الأناضول: بشار الأسد في آخر أيامه وهذه الأسماء مرشحة لحكم سوريا
تحدثت وكالة “الأناضول” التركية عن قرب نهاية تولي رأس النظام السوري “بشار الأسد” وعائلته للسلطة في سوريا، كما عددت بعض الأسماء المرشحة لخلافته في المرحلة المقبلة.
وفي تحليل صحفي نشرته الوكالة جاء في مستهله: “إن التقارير التي نشرت في الصحافة الروسية والغربية حول اقتراب نهاية حكم بشار الأسد وعائلته، والأحاديث التي انتشرت بشأن الشخصيات المرشحة لخلافته، تدل على أن الأسد في آخر أيامه بعد أن انتهت صلاحيته”.
وأوضحت أن أنقرة دعت منذ الأعوام الأولى لبداية الثورة السورية إلى أن الأوضاع في سوريا لا يمكن أن تستقيم في ظل بقاء بشار الأسد على رأس السلطة، مشيرة أن التطورات الأخيرة تظهر مدى صحة الرؤية التركية.
وأضافت: “إن بناء دولة سورية يقبل ويعترف بها المجتمع الدولي، لا يمكن أن يحدث إلا برحيل بشار الأسد الذي قـ.ـتل مئات آلاف السوريين، وأجبر أكثر من نصف أبناء الشعب السوري على مغادرة البلاد والتحول إلى لاجئين”.
وأكدت الوكالة أن ملايين من أبناء الشعب السوري المعارضين لنظام الأسد والمتواجدين داخل وخارج سوريا، ومن ضمنهم الذين يقطنون في محافظة إدلب، لا يفكرون إطلاقاً بالعودة إلى بلادهم في حال بقي هذا النظام على رأس السلطة في البلاد.
وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن سوريا منظمة وموحدة في ظل استمرار الأسد وعائلته في سدة الحكم، وأن هذا الأمر مرفوض تماماً من قبل المجتمع الدولي.
ولفتت إلى أن النظام السوري لا يملك السيطرة الميدانية الكاملة على كافة الأراضي السورية، وأن هناك مناطق واسعة شمال شرق سوريا تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” التي تحظى بدعم “واشنطن”، فضلاً عن المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من أنقرة، بالإضافة إلى محافظة إدلب وبعض المناطق شمال غرب سوريا.
ووفقاً للتحليل الذي نشرته الوكالة فإن “التطورات الأخيرة قد أظهرت أن كلاً من موسكو وأنقرة وطهران، وبالرغم من وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر بينها، إلا أن سياستهم تجاه الملف السوري تدعم وجود كيان سياسي مركزي لسوريا، بحيث يكون منظماً وموحداً”.
وبحسب التحليل فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها وجهة نظر مختلفة تماماً، ألا وهي دعمها لفكرة إقامة “كانتونات” على الأراضي السورية، أي وجود نظام اتحادي في سوريا ولو بالحد الأدنى.
في حين تسعى كل من روسيا وإيران إلى أن تتشكل الحكومة السورية القادمة من الأطراف الموالية لهما، والتي من الممكن أن تضمن مصالحهما في سوريا.
اقرأ أيضاً: خطة لتنظيم الجيش الوطني السوري بإشراف تركيا.. وأمريكا أبلغت روسيا والأسد بضرورة خروج إيران من سوريا
بينما يوجد مقترح تركي ينص على تشكيل حكومة سورية منتخبة، وذلك لضمان تأسيس نظام ديمقراطي، وبالتالي تكون هناك إمكانية لعودة اللاجئين السورين إلى ديارهم.
وأشار التحليل إلى أن المقترح المقدم من قبل أنقرة، لا تدعمه بعض الجهات المعنية بالملف السوري وفي مقدمتها إسرائيل وروسيا وإيران وأمريكا، ويضاف إليهم “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأوضح أن المقترح التركي لا يحظى بدعم تلك الدول لأنه في حال عودة اللاجئين السوريين، فمن المتوقع أن تسفر نتائج الانتخابات المقبلة عن حكومة يصل من خلالها العرب السنة أو الإخوان المسلمين إلى أعلى هرم السلطة في سوريا.
ولفتت الوكالة أنه وبالرغم من عدم قبول الطرح التركي إلا أن هناك أصوات دولية مازالت تنادي برحيل بشار الأسد، مشيرة إلى ظهور بعض الأسماء المرشحة لخلافة الأسد عبر وسائل الإعلام خلال الفترة القليلة الفائتة، وهذا ما يدل على أن سوريا مقدمة على تغييرات جذرية في المرحلة المقبلة.
وحول الأسماء المرشحة لخلافة بشار الأسد لحكم سوريا، أشارت الوكالة إلى وجود العديد من الشخصيات المقترحة، من بينها الصحفي “فهد المصري” الذي جاء على ذكره الصحفي الإسرائيلي المثير للجدل “إيدي كوهين” الذي يشغل منصب مستشار في مكتب رئاسة الوزراء في إسرائيل.
وذكرت الوكالة بعض المعلومات المتعلقة بالمصري، إذ قالت أنه من مواليد 1970 وينتمي إلى أسرة عربية سنية محافظة، وأنه من سكان حي الميدان في العاصمة السورية دمشق.
وأضافت أنه عمل صحفياً في بعض القنوات الإعلامية التابعة للمعارضة السورية، مشيرة أن علاقة وطيدة تربطه بنائب رئيس الجمهورية السابق “عبد الحليم خدام”.
وأوضحت أنه بحسب ما تم تداوله حول “فهد المصري”، فإنه قام بتأسيس “الجبهة الوطنية لتحرير سوريا” في العاصمة الفرنسية “باريس” ويقال أن “الجبهة” تتلقى دعمها بشكل مباشر من تل أبيب.
كما نوهت إلى أن “المصري” علماني سوري تربطه علاقة جيدة بإسرائيل، لافتة أنه من بين أبرز المرشحين لخلافة بشار الأسد نظراً للدعم الإسرائيلي المقدم له.
اقرأ أيضاً: روسيا وتركيا وإيران.. حل الملف السوري مرتبط بإزالة بشار الأسد..!
أما الاسم الثاني المرشح لخلافة بشار الأسد، فأشارت الوكالة إلى تداول اسم “كمال اللبواني” الذي أسس “التجمع الديمقراطي الليبرالي”.
و”اللبواني” طبيب عسكري كان يمارس عمله في حقبة الثمانينات، حيث كان شاهداً على “مذبـ.ـحة حماة عام 1982″، لكنه أصبح فيما بعد من أبرز الشخصيات المعارضة لنظام حزب البعث الذي يحكم سوريا منذ عقود.
ويرحج “اللبواني” زوال حكم آل الأسد مع نهاية السنة الجارية، كما لفتت الوكالة إلى أنه أيضاً يرتبط مع إسرائيل بعلاقات جيدة، مما قد يجعله يحظى بفرصة كبيرة لاعتلاء سدة الحكم في سوريا.
لكن “اللبواني” ذاته تحدث في أكثر من مناسبة عن وجود توافق دولي على شخصية “علي مملوك” المدير السابق للمخابرات السورية، ومستشار بشار الأسد الأمني.
ومن ضمن الأسماء المتداولة في وسائل الإعلام الدولية لخلافة بشار الأسد، بحسب الوكالة: “محمد ديب زيتون”، الذي ينحدر من عائلة دمشقية سنية، ويتولى حالياً منصب رئيس المخابرات في النظام السوري.
ووفقاً لما جاء في التحليل، وبالنظر إلى الأسماء المرشحة لخلافة “بشار الأسد” فإن كل المؤشرات تدل على رغبة المجتمع الدولي في بناء دولة سورية يكون فيها النفوذ الإيراني محدوداً مع الحفاظ على مصالح وأمن إسرائيل.
اقرأ أيضاً: هل قدم “بشار الأسد” رأس “رامي مخلوف” قرباناً لروسيا..؟
كما أن الأسماء المتداولة تدل على بحث الجهات المعنية في الملف السوري على حلول وسطية ترضي كل من روسيا وأمريكا وإسرائيل، مشيرة أن ما يتم تداوله من الممكن أن يكون بهدف قياس ردود أفعال المجتمع الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن جميع مسارات العملية السياسية في سوريا قد تعثرت بدءاً من جنيف وصولاً إلى أستانا، ومؤخراً اللجنة الدستورية السورية التي لم تتمكن من الوصول إلى أي نتائج تذكر، وذلك نظراً لعدم وجود أي ضغوطات على نظام الأسد الذي تنصل من مسؤولياته كما جرت العادة عند الحديث عن أي خطوات على طريق الحل السياسي وانتقال السلطة في البلاد.