باحث روسي مقرب من الكرملين يتحدث عن إمكانية عزل “بشار الأسد”.. ومؤتمر أوروبي جديد بشأن الحل السياسي في سوريا
تحدث الباحث الروسي “سيرغي ديميدكينو” المقرب من دائرة صناع القرار في الرئاسة الروسية عن إمكانية عزل رأس النظام السوري “بشار الأسد” خلال الفترة المقبلة.
ورأى الباحث المحاضر في معهد العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية الاقتصاد الوطني والإدارة العامة لدى الرئاسة الروسية، أن الإطاحة بالأسد أو استقالته أمران واردان جداً بعد أن أصبح يشكل عائقاً أمام روسيا.
وقال “ديميدكينو” في تصريح لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية إن بشار الأسد بات يشكل إلى حد بعيد حجر عثرة أمام الجهود الروسية للمضي بعملية التسوية السياسية في سوريا.
وأشار الباحث الروسي إلى أن روسيا تسعى لبدء حوار سوري-سوري واسع، وذلك بمشاركة الأكراد والمعارضة السورية في محافظة إدلب، والإسلاميين المعتدلين، بالإضافة إلى بعض القوى في محيط العاصمة السورية دمشق.
وأوضح أن مساعي روسيا تصطدم بعدم جدية الأسد ومراوغته ومحاولة تملصه من استحقاقات البدء بعملية التسوية السياسية في سوريا، مشيراً أن ذلك بات يشكل أعباء على موسكو داخلياً ودولياً.
وحمّل “ديميدكينو” المسؤولية الكاملة وبشكل مباشر لرأس النظام السوري “بشار الأسد” في عرقلة إمكانية البدء بحوار واسع في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام وحتى اللحظة.
واستدرك قائلاً: “لا بل إنه عرقل أي جهود لحل سياسي وسلمي في سوريا منذ عام 2011″، مشيراً إلى أن الأسد على يتقبل وجود المعارضة بأي صيغة كانت، بالإضافة إلى عدم تقبله الأكراد بالرغم من سيطرتهم على مساحات واسعة من الأراضي شمال شرقي سوريا.
وأكد “ديميدكينو” أن كل من أمريكا ودول الخليج لا يقبلون بقاء الأسد على رأس السلطة، على اعتباره رمزاً للنظام السوري البعثي، والموضوع ليس له أي علاقة بشخصية الأسد السياسية، على حد تعبيره.
وتأتي تصريحات الباحث الروسي كرد على ما قاله عضو البرلمان الروسي “دميتري سابلين”، حيث وصف الأخير الأنباء التي تتحدث عن استقالة رأس النظام السوري “بشار الأسد” بالمبالغ فيها.
كما اعتبر البرلماني “سابلين” أن الأسد في حال إجراء انتخابات في سوريا سيكون خيار السوريين الأول، لأنه يحظى بشعبية كبيرة في سوريا، حسب وصفه، لكن “ديميدكينو” المقرب من الكرملين تحدث عن أن استقالة الأسد أو تنحيته أمر وارد جداً بعد أن بات يشكل عبءً كبيراً على القيادة الروسية.
اقرأ أيضاً: روسيا بدون الأسد.. خبراء روس يكشفون إمكانية حدوث تغيرات جذرية في النظام السياسي السوري
وفي شأن ذي صلة، أعلن الاتحاد الأوروبي مساء أمس عن وجود تحضيرات من أجل عقد مؤتمر “بروكسل الرابع” لبحث الملف السوري وسبل دعم عملية التسوية السياسية في سوريا.
وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” في بيان نشره على موقع الاتحاد أنه قام بإبلاغ وزراء الدول الأوروبية بكافة التدابير المتخذة تحضيراً لعقد مؤتمر “بروكسل الرابع” حول دعم مستقبل منطقة الشرق الأوسط وسوريا تحديداً.
هذا ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في 30 من شهر يونيو/ حزيران القادم على مستوى الوزراء، وعبر التقنيات الافتراضية، وذلك بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد “بوريل” أن عقد المؤتمر يعد فرصة مناسبة للخروج بتعهدات طموحة وللتعبير عن دعم عملية التسوية السياسية الدائمة للملف السوري بإشراف أممي.
وكان من المفترض أن تعقد النسخة الرابعة من المؤتمر خلال شهر آذار الفائت في العاصمة البلجيكية “بروكسل”، لكن انتشار الفيروس التاجي “كوفيد 19” حال دون انعقاد المؤتمر آنذاك.
ووفقاً لما ذكر الاتحاد في بيانه، فإن المؤتمر الرابع من المتوقع أن يضم جميع الدول الفاعلة والمعنية بالملف السوري بما في ذلك كل من روسيا وتركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن “بروكسل” تحتضن منذ أربعة أعوام مؤتمراً دورياً حول دعم مستقبل سوريا، حيث عقد أول مؤتمر خلال شهر أبريل/ نيسان من عام 2017، إذ يتم عبر هذه المؤتمرات جمع تبرعات مالية لسوريا.
وتخصص هذه التبرعات التي يتم جمعها خلال المؤتمرات لتقديم المساعدة والخدمات الغذائية والإنسانية والصحية والتعليمية للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية، بالإضافة لتقديم بعض المساعدات للاجئين في خارج سوريا، حيث تشير آخر التقديرات إلى وصول عدد النازحين واللاجئين السوريين إلى نحو 17 مليون شخص.