الليرة السورية والروبل في التعاملات التجارية بين دمشق وموسكو وحديث عن استثمارات ضخمة قادمة!
الليرة السورية والروبل في التعاملات التجارية بين دمشق وموسكو وحديث عن استثمارات ضخمة قادمة!
طيف بوست – فريق التحرير
كشفت وسائل إعلام روسية عن محادثات ونقاشات بين دمشق وموسكو من أجل اعتماد استخدام كل من الليرة السورية والروبل الروسي في التعاملات التجارية بين البلدين، وذلك من أجل الابتعاد عن التعامل بالدولار الأمريكي قدر الإمكان خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت التقارير أن المناقشات وصلت إلى مرحلة متقدمة بين الجانبين من أجل الانتقال إلى التسويات المالية بالعملات المحلية “الليرة السورية والروبل” في المعاملات التجارية الثنائية بين البلدين.
كما لفتت إلى وجود محادثات واجتماعات بين ممثلين عن مصرف سوريا المركزي والبنك المركزي الروسي، حيث تمت خلال تلك المحادثات والاجتماعات مناقشة قبول التعامل بالعملات المحلية بين دمشق وموسكو بمختلف المعاملات سواء مالية أو تجارية.
ونقلت الصحف الروسية عن عاملين في القطاع المصرفي الروسي أن المشاورات مستمرة بين الطرفين بهذا الشأن، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرارات حول إمكانية اعتماد الليرة السورية والروبل الروسي في التعاملات المالية والتجارية بين البلدين خلال فترة قصيرة في الحال الاتفاق على ذلك ودراسة حيثيات المسألة بحيث تعود بالنفع الاقتصادي على الجانبين.
وأشار المصدر إلى أن المناقشات حتى اللحظة وصلت إلى نتيجة مفادها أن التحول الدفع بالعملات المحلية بين دمشق وموسكو سيكون أمراً مفيداً لكلاهما، حيث سيسمح لهما هذا الأمر بإيجاد طريقة مناسبة للخروج من البنية التحتية المالية غير الآمنة، وفق تعبيره.
ونوه أن التوجه نحو اعتماد الليرة والروبل في التعاملات المالية والتجارية بين البلدين سيكون مفيداً جداً في المرحلة القادمة، لاسيما في ظل توسع وزيادة التبادلات التجارية بين الجانبين في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهما.
وأضاف أنه على الرغم من الفوائد التي يمكن تحقيقها عند التحول إلى الدفع بالعملات المحلية، إلا أن هناك بعض العقبات والمشاكل التي قد تواجه دمشق وموسكو ضمن هذا السياق.
وأوضح أن الليرة السورية والروبل يعتبران حالياً عملتان غير قابلتين للتحويل، الأمر الذي يفرض العديد من القيود عليهما، حيث أن دمشق وموسكو لن يتمكنا من إنفاق عملاتهما المحلية إلا في إطار التجارة الثنائية بين البلدين.
وكان العديد من الخبراء السوريين في مجال الاقتصاد قد حذروا من اتخاذ مثل هذه الخطوة، حيث أشاروا إلى أن الدولار يعتبر لغة الاقتصاد العالمي، ومن دون التعامل به سيبقى الوضع الاقتصادي متردياً في سوريا، بالإضافة إلى أن قيمة الدولار ستبقى مرتفعة بشكل مبالغ فيه نظراً لأن القوانين السورية تمنع التعامل به مما يمنحه قوة إضافية.
تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين دمشق وموسكو يبلغ في الوقت الحالي 650 مليون دولار سنوياً، حيث يوجد خلل في الميزان التجاري بين البلدين، لاسيما أن سوريا تستورد مواد أكثر بكثير مما تصدره إلى روسيا.
اقرأ أيضاً: شركات عالمية عملاقة لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا وحديث عن استثمارات بقيمة مليارات الدولارات
وتستورد دمشق من موسكو الحبوب والأدوية والعديد من المواد الخام، بينما تستورد موسكو الفواكه والملح والمكسرات والأسمنت والكبريت والجير والفوسفات من سوريا.
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن استثمارات روسية ضخمة من المرجح أن تبدأ خلال الفترة القريبة المقبلة، لاسيما في قطاع البحث عن الثروات والموارد الطبيعية مثل النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية.