الليرة السورية إلى أين بعد خسارتها أكثر من 10 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار خلال أسبوع؟
الليرة السورية إلى أين بعد خسارتها أكثر من 10 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار خلال أسبوع؟
طيف بوست – فريق التحرير
تابعت الليرة السورية رحلة تراجعها وانخفاضها المستمر أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الساعات القليلة الماضية في كافة الأسواق والمدن في سوريا، حيث سجل سعر الصرف أرقام قياسية وتاريخية جديدة مقابل الدولار في تداولات اليوم.
ومع وصول سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى مستويات أعلى من عتبة الـ 8700 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد في كافة المدن والأسواق السورية، ازدادت التساؤلات والتكهنات حول اتجاه سعر صرف العملة السورية مقابل مختلف العملات خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
وضمن هذا السياق، أشار خبير اقتصادي من دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” إلى أن الليرة السورية خسرت نحو 700 ليرة سورية مقابل الدولار خلال تعاملات هذا الأسبوع، أي أنها فقدت أكثر من 10 بالمئة من قيمتها في غضون أيام قليلة.
وأوضح الخبير أن هذا الانخفاض المتسارع بقيمة الليرة السورية له دلالات عديدة وتداعيات كبرى بخصوص سعر الصرف في الفترة المقبلة.
وبيّن أن التوقعات قد تكون صادمة بخصوص المستويات التي من الممكن أن تصل إليها الليرة السورية خلال الشهرين المقبلين سواءً أمام الدولار بشكل خاص أو مقابل كافة العملات العربية والأجنبية على العموم.
ولفت إلى أن سعر صرف الليرة السورية من الممكن أن يتخطى عتبة الـ 12 ألف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد خلال شهري حزيران وتموز القادمين.
ولم يستبعد الخبير الاقتصادي الذي فضل عدن الكشف عن هويته أن يلامس سعر صرف الليرة السورية مستويات قريبة من عتبة الـ 15 ألف ليرة سورية للدولار الأمريكي قبل نهاية عام 2023 الجاري.
وحذّر الخبير من كـ.ـارثة على الصعيد الاقتصادي في سوريا في حال استمرار تعامل مصرف سوريا المركزي مع الواقع الاقتصادي في البلاد بالنهج الذي يتعامل به مع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في الوقت الراهن.
وحول الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات أعلى من حدود الـ 12 ألف ليرة سورية لكل دولار واحد، أوضح الخبير أن كافة المؤشرات تدل على أن انخفاض قيمة العملة السورية بشكل كبير مستمر خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن المؤشر الأول الذي يدل على انخفاض كبير قادم بقيمة الليرة السورية، يتمثل بعدم قدرة مصرف سوريا المركزي على التدخل في سوق الصرف نتيجة عدم امتلاكه كميات كافية من الدولار والقطع الأجنبي تخوله التدخل لإيقاف تدهور قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.
اقرأ أيضاً: الليرة السورية تفقد أكثر من 50 بالمئة من قيمتها أمام الدولار خلال عام وحديث عن عوامل ستزيد من تدهورها
ونوه إلى أن المؤشر الثاني يتعلق بالتخبط الكبير في اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بسعر صرف الليرة السورية من قبل بنك سوريا المركزي الذي لهث وراء جذب الحوالات المالية الخارجية ورفع سعر صرف الدولار الرسمي دون دراسة التداعيات المترتبة على ذلك.
وختم الخبير حديثه بالتأكيد على أن أهم تداعيات رفع سعر صرف الدولار الرسمي، هو وجود ردة فعل لدى السوق الموازي التي ستحاول بدورها الاستحواذ على سوق الحوالات الذي تتحكم به منذ أعوام، منوهاً أن ردة الفعل شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية بانخفاض قيمة الليرة السورية بشكل كبير أمام الدولار في كافة المحافظات في البلاد.
