السوريون يفضلون الدولار وينفرون الليرة السورية وتراجع الثقة بمصرف سوريا المركزي لأدنى درجة
السوريون يفضلون الدولار وينفرون الليرة السورية وتراجع الثقة بمصرف سوريا المركزي لأدنى درجة
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت مصادر اقتصادية سورية عن تفضيل السوريين الدولار ونفورهم من الليرة السورية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وذلك في ظل تراجع واضح في ثقة شريحة واسعة من أبناء الشعب السوري بمصرف سوريا المركزي لأدنى درجة بسبب نهجه الاقتصادي غير المدروس.
وبحسب خبير اقتصادي تحدث إلى موقع “طيف بوست” من دمشق، فإن هناك حالة شبه إجماع لدى الأوساط الاقتصادية السورية بأن السوريون اليوم باتوا يفضلون الدولار وينفرون الليرة السورية بسبب النهج الذي يتبعه مصرف سوريا المركزي.
وأوضح الخبير أن معظم عمليات البيع والشراء بالنسبة للسيارات أو العقارات تتم بالدولار الأمريكي، حيث لا يفضل أحد من السوريين التعامل بالليرة السورية.
وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على بيع وشراء العقارات والسيارات، بل أن ادخار الليرة السورية في المصارف العاملة لم يعد عليه إقبال على الإطلاق في ظل تراجع ثقة السوريين بالمصرف المركزي وإجراءاته التي تقييد حرية حركة الأموال.
ونوه إلى أن تفضيل الدولار على الليرة السورية يأتي رغم عدم السماح بالتعامل بغير الليرة السورية، حيث هناك مساءلة قانونية وعقوبات وغرامات مالية على المتعاملين بالدولار، إلا أن ذلك لن يثني السوريين عن تفضيل الدولار على عملتهم المحلية.
وأضاف أن حجم الأموال التي يحملها الشخص بالليرة السورية كبير جداً، حيث لا يمكن حمل الأموال عند شراء سيارة أو عقار إلا عبر استئجار سيارة، هو الأمر الذي يجعل السوريين ينفرون من الليرة السورية.
ولفت إلى أن مصرف سوريا المركزي يعتبر بنظر عدد كبير من السوريين مسؤول عن ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لاسيما أنه يتخذ إجراءات تعقد المشهد الاقتصادي في البلاد بدلاً من أن يساهم في حل المشكلات والتعقيدات.
وأشار أن من بين الإجراءات التي ساهمت في تفضيل السوريين للدولار، هو إجراء تقييد حرية سحب الأموال من البنوك، حيث لا يستطيع الشخص سحب مبالغ مالية إلى بمقدار محدد يومياً.
اقرأ أيضاً: نقلة نوعية قادمة في الاقتصاد السوري وحديث عن انعكاسات مهمة على سعر صرف الليرة السورية
ويأتي ذلك في ظل العديد من المقترحات التي قدمها عدة محللين وخبراء في مجال الاقتصاد لمصرف سوريا المركزي من أجل حل الكثير من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها السوريون، إلا أن المصرف المركزي لا يصغي لتلك المقترحات ويصر على الاستمرار بنهجه الاقتصادي الذي أوصل الوضع في البلاد إلى ما هو عليه الآن.
ومن من بين أهم الحلول التي تم طرحها مؤخراً، هو طباعة أوراق نقدية بقيمة كبيرة مثل إصدار ورقة نقدية من فئة 25 ألف ليرة سورية إلى جانب القيام بسحب الإصدار القديم من فئات الـ 500 و 1000 ليرة سورية بنفس مقدار ما سيتم طرحه من الورقة الجديدة.