اقتصاد الظل يتمدد في سوريا وحديث عن خسائر كبيرة سيتلقاها الاقتصاد السوري قريباً
اقتصاد الظل يتمدد في سوريا وحديث عن خسائر كبيرة سيتلقاها الاقتصاد السوري قريباً
طيف بوست – فريق التحرير
سجلت الليرة السورية خلال الساعات والأيام القليلة الماضية انخفاضات متتالية بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، ومع هذا الانخفاض ازدادت الأحاديث داخل الأروقة الاقتصادية عن مستقبل سعر الصرف في الفترة القادمة.
وضمن هذا السياق، تحدثت خبير اقتصادي من دمشق لموقع “طيف بوست” مشيراً إلى أن الاقتصاد السوري مقبل على خسائر كبيرة خلال الفترة القريبة المقبلة مع إمكانية وصول سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار لمستويات قياسية جديدة وغير مسبوقة.
وأرجع الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته سبب توقعاته إلى أن اقتصاد الظل لا زال يتمدد ويتوسع في سوريا بشكل كبير من شأنه أن يجر الاقتصاد السوري إلى حافة الهاوية قريباً.
ونوه إلى أن نسبة سيطرة اقتصاد الظل على الاقتصاد السوري وصلت في الفترة الحالية إلى أكثر من 72 بالمئة، حيث إن انخفاض الرواتب والأجور مع استمرار ارتفاع الأسعار في البلاد قد دفع الكثير من الأفراد إلى البحث أعمال تحقق لهم دخلاً جيداً، مشيراً أن تلك الأعمال التي تمنح دخلاً جيداً تندرج في معظمها تحت نشاطات اقتصاد الظل.
ولفت إلى أن الأعمال التجارية غير القانونية التي تعتبر الركيزة الأساسية لاقتصاد الظل، هي التي ساهمت بشكل أو بآخر إلى وصول الاقتصاد في البلاد إلى هذا الحال.
وأشار الخبير في معرض حديثه للموقع أن اقتصاد الظل له سلبيات كثيرة على الاقتصاد السوري بالعموم، لكن الجهات المعنية تغض الطرف عن معظم الأعمال التجارية غير القانونية لأنها تعتبر في الوقت الحالي داعماً خفياً للاقتصاد.
وأضاف أنه مع استمرار غض الطرف عن تلك الأعمال التجارية التي تندرج ضمن نشاطات اقتصاد الظل، فإنه من المتوقع قريباً أن يتمدد أكثر وأن تصبح مسألة السيطرة عليه أمراً مستحيلاً.
وأوضح أن الوصول إلى مرحلة فقدان السيطرة على اقتصاد الظل تعني أن الاقتصاد السوري سيتعرض لخسائر كبيرة ستأخذ السوريين إلى مرحلة اقتصادية جديدة أكثر سوءاً من المرحلة الحالية.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية ستبقى بالحضيض حتى لو بلغت الحوالات 100 مليون دولار يومياً.. خبير يوضح الأسباب!
وأكد الخبير أن اقتصاد الظل سيواصل التمدد طالما أن مستوى الرواتب والأجور متدني في البلاد، بالإضافة إلى عدم توفر فرص العمل أو وجود البيئة الاستثمارية المناسبة.
وختم الخبير حديثه للموقع مشيراً إلى أن الحل الوحيد حتى لا يصل الاقتصاد السوري لمرحلة متقدمة أكثر من سيطرة اقتصاد الظل، هو تهيئة الظروف المناسبة للبيئة الاستثمارية، فضلاً عن إدراك مدى الآثار السلبية التي سيتركها اقتصاد الظل على الوضع الاقتصادي في البلاد في حال استمر بالتمدد أكثر من ذلك.