المياه السورية دجاجة تبيض ذهباً لأهالي الساحل مع وصول كائنات بحرية فريدة من نوعها لسواحل سوريا (صور)
المياه السورية دجاجة تبيض ذهباً لأهالي الساحل مع وصول كائنات بحرية فريدة من نوعها لسواحل سوريا (صور)
طيف بوست – فريق التحرير
كشف العديد من العاملين في مهنة صيد الأسماك في سوريا عن انتشار أنواع جديدة فريدة من نوعها من الأسماك في المياه السورية وبكثرة، مؤكدين أن أسواق السمك في سوريا تعرض أشكالاً جديدة لم يعتد السوريون على رؤيتها في الأسواق المخصصة لبيع السمك من ذي قبل.
وأوضحت مصادر محلية أن شباك الصيادين في السواحل السورية باتت مؤخراً لا تتوقف عن التقاط كل ما هو غريب من أسماك لم يعتد أصحاب حرفة الصيد أو حتى هواة الصيد من اصطيادها في السابق.
ووصفت المصادر المياه السورية بأنها أصبحت حالياً كالدجاجة التي تبيض ذهباً لأهالي الساحل الذين يعملون في حرفة صيد الأسماك، وذلك بسبب انتشار أنواع جديدة فريدة وباهظة الثمن نظراً لقيمتها الغذائية ومذاقها اللذيذ.
وبحسب مراكز بحثية مختصة فإن سبب في العلوم البحرية فإن سبب انتشار أنواع فريدة من الأسماك في المياه السورية يعود إلى التغيرات التي طرأت في بيئة ومناخ هذه المياه القريبة من الساحل السوري.
وأكدت مراكز الأبحاث أن تغير المناخ في الساحل السوري يفـ.ـك شيفرة رحلة الأسماك النادرة والفريدة من نوعها وقطعها مسافات شاسعة وصولاً إلى المياه السورية.
وبالنسبة لأنواع الأسماك الفريدة والنادرة التي انتشرت في السواحل السورية خلال السنوات القليلة الماضية، تشير المصادر إلى أن الصيادين السوريين تمكنوا من اصطياد سمكة “الهامور” التي ظهرت للمرة الأولى على الشواطئ السورية عام 2019.
وبالتزامن مع ذلك ظهرت أسماك أخرى، مثل سمكة “أم عين”، حيث تمكن الصيادون من اصطياد سمكة من هذا النوع وصل وزنها إلى نحو 112 كيلو غرام مؤخراً.
كما تمكن الصيادون السوريون قبل أشهر من اصطياد سمكة عملاقة من نوع “مولا مولا”، إذ وصل وزنها إلى قرابة الطن، فضلاً عن تمكنهم من إخراج سمكة من نوع “الببغاء” الصغيرة النادرة وغيرها من أنواع الأسماك الفريدة التي لم يعتد الصيادون في سوريا على اصطيادها.
اقرأ أيضاً: سعر الكيلو منها يصل لآلاف الليرات.. اصطياد سمكة جراوي عملاقة في الساحل السوري (صور)
وأكد الخبراء في مجال العلوم البحرية أن هذه التطور الجديد في الثروة السمكية في المياه السورية، يعود بشكل أساسي إلى اختلاف درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط واعتدالها مؤخراً بالقرب من السواحل في سوريا.
وأوضح الخبراء أن هذا التغير في المناخ واعتدال درجة حرارة مياه البحر قبالة السواحل السورية ساهم بشكل تدريجي في تغير طبيعة الحياة البحرية ضمن هذا المياه.
وبينت أن هذه المياه أصبحت تستقطب مزيداً من الأسماك الفريدة والنادرة التي جاء بعضها من مياه البحر الأحمر، الأمر الذي جعل الصيادين في سوريا يحققون أرباحاً مالية طائلة في أسواق بيع السمك التي أصبحت تشهد أنواعاً مختلفة وأحجاماً ضخمة غير اعتيادية.
اقرأ أيضاً: “تم بيع الكيلو الواحد بسعر قياسي”.. اصطياد سمكة تونة عملاقة في بانياس تزن أكثر من 100 كيلو (صور)
وبحسب مصادر سورية رسمية فإن الأمر لم يعد يقتصر على ظهور متكرر لأنواع نادرة وفريدة من الأسماك بأحجام غريبة ومتنوعة، بل إن الأمر تعدى ذلك، حيث بات الصيادون يصيدون كميات كبير ووفيرة من سمك التونة بالإضافة إلى تمكنهم من اصطياد كائنات بحرية فريدة من نوعها بالنسبة لأسواق السمك في سوريا وسواحل شرق المتوسط.
ونوهت إلى أن أسماك التونة زاد انتشارها قرب السواحل السورية بكثرة خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أن أحد الصيادين تمكن من اصطياد سمكة “تونة” فاق وزنها الـ 50 كيلو غرام، وهو أمر لم يحدث من ذي قبل في سوريا.
وأكدت المصادر الرسمية أن هناك أنواع كثيرة من الأسماك الجديدة والفريدة من نوعها ظهرت في السواحل السورية مؤخراً، مشيرة إلى أن الجهات المعنية جمعت عينات بحرية بعد القيام بجولات ميدانية في المياه السورية، الأمر الذي مكنها مع تأكيد وجود تغيرات كبيرة طرأت مؤخراً على الحياة البحرية ضمن الساحل السوري.
اقرأ أيضاً: “ماشا” تظهر في الشمال السوري وتسحر القلوب (صور/ فيديو)
وكشفت المصادر أنه من خلال الجولة الميدانية تم العثور على دلافين وحيتان وكائنات بحرية جاءت إلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط نتيجة التغير المناخي واعتدال درجة حرارة المياه في هذه المنطقة.
من جهتها، أكدت الجمعية السورية لحـ.ـمـ.ـاية البيئة المائية أن رصدت وجود دلافين وأنواع أسماك نادرة وفريدة من نوعها لم تكن موجودة سابقاً في المياه السورية.
وشارت الجمعية في بيان رسمي صادر عنها إلى ضرورة وجود تنوع حيوي للحياة البحرية في السواحل السورية، وذلك نظراً لأهمية ذلك في مسألة التوازن المطلوب حتى تعيش الكائنات البحرية بأنواعها المختلفة في المياه السورية.