد أشارت إلى أن لبنان تأثرت كذلك الأمر من جراء نقل كميات كبيرة من الدولار من لبنان إلى سوريا في الآونة الأخيرة، حيث يرفد مصرف سوريا المركزي خزينته عن طريق الدولارات التي تصله إما من لبنان أو العراق.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية قد استقر في الآونة الأخيرة نتيجة الدولارات التي وصلت إلى خزينة مصرف سوريا المركزي، ورغم استقرار سعر صرف الدولار في سوريا لفترة طويلة نسبية إلا أن ذلك لن يؤثر إيجاباً على الأسعار التي لازالت ترتفع بشكل تدريجي، الأمر الذي جعل معظم المحللين يؤكدون على أن سعر الصرف الحالي في سوريا يعتبر وهمياً.