اعتراف رسمي بالإفلاس وعدم القدرة على إيقاف نزيف الليرة السورية .. إلى أين يتجه الاقتصاد السوري؟
اعتراف رسمي بالإفلاس وعدم القدرة على إيقاف نزيف الليرة السورية .. إلى أين يتجه الاقتصاد السوري؟
طيف بوست – فريق التحرير
أكدت العديد من المصادر المحلية المتابعة والمهتمة بالشؤون الاقتصادية في البلاد على وجود حالة إفـ.ـلاس غير معلن لدى البنك المركزي السوري، مشيرة إلى أكبر برهان على ذلك أنه يقف عاجزاً أمام الانخفاض المستمر والمتسارع بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
ونوهت المصادر في حديث خاص لموقع “طيف بوست” بأن العديد من المسؤولين اعترفوا ضمنياً خلال الأيام القليلة الماضية بالإفلاس وعدم القدرة على إيقاف نزيف الليرة السورية.
وأوضحت المصادر أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عمرو سالم” أقر في أكثر من تصريح له بحالة الإفلاس والعجز وعدم قدرة الحكـ.ـومة على التدخل في سوق الصرف لإعادة الاستقرار لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات.
وبينت أن “سالم” قالها بشكل صريح وواضح قبل أيام بأن الليرة السورية فقدت من قيمتها مقابل الدولار نحو 90 ضعفاً خلال السنوات الماضية، موضحاً أن حكـ.ـومة البلاد ليس بمقدورها مجاراة هذا الانخفاض المتواصل بقيمة الليرة أو رفع رواتب الموظفين 90 مرة.
ولفتت إلى أن “سالم” أشار في منشور له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بأن الراتب الحالي الذي يتقاضاه الموظف لا يتناسب بأي شكل من الأشكال مع الاحتياجات والمتطلبات، ملمحاً إلى عدم وجود أي حلول من شأنها أن تحل هذه المشكلة.
كما أشارت المصادر إلى التصريح الذي صدر عن “سالم” يوم أمس، موضحة أن ما قاله وزير التجارة الداخلية يعتبر اعترافاً رسمياً بالإفلاس.
وأوضحت أن وزير التجارة قال يوم أمس أن الحكـ.ـومة تعـ.ـاني من نقص حـ.ـاد في القطع الأجنبي، مشيراً إلى أن عمليات الاستيراد من الخارج تأثرت بشكل كبير نتيجة هذا النقص.
وكان العديد من المحللين والخبراء في مجال الاقتصاد قد أكدوا أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الانخفاض المتسارع بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية، هو عدم توفر القطع الأجنبي لدى البنك المركزي.
ونوه المحللون أن مصرف سوريا المركزي يقف حالياً متفرجاً لعدم امتلاكه أي أدوات تخوله التدخل في سوق الصرف لإيقاف الانخفاض والتراجع المستمر بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
وتوقع الخبراء أن يتجه الاقتصاد السوري نحو مرحلة جديدة مختلفة كلياً عن المراحل السابقة، محذرين من كـ.ـارثة إنسانية قد يتعرض لها السوريون في ضوء تفاقم حالتهم المعيشية والاقتصادية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
ولفت الخبراء إلى أن سعر صرف الليرة السورية من المرجح أن يسجل أرقام قياسية في الانخفاض خلال الأشهر القليلة القادمة.
اقرأ أيضاً: تفاصيل مفـ.ـاجئة حول نسبة العجز الاقتصادي والمالي في سوريا حالياً بالتزامن مع تدهور قيمة الليرة السورية
وبيّن المحللون أنه في ضوء الحديث عن أزمة مالية واقتصادية عالمية جديدة قادمة قبل نهاية عام 2022، فإنه من الصعب توقع إلى أي مدى من الممكن أن يصل انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار في تلك الأثناء.
ويتم تداول الليرة السورية اليوم صباحاً بين مستويات الـ 5070 والـ 5300 ليرة سورية للدولار الواحد في مختلف المدن والأسواق في البلاد.