العيدية تتحول إلى طقس يشكل حرجاً مع تهاوي قيمة الليرة السورية.. كم تبلغ العيدية في سوريا اليوم؟
“العيدية تتحول إلى طقس يشكل حرجاً مع تهاوي قيمة الليرة السورية” كم تبلغ العيدية في سوريا اليوم؟
طيف بوست – فريق التحرير
تغيرت معظم عادات وتقاليد السوريين خلال السنوات القليلة الماضية بما يخص مختلف مجالات الحياة بدءاً بعادات الطعام والشراب واللباس وصولاً إلى طريقة الاحتفال بالمناسبات المتنوعة مثل الأعراس والأعياد، حيث أجبر تهاوي قيمة الليرة السورية معظم السوريين على تغيير عاداتهم.
ومن بين الطقوس التي نالها التأثير جراء استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية وتردي الوضع الاقتصادي في سوريا، هي “العيدية” التي يتم تقديمها للأطفال والكبار بمناسبة العيد، إذ يؤكد كثيرٌ من السوريين أن العيدية باتت تشكل لهم حرجاً كبيراً بسبب ضيق الحال.
وبحسب تقارير محلية، فإن معظم الأشخاص يجدون أنفسهم في حيرة من أمرهم ويتساءلون هل يتغاضون عن منح الأطفال العيدية هذا العام نظراً لأنهم غير قادرين على إعطائهم إلا مبلغ رمزي لا يشتري لهم علبة عصير صغيرة، أو يعطوهم مبلغ ضخم من شأنه أن يؤثر على حياتهم واحتياجاتهم لعدة أسابيع.
وأوضحت التقارير أن العيدية في سوريا اليوم بالحد الأدنى تبلغ 50 ألف ليرة سورية، حيث أن مبلغاً أقل من هذا المبلغ لن يساوي شيئاً للأطفال.
وبينت أن الأمر يصبح أكثر صعوبة بالنسبة للعائلات التي لديها عدد كبير من الأطفال، حيث لا بد من معايدتهم بمبلغ متساوي، وذلك دون أن نتطرق إلى حساب قيمة العيديات التي يجب أن تعطى لأبناء الأخ وأبناء الأخت وأبناء الولد في حال كان لدى الشخص أحفاد.
وأضافت أن شريحة واسعة من السوريين لم يشتروا ثياب العيد لأطفالهم منذ عدة أعياد، حيث يفضلون أن يعطوا الأطفال مبلغاً مالياً في العيد من أجل إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبهم والحفاظ على طقس العيدية.
ونوهت أن معظم السوريين يستذكرون أيام كانت العيدية في سوريا 5 أو 10 ليرات سورية، حيث كان ذلك المبلغ يشتري سندويشة فلافل وعلبة كولا.
وأشار سوريون في حديث لوسائل إعلام محلية أن العيدية اليوم في سوريا باتت تقتصر على المنتمين إلى الطبقة المخملية وطبقة الأغنياء، أما أصحاب الدخل المحدود، فهم غير قادرين على منح أطفالهم عيدية تجعلهم فيها قادرين على الخروج بنزهة مع أصدقائهم.
اقرأ أيضاً: أرقام قياسية مرعبة.. كم بلغت معدلات الطلاق في سوريا خلال عام 2024 وما علاقة الليرة السورية؟
وقد أكد معظم المحللين الاقتصاديين في سوريا أن قيمة المبالغ النقدية قد تآكلت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بات مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية بلا قيمة ولا تشتري شيئاً.
ونوهوا إلى أن أقل عيدية تمنح اليوم في سوريا يجب أن لا تقل عن 50 ألف ليرة سورية، ومع ذلك فإن هذا المبلغ لم يعد كافياً لشراء سندويشة شاورما.