الاقتصاد السوري من الاكتفاء الذاتي إلى الانهيار التام وسط ترنح الليرة السورية مقابل الدولار
الاقتصاد السوري من الاكتفاء الذاتي إلى الانهيار التام وسط ترنح الليرة السورية مقابل الدولار
طيف بوست – فريق التحرير
تعرض الاقتصاد السوري خلال السنوات الماضية لهزات قوية جعلت سوريا تفقد ميزة القدرة على الاكتفاء الذاتي التي كانت تتمتع بها في الفترات السابقة، وذلك بالتزامن مع اتساع دائرة الجوع ووصول نسبة السوريين الذين يرزحون تحت خط الفقـ.ـر إلى نحو 90 بالمئة.
كما تزامن ذلك مع انهيارات متتالية بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية وسط تقديرات بأن خسائر الاقتصاد السوري منذ عام 2011 حتى يومنا هذا قد بلغت حوالي 530 مليار دولار أمريكي.
ويشير العديد من المحللين والخبراء في الشأن الاقتصادي إلى أن الرقم آنف الذكر يعادل 9.7 أضعاف من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا عام 2010.
وضمن هذا الإطار، قال الخبير والمستشار الاقتصادي “أسامة القاضي” في حديث لموقع “عربي 21” إن سوريا كانت تتمتع باكتفاء ذاتي زراعي في الفترة السابقة، لكن البلاد كانت تعـ.ـاني من مشـ.ـاكل كبيرة في توفير الطـ.ـاقة الكهــ.ـربائية والغاز.
وأكد الخبير في معرض حديثه أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي في سوريا خلال السنوات الأخيرة يرجع إلى سوء إدارة النظـ.ـام للأزمة في البلاد.
وأوضح “القاضي” أن المشكلة الأساسية في سوريا تتمثل بسوء إدارة النشاط الاقتصادي، لاسيما بما يتعلق بعدم استثمار مداخيل النفط، بالإضافة إلى تأخر دخول عائدات النفط في الموازنة المالية العامة للدولة، فضلاً عن الفسـ.ـاد الكبير المنتشر في أورقة القطاع العام.
وبيّن الخبير والمستشار الاقتصادي أن ناتج الدخل القومي لسوريا قبل عام 2011 كان ضعيفاً ويقدر بحوالي 64 مليار دولار أمريكي، مشيراً إلى أن هذا الرقم لا يتناسب مع بلد لديه اكتفـ.ـاء ذاتي فيمـ.ـا يتعـ.ـلق بالزراعة وما ينـ.ـتج عنها.
كما لفت “القاضي” إلى مسألة تقسـ.ـيم سوريا إلى مناطق نفـ.ـوذ متعددة، الأمر الذي أدى قطع شـ.ـرايين الاقتصاد السوري، إذ لم يعد يوجـ.ـد إدارة مركزية، وذلك بالتزامن مع موازنة عامة أصبحت ضعيفة نتيجة حـ.ـرمانها من المـ.ـوارد النفطية والزراعـ.ـية.
ونوه إلى أن العلامة الفارقة التي أدت إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي في سوريا تعود إلى الأداء الهزيـ.ـل للنظـ.ـام السوري واتخاذه قرارات أثرت بشكل عكسي على اقتصاد البلاد، إذ عمل على منـ.ـع رجال الأعـ.ـمال والصناعيين من تـ.ـداول العمـ.ـلات الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى تعـ.ـطيل التجارة والصناعة في البلاد.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الاقتصاد الحالي في سوريا هو أقل من 10% من نشاطه الحقيقي، لافتاً إلى وجود شبه شـ.ـلل في الاقتصاد السوري بالوقت الراهن.
اقرأ أيضاً: البنك المركزي السوري يطرح ورقة نقدية جديدة للتداول من فئة 2000 ليرة سورية (صور)
كما شدد على أن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في الوقت الحالي هو سعر وهمي، منوهاً أنه في أي لحظة قد يتم التوجه نحو تعويم الليرة، فهي ستنهار بشكل متسارع وقياسي، ويمكن أن تتجاوز 10 آلاف لكل دولار أمريكي واحد.
وختم الخبير والمستشار الاقتصادي حديثه بالإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في سوريا متجهة نحو الأسوأ خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن كل المؤشرات تدل على ذلك، على حد قوله.