مهنة جديدة تزدهر في سوريا وتتحول لدجاجة تبيض ذهباً وتدر آلاف الدولارات شهرياً على من يعمل بها
مهنة جديدة تزدهر في سوريا وتتحول لدجاجة تبيض ذهباً وتدر آلاف الدولارات شهرياً على من يعمل بها
طيف بوست – فريق التحرير
أفرزت الأزمات الاقتصادية المتراكمة في سوريا مهن جديدة لم تكن ضمن قاموس المهن المتعارف عليها في البلاد، حيث أن بعض المهن من غير الممكن أن تزدهر وتدر أرباح مالية ومردود مادي كبير قبل عام 2011 نظراً لأن الحياة والظروف كانت طبيعية في البلاد.
ومن أبرز المهن التي ازدهرت في الآونة الأخيرة مع تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في سوريا وساعات التقنين الطويلة، هي مهنة تقدم خدمات شحن الأجهزة الالكترونية مثل الموبايلات واللابتوبات.
وقد تحولت هذه المهنة إلى دجاجة تبيض الذهب وتدر أرباح خيالية شهرياً على العاملين بها، لاسيما في حال كان موقع المحل الذي يقدم الخدمة مميزاً، كأن يكون قريباً من الجامعات والتجمعات التي يحتاجها من يأتي إليها لشحن أجهزتهم، وهو ما ينطبق على طلاب الجامعات الذي يحتاجون إلى استخدام الموبايل أو أجهزة الحاسوب المحمول في دراستهم.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه المهنة أصبحت أشبه بالظاهرة التي باتت تتوسع بشكل أكبر نتيجة تفاقم أزمة الكهرباء بشكل أكبر وفي مختلف أوقات السنة سواءً في الصيف أو الشتاء.
وأوضحت المصادر أن أصحاب المحال التجارية القريبة من مراكز التجمعات باتوا يتجهون إلى تركيب أنظمة طاقة شمسية من أجل تحقيق أرباح إضافية كبيرة من وراء تقديم خدمة شحن الأدوات الكهربائية المتنوعة، بالإضافة إلى تأمين الكهرباء لمحلاتهم 24 على 24 ساعة.
وحول أجور شحن الأجهزة الالكترونية، أشارت المصادر إلى أن أجور خدمة الشحن تختلف بحسب نوع الجهاز المراد شحنه، فمثلاً أجرة شحن جهاز الموبايل بالكامل تتراوح بين 1000 حتى 2000 ليرة سورية للجهاز، إذ تختلف الأسعار بين محافظة وأخرى.
بينما تتراوح أجور شحن أجهزة الحاسوب الشخصية واللابتوبات وأجهزة الأيباد والأجهزة اللوحية كبيرة الحجم بين 2000 حتى 4000 ليرة سورية، بينما تصل أجور شحن البوربانك إلى نحو 2000 ليرة سورية.
ونوهت المصادر إلى أن مئات الأشخاص يضطرون يومياً إلى شحن موبايلاتهم وأجهزتهم وحواسيبهم الشخصية، الأمر الذي من شأنه تأمين مردود مادي كبير لمن يعمل في هذه المهنة.
ووفقاً لصاحب أحد المحال الذين يعملون في هذه المهنة، فإن محله الذي يقع بالقرب من الجامعة في مدينة حماة بات مقصد للطلاب الذين يريدون شحن أجهزتهم، حيث يترك الطالب جهازه ويعود بعد فترة من الزمن من أجل أخذ الجهاز مشحوناً بالكامل مقابل أن يدفع مبلغاً مالياً يتفق عليه الجانبان عند ترك الجهاز.
اقرأ أيضاً: كميات كبيرة من الدولار يومياً.. ماذا يحدث في مطار دمشق الدولي؟
ويأتي ما سبق في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في سوريا، وذلك نظراً لعدم القدرة على تأمين كميات كافية من مصادر الطاقة والمشتقات النفطية.
وتؤكد مصادر محلية أن الجهات المعنية فيما يبدو تقف عاجزة عن إيجاد أي حلول لأزمة الكهرباء في البلاد، حيث تبلغ حاجة سوريا من الكهرباء أكثر من 7 آلاف ميغا واط، بينما لا يتعدى المتاح منها في الوقت الحالي 2500 ميغا واط.