إيران تفـ.ـاجئ بشار الأسد وتطلب منه ثمناً باهظاً مقابل مساعدته على حل الأزمة الاقتصادية في سوريا
إيران تفاجئ بشار الأسد وتطلب منه ثمناً باهظاً مقابل مساعدته على حل الأزمة الاقتصادية في سوريا
طيف بوست – فريق التحرير
تحدثت تقارير صحفية وإعلامية عن ضغوطات كبرى تمارسها إيران على رأس النظام السوري “بشار الأسد” في المرحلة الراهنة من أجل الحصول على تنازلات كبرى لصالحها في سوريا مستغلة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد حالياً.
وضمن هذا السياق، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” الدولية تقريراً مطولاً سلطت من خلاله الضوء على تفاصيل الضغط الإيراني على نظام الأسد والثمن الذي تريده مقابل المساهمة بإخراج النظام من أزمته الاقتصادية التي يعاني منها حالياً والمتمثلة بشح المشتقات النفطية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن طهران تضغط حالياً باتجاه انتزاع تنازلات سيادية عبر إبرام العديد من الاتفاقيات الجديدة مع نظام الأسد مقابل مساعدته في حل الأزمة الاقتصادية الخانقة، لاسيما بما يخص النقص الحاد بالمحروقات والوقود.
وبحسب الصحيفة فإن الاتفاقيات الجديدة تتضمن امتيازات يمنحها النظام السوري للإيرانيين الذي يعيشون حالياً في سوريا، بالإضافة إلى شروط قاسية قبل البدء بحل الأزمة الحالية التي تعاني منها المناطق التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد.
ونقلت التقرير عن دبلوماسيين غربيين بعد أن أجروا زيارة إلى العاصمة السورية دمشق مؤخراً، تأكيدهم على أن إيران فاجأت “بشار الأسد” من خلال الإعداد لزيارة الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” الأولي قبل يومين بتقديم مسودات اتفاقات بعدما قامت طهران بالتريث مؤخراً في إرسال شحنات النفط إلى الأراضي السورية.
وحول الاتفاقيات التي تريد إيران إبرامها، أوضحت المصادر أن مسودات الاتفاقيات تشمل معاملة الإيرانيين في المؤسسات التعليمية والمشـ.ـافي وحقوق الملكية كما يعامل المواطن السوري تماماً.
كما تضمنت مسودة الاتفاقيات أن لا يحاكم الإيرانيين إلا أمام القضاء الإيراني وليس السوري في حال ارتكبوا أي جـ.ـرائـ.ـم أو ممارسات مخالفة للقوانين في سوريا.
ووفقاً للتقرير، فإن المسودة تشبه إلى حد كبير تلك الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين القيادة الروسية والنظام السوري نهاية عام 2015 بعد أن تم تأسيس قواعد عسكـ.ـرية روسية في مطار حميميم وقرب شواطئ مدينة طرطوس على الساحل السوري.
وقد منحت تلك الاتفاقية الجانب الروسي الكثير من الامتيازات العسكرية والملكية والدبلوماسية الواسعة، بالإضافة إلى وجود بند يمنع نظام الأسد من محاكمة العناصر الروس في المحاكم السورية.
وأكدت المصادر الدبلوماسية في حديثها للصحيفة على أن الأزمة الاقتصادية ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد تعتبر الأسوأ في تاريخ السوريين الحديث، مرجحة أن يقبل “بشار الأسد” بالشروط التي وضعتها إيران نظراً لأنه لا يملك أي خيار آخر.
اقرأ أيضاً: تطورات عاجلة من سوريا والوضع يخرج عن السيطرة بشكل كامل.. ماذا يجري الآن؟
وبينت أن إيران تريد أن تستغل مساعدتها للنظام السوري للحصول على ثمن باهظ يتمثل بانتزاع تنازلات سيادية كبيرة في أوج حاجة النظام السوري لمن يساعده ويخرجه من أزمته الحالية.
كما أن الجانب الإيراني يحاول في المرحلة الحالية استغلال انشغال روسيا بعمليتها العسكرية في أوكـ.ـرانيا من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية التي تضمن مصالحها في سوريا والمنطقة لعقود قادمة من الزمن.