أخر الأخبار

خبير استراتيجي تركي يكشف عن الخطة اللازمة للحل في سوريا ويوجه رسالة هامة للسوريين

كشف المفكر والخبير الاستراتيجي التركي “غورسال توكماك أوغلو”، أن المبدأ الأساسي للتوصل إلى حل دائم في سوريا يقتضي السير وفق خطة معدة مسبقاً لإرساء السلام في البلاد.

وأكد أنه لا يمكن التوصل إلى هذا الحل بدون الربط بين مصير كافة الدول المعنية بالملف السوري ومسار المفاوضات في جنيف، وخاصة تلك التي لها تواجد عسكري على الأراضي السورية.

وأضاف “توكماك أوغلو” في مقاله الذي نشره  في موقع مركز السياسة تحت عنوان “الخطة اللازمة للحل في سوريا”، أنه في اللحظة التي استدعى فيها نظام الأسد التدخل الخارجي، وطلب من طهران وموسكو حمايته من السقوط، أصبح فاقداً للشرعية، وبالتالي تحولت الأوضاع في سوريا إلى قضية ليس من السهل الوصول بها إلى بر الأمان.

وأوضح “توكماك أوغلو”، وهو ضابط متقاعد من القوات التركية، أنه بالإضافة إلى فقدان الأسد للشرعية، فنحن الآن أمام مرحلة يتم فيها عدم الوثوق بكافة الاتفاقيات الأمنية المبرمة مع النظام السوري.

ووجه “أوغلو” رسالة إلى الشعب السوري محذراً من مستقبل قاتم لسوريا في حال بقي الأسد والدول الداعمة له مسيطرين على مقدرات البلاد، حيث قال: “بعد التشكيك بشرعية الأسد دولياً، من الواضح أن روسيا وإيران لا يعدون لمستقبل فيه الخير لأبناء الشعب السوري”.

ولفت إلى أن الملف السوري وصل إلى طريق مسدود وأن إيجاد حل له بات غاية في الصعوبة، وذلك بعد أن تحولت البلاد إلى مأوى للإرهـ.ـاب من جهة، والسياسات الخاطئة التي اتبعتها القوى المعنية بالملف السوري من جهة أخرى.

وأشار إلى أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار على الأراضي السورية، قد ساهمت أيضاً بتعقيد الأمور أكثر فأكثر، لدرجة أن الوضع في سوريا أصبح مستعصياً على الحل.

واعتبر أن الحل في المرحلة الراهنة مرتبط بوجود سلطة قوية تتعامل مع هذه القضية بحيث تكون هذه السلطة قادرة على إنهاء كافة القوى التي لا تتمتع بالشرعية على الأراضي السورية.

وشدد على أن هذه الخطوة يتعين اتخاذها مع الأخذ بعين الاعتبار وضع خطة متينة تكون تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وأضاف: “هناك أرضية جاهزة للبدء بتنفيذ الخطة ألا وهي المباحثات التي جرت سابقاً في جنيف، والمقررات التي صدرت عنها”، معتبراً أن عدم البدء من هذه النقطة لن يفيد شيئاً وسيجعل المشكلة تتفاقم بشكل أكبر.

اقرأ أيضاً: طرح روسي جديد للحل في سوريا.. تكليف أسماء الأسد بقيادة البلاد بدلاً عن بشار..!

وأوضح “أوغلو”  أن إيجاد حل دائم للملف الإنساني في سوريا قبل الوصول إلى طريق مسدود، يجب أن يأتي في الدرجة الأولى، وذلك عندما يتعلق الأمر بالأمن الدولي والإقليمي.

وتابع قائلاً: “على ضوء ما سبق ذكره، فإن التحضير الفوري لخطة ملزمة من أجل إيجاد حل للملف السوري، بات أمراً ضرورياً وملحاً أكثر من أي وقت مضى”.

ولفت أن المضي قدماً في تحقيق ذلك، سيمكن أبناء الشعب السوري من أن يحققوا السلام الذين ما زالوا يسعون إليه منذ تسع سنوات وحتى اليوم.

هذا وقد شهد الملف السوري تدويلاً عالمياً لأول مرة عقب بيان جنيف في شهر يونيو/ حزيران من العام 2012، إذ نص البيان حينها على تأسيس هيئة حكم انتقالية لها صلاحيات واسعة.

ومنذ ذلك الحين بقي بيان جنيف مرجعاً رئيساً عند الحديث عن التوصل إلى أي تسوية سياسية للملف السوري، لكن نظام الأسد دائماً ما كان يلتف حول العديد من البنود التي جاءت في نص البيان، وذلك لأن تطبيق ما جاء في البيان يعني بالضرورة رحيل الأسد عبر عملية انتقال سلمي للسلطة، الأمر الذي يرفضه الأسد رفضاً قاطعاً.

وقد مثل انتشار بعض الجماعات المتطرفة في سوريا، فرصة ذهبية لنظام الأسد وروسيا من أجل اقحام مسار جديد للحل السياسي عبر مفاوضات “أستانا” في عام 2017، والتنصل من مسار جنيف.

اقرأ أيضاً:  الخارجية الإيرانية تعلق على أنباء وجود توافق ثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران بشأن عزل “بشار الأسد”

وفيما بعد تم تغيير مسار المفاوضات من حل سياسي شامل في سوريا إلى وقف إطـ.ـلاق للنـ.ـار، بالإضافة إلى تقسيم مناطق سيـطرة المعارضة وتحويلها إلى أربع مناطق، سميت حينها “مناطق خفض التصــ.ـعيد”.

وبموجب اتفاق “مناطق خفض التصـ.ـعيد” تمكن نظام الأسد من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من المناطق المحررة، فضلاً عن تهجـ.ـير سكانها إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا تحت إشراف مراكز المصالحة الروسية.

rami fakhori

كاتب صحفي متخصص في كتابة التقارير والأخبار بمختلف أنواعها، حاصل على شهادة دبلوم في الصحافة والإعلام من الأكاديمية السورية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: