مهنة غريبة تتحول إلى تجارة مربحة تدر ملايين الليرات على العاملين بها والمجتمع السوري الخاسر الأكبر
مهنة غريبة تتحول إلى تجارة مربحة تدر ملايين الليرات على العاملين بها والمجتمع السوري الخاسر الأكبر
طيف بوست – فريق التحرير
أفرزت الأوضاع التي مرت بها سوريا على مختلف الأصعدة لاسيما الاقتصادية والمعيشية خلال السنوات القليلة الماضية ظواهر اجتماعية غريبة لم تكن مألوفة من ذي قبل، حيث تحولت تلك الظواهر الغريبة إلى مهن سرعات ما تحولت إلى تجارة مربحة تدر الملايين على العاملين بها.
وبحسب تقارير محلية، فإن مهنة غريبة انتشرت في سوريا بشكل كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة وتحولت إلى تجارة مربحة يعمل بها عدد كبير من الأشخاص بشكل منتظم في شوارع مختلف المدن في البلاد.
وأوضحت التقارير أن المهنة قائمة على التجارة بأحلام الناس، حيث يحلم الكثير من الأشخاص بتحقيق ثروة كبيرة والوصول إلى الحرية المالية، لاسيما في سوريا التي تعاني من أزمة اقتصادية تجعل السوريين يتعلقون بحبال الهواء، كما ذكر أحد الأشخاص الذي دفعوا مبالغ مالية كبيرة ليكتشف لاحقاً أنه خسرها وكأنه نثرها في الهواء.
وبينت أن المهنة هي مهنة التنجيم أو التبصير أو قراءة الكف أو تبيض الفال، حيث أن لها مسميات متنوعة في المجتمع السوري، لكنها بالمجمل تقوم على دغدغة عواطف الناس والتجارة بأحلامهم.
وأضافت أن عدد كبير من السوريين في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي المتردي في البلاد يهربون من واقعهم ويطرقون أبواب العرافين والمنجمين بهدف إيجاد حلول لمشكلاتهم اليومية والحياتية.
ونوهت إلى أن معظم الناس الذي يتوجهون إلى العرافين والمنجمين يعتقدون أن أولئك الأشخاص قادرين على إيجاد حلول لهم، لكن في واقع الأمر فإن العرافين يتخذون من هذه المهنة تجارة رابحة الهدف الأول والأخير الربح المادي السريع.
وبحسب المصادر المحلية، فإن البداية عادة ما تكون عند دخول الشخص إلى العراف أو العرافة أو البصارة بدفع مبلغ 100 ألف ليرة سوريو كاستفتاحية للجلسة لتبيض الفال وقراءة الكف.
ولفتت أن الأمر سرعان ما يتطور، فيطلب العراف بعض الأشياء من الشخص ويقول له أنه بمجرد إحضارها ستتحقق بعض الأمور الإيجابية في حياته، مثل إمكانية كسب مبلغ مالي كبير أو تحقيق ثروة مالية وما إلى ذلك من الأحلام التي تراود شريحة واسعة من السوريين.
وأشارت إلى أن الشخص حينها يكون كالغريق الذي يتعلق بقشة، لذلك ينفذ كافة طلبات العرافين، وهنا يبدأ دفع مبالغ مالية كبيرة، حيث لا يقل المبلغ الذي سيتم دفعه كمرحلة ثانية عن المليون ليرة سورية.
اقرأ أيضاً: موضة جديدة وظاهرة متفردة في سوريا باتت بمثابة بئر يلتهم ملايين الليرات ويفرغ جيوب السوريين
ووفقاً لمصادر حقوقية سورية فإن العمل في هذه المهنة غير قانون ويعرض الأشخاص الذين يعملون بها للمساءلة القانونية، لاسيما الذين يعملون بها بقصد تحقيق الأرباح المالية.
وأكدت المصادر أن المجتمع السوري هو الخاسر الأكبر من وراء انتشار هذه الظاهرة، حيث أن لها آثار سلبية ستؤثر على مستقبل جيل بأكمله، وذلك في حال لم يتم وضع حد لانتشار هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية في البلاد.